الخميس 28 نوفمبر 2024

إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 15 من 203 صفحات

موقع أيام نيوز


لو مش عارفة تنشلي عليا قولي وانا اعلمك 
صړخت بها بعصبية 
خلاصة الكلام عارفة يامهرة ما تعملي حركة من حركاتك اللي علطول بتعمليها كل ما ياجي عريس وتطفشيه لاطفشك أنا من
البيت
وقفت وعقدت ذراعيها في خصرها وتقول باحتجاج ولهجة كوميدية 
طيب انتي ترضهالي اتجوز واحد اسمه صابر الأعور وبعدين اخلف عيل ويعايروه العيال يقولوله يا أعور يا ابن الأعور وشوية كمان ويبقى اسمي مهرة العورة

مالت للمرة الثانية على الأرض تلتقط الفردة الثانية وتقذفها بها وهي تصرخ بانفعال 
امشي يابت غوري من وشي هتجلطيني وجهزي نفسك لبكرا قال مهرة العورة ده انتي المفروض يسموكي مهرة الهطلة 
ضحكت بقوة وهزت كتفيها بعدم اكتراث لتشبيه جدتها لها ثم انصرفت وتركتها ټضرب كف على كف من جنان حفيدتها ! 
أيوة واخرتها هتفضلي لغاية امتى كدا مش عارفة تتكلمي يازينة !
كانت جملة صريحة ومستاءة من صديقتها وهم يجلسون معا في غرفتها بعد جاءت لزيارتها وقضاء بعض الوقت معها 
تنهدت زينة بيأس وقالت 
خاېفة يا سمر يكون أصلا أنا مش في باله وهو ده اللي أنا متوقعاه وفي نفس الوقت خجلي منه بيصعب عليا الوضع 
انتصب صديقتها في جلستها وقالت بجدية تسألها بوضوح 
دلوقتي مش إنتي بتحبيه ! 
هزت زينة رأسها بإيجاب في استحياء بسيط لتستكمل صديقتها حديثها من عند أجابتها وتقول بصرامة 
يبقى مفيش حاجة اسمها بتكسف وخاېفة ومعرفش إيه بتحبيه
يبقى قربي منه واكسبي قلبه ماتفضليش قاعدة مكانك زي الهبلة كدا ومستنياه يحبك شوفي هو اهتماماته إيه مثلا وشاركيه فيها أو هو بيحب إيه واعملهوله اعرفي هو بينجذب
للبنات اللي من نوع إيه واتصرفي بالشكل ده 
هتفت زينة برفض وتذمر 
لا أنا مش هغير نفسي أنا عايزاه يحبني زي ما أنا 
طيب يابنتي ما تتحركي واتصرفي على الاقل قربي منه هو مش ابن خالتك برضوا يعني الموضوع هيكون سهل بعدين لما تاجي واحدة تخطفه منك متزعليش بقى
هتفت زينة بتهكم وبؤس 
الله في إيه ياسمر يعني أنا بشكيلك وبفضفضلك وإنتي تقوليلي واحدة تخطفه منك !! 
كادت أن تجيب عليها لكن زينة ضړبتها على فخذها بخفة بعدما سمعت صوت الباب ينفتح وهمست بتوتر 
بس خلاص ماما جات 
دخلت والدتها وهي تحمل على صينية كلاسيكية راقية فوقها كأسين من عصير المانجا وتهتف بوجه بشوش 
منورانا ياسمر والله ياحبيبتي 
أجابت سمر بضحكة وسعادة صافية 
ده نورك ياطنط ميرفت والله ربنا يعلم وحشتيني قد إيه يمكن كمان اكتر من البنت زينة النكدية دي 
قهقهت ميرفت بصوت عالي بينما زينة زمت شفتيها وقالت بغيظ تجيب على صديقتها 
أنا نكدية ماشي ياسمر 
تعالت ضحكاتهم معادا زينة التي كانت تحدجهم باغتياظ ولكن سرعان ما اندمجت في الحديث معهم وشاركتهم الضحك وحوارهم الذي بدأ يأخذ منحنى مرح ولطيف 
هب عدنان واقفا من مقعده بعد ساعات طويلة من العمل أرهقت جسده وعقله جذب سترته وارتداها ثم مفاتيح سيارته وكذلك هاتفه ولكن قبل أن يضعه بجيبه ارتفع صوت رسالة وصلت إليه للتو كان سيتجاهلها لكن ارتفع الصوت أكثر من مرة مما يشير إلى أن الراسل ارسل أكثر من رسالة في وقت واحد 
فتح هاتفه ودخل على الرسائل وكانت رسالة من رقم مجهول لا يعرفه فتح الرسالة وكانت عبارة عن صورتين انتظر لثواني قليلة حتى تظهر الصور وإذا بالصدمة تتملكه تماما وهو يرى أن الصور لجلنار وهي تجلس بجانب رجل وتضحك بملأ شدقيها وأمامهم كعكة عيد ميلاد والصورة الأخرى كان يمسك بيديها وينظر لها ويبتسم بنظرة تشبه نظرة رجل عاشق 
الفصل الرابع 
يحدق في الصور ويده تقبض على الهاتف پعنف حتى كاد أن يهمشه إلى أجزاء بين قبضته لا يفكر بأي شيء سوى بما تراه عيناه أمامه الآن ! كيف أنها تبتسم لذلك الجالس بجوارها وكيف سمحت له أن يلمسها ! كلما تعصف بذهنه احتمالية خيانتها له وأن قد يكون هناك رجل آخر يصاب بالجنون وتتملكه حالة من الڠضب المدمر والآن تلك الفكرة تستمر في التردد بذهنه دون توقف حتى أوشكت على سلبه لما تبقى من عقله 
مسح على وجهه وهو يزأر من بين شفتيه كالۏحش الجائع لالتهام فريسة ويجز على أسنانه بقوة نظر لهاتفه وفتح إحدى تطبيقات السوشيال ميديا التي قامت مؤخرا بمحادثته عليه وضغط على زر الاتصال بها يضع الهاتف على أذنه وينتظر ردها ومعالم وجهه مرعبة وعيناه حمراء تماما كنيران ملتهبة 
لم تجيبه بعد رنات طويلة فعاد مرة أخرى يتصل ومن بين شفتيه يطلق الفاظ نابية يتوعد لها بمجرد أن تفتح الاتصال 
على الجانب الآخر كانت جلنار تمسك بهاتفها ورنينه يرتفع أكثر فأكثر بين يديها وسؤال واحد تطرحه في ذهنها بتردد هل أجيب عليه أم لا ! وبعد لحظات طويلة من
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 203 صفحات