إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
بثبات مصطنع
واضح إن في حد اخدلنا صور ليا أنا وأنت وبعتها ليه وهو اټجنن طبعا لما شافها وافتكرني بخونه
ظهرت الغيرة في عينان حاتم الذي قال پغضب
ما يتنيل يفتكر اللي يفتكره إنتي زعلانة ليه مش هتطلقي منه لما ترجعي إيه اللي مضايقك
جلنار باستياء
لازم اضايق ياحاتم لما يتهمني بحاجة زي كدا يبقى لازم اضايق أنا من ساعة ما اتجوزته ومبصيتش
ازعجه بشدة اعترافها حول محافظتها على قلبها من أجل زوجها وهذا يوضح شيء واحد وهو حبها له وأنها لم تفكر بالجالس أمامه هذا أبدا من قبل !
تمتم بصوت متحشرج
وكلمك إزاي برضوا
أنا كلمته مرة فديو على نفس التطبيق فهو اتصل بيا عليه النهارده
نعم كلمتيه ليه !!!
جلنار بنظرات صارمة وصوت تبدلت نبرتها الهادئة إلى
أخرى محتدمة
مكلمتهوش عشان سواد عيونه ياحاتم هنا كان واحشها أوي وفضلت زعلانة ومضايقة إنها مش عارفة تكلمه ولا هو بيتصل فاضطريت اتصل بيه عشانها
حاتم پغضب تعجبت منه
وهو احنا مش اتفقنا أن إنتي مش هتتواصلي معاه ولا تكلميه خالص ياجلنار إلا لما ترجعي وتتطلقي منه
مقدرتش ياحاتم اشوف بنتي زعلانة بالشكل ده ثم إن كدا كدا هيعرف مكاني سواء هو أو بابا مش هفضل هربانة منهم كتير أنا كنت بحاول اكسب وقت بس بعيد عنهم عشان افكر هتصرف إزاي لما ارجع
هتف بنظرة ساخرة لا يصدق ما يسمعه من فمها وكأنها على وشك التراجع في قرارها الذي جاءت إلى هنا وهي مصرة عليه
لا تفهم سبب حرصه الشديد على طلاقها هذا ولماذا كل هذا الڠضب والانفعال بمجرد أن أخبرته أنها حدثت عدنان لكنها لم تهتم كثيرا حيث قالت بإصرار وعناد شديد
مستحيل اتراجع هيطلقني ڠصب عنه أنا سكت عن حجات كتير بس مش هسكت على شكه فيا
لم يعجبه حديثها مطلقا واحس أنه على وشك خسارتها وأن ذلك العدنان سيعود ويسلبها عقلها فتصبح مسيرة بأوامره وبقلبها الذي سبنبض من أجله فقط
هرولت فوزية مسرعة نحو باب الشقة بعد سماعها لرنة الجرس وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وعريضة فقد وصل العريس ومعه عائلته
فتحت الباب وكانت في المقدمة
والدة العريس التي اقتربت وعانقت فوزية بعناق حار وهتفت فوزية بسعادة
ابتعدت عنها والدة العريس ودخل من خلفها الحاج ممدوح الأعور والد العريس وهو يتنحنح بأدب ويحمل بين يديه علبة مستطيلة من التفاح الأحمر
ازي الصحة ياحجة فوزية
بخير الحمدلله ياحج اتفضل اتفضل ولا كنش له لزوم والله التعب ده ياحج
أجابها ممدوح بوجه مبتسم
يزيد فضلك ولا تعب ولا حاجة دي حاجة صغيرة كدا
وأخيرا كان آخرهم يدخل صابر العريس ويحمل على ذراعيه قفص كبير من المانجا القى التحية على فوزية التي رحبت به ترحيب حار وببشاشة
كانت مهرة من داخل غرفتها تدور يمينا ويسارا منتظرة شيء معين حتى سمعت صوت صافرة من أسفل شرفتها فخرجت إلى الشرفة تطل منها تنظر للصبي الصغير ميدو وتشير له باصابعها الخمسة وتهمس بصوت غير مسموح
خمس دقايق
دخلت للداخل فورا ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة ثم غادرت الغرفة فور سماعها لصوت جدتها وهي تنده عليها اتجهت نحوهم وكانت نظراتهم مستنكرة ومدهوشة لما ترتديه حيث ترتدي بنطال بني اللون واسع وعريض يخص جدها المټوفي وأعلاه تيشرت من اللون الأبيض ولم تبذل أي مجهود في تسريح شعرها جيدا رغم نعومته جلست بجانب جدتها دون أن تصافحهم حتى وظلت تنقل نظرها بينهم بابتسامة بلهاء وهي ترى الاشمئزاز على وجههم والڠضب الذي سيطر على ملامح جدتها لتقول بمزاح وهي تضحك
لا مؤاخذة أصل البنطلون غسلته الصبح ومنشفش والجيش قال اتصرف
تبادلوا النظرات المنصدمة بين بعضهم البعض بينما فوزية انحنت على حفيدتها وهمست بوعيد حقيقي وهي تستشيط غيظا
والنعمة الشريفة لاربيكي يامهرة إيه اللي لابساه ده
بنطلون الحج الله يرحمه عارفة لو لبستيه يازوزا هياكل منك حته صدقيني تحبي اروح اغيره وتلبسيه
تمالكت أعصابها واشاحت بنظرها عنها تنظر للضيوف وهي تبتسم بتصنع ونيران الغيظ مشټعلة بداخلها هم ممدوح بأن يتحدث متجاهلا منظر مهرة لكنها قاطعته وهي تهب واقفة وتقول
يوه يقطعني لا مؤاخذة نسيت الشربات وحياة قرعتك اللي بتلمع دي ياحج ما أنت قايل حاجة غير لما تشربوا الشربات الأول
رفع ممدوح يده إلى رأسه يتحسس