الجمعة 29 نوفمبر 2024

إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 34 من 203 صفحات

موقع أيام نيوز


فراشها قبل أن ينتصب في وقفته ويغادر بحذر شديد حتى لا يوقظها اندفع يبحث عن جلنار بكل جزء في المنزل فإذا به يجدها بالشرفة جالسة على مقعد بوضيعة الجنين وشعرها تلفحه نسمات الهواء
الباردة فيغطي وجهها كله تقدم إليها في خطوات هادئة جدا حتى وصل إليها ثم انحنى عليها بنصف جسده ومد أنامله يزيح خصلات شعرها بوداعة من على وجهها ليظهر جمال وجهها وملامحها الساحرة وهي غارقة بالنوم وانفاسها الدافئة لفحت باطن كفه اطال التأمل بها للحظات في عينان تحمل لمعة مختلفة ثم حرك ظهر أنامله برقة شديدة بداية من وجنتها نزولا إلى رقبتها تحركت برأسها بعدما ازعجتها لمساته وفتحت عيناها ببطء وبمجرد ما وقعت عيناها عليه انتفضت في جلستها فورا وقالت پصدمة 

إنت جيت إمتى ! 
عدنان 
دلوقتي 
استقامت واقفة وقالت باهتمام أسرعت في إخفائه مسرعة بعد جملتها 
أنت كويس طيب اقصد طلعت إزاي حاتم سحب الشكوى !
كادت أن ترتفع الابتسامة على ثغره من اهتمامها الواضح به لكن سرعات اندثرت وحل محلها الصرامة وهو يهتف بنظراته الشرسة 
حاتم ! لا متراجعش وأنا مش محتاج إنه يسحبها أصلا مش حتة عيل عبيط زي ده هيعرف يسجني بس أنا عارف هعرفه مقامه إزاي عشان ميفكرش بعد كدا أنه يلاعبني أو يقرب من مراتي وبنتي 
جلنار بعصبية واندفاع 
مش هتقربله ياعدنان فاهم ولا لا أنا اتكلمت معاه وهو خلاص مش هيقربلي تاني ولا أنا هكلمه 
أخطأت فيما قالته عن دون قصد حيث ألهبت نيرانه المرعبة وهتف بصوت رجولي يحمل لمسة مريبة 
كلمتيه !!! 
اربكتها نبرته وقسمات وجهه التي تحولت لكنها أجابت عليها بثبات وشجاعة دون أي خوف ظاهر 
أيوة روحتله بيته عشان اقوله يتراجع عن شكوته ومش عشانك ده عشان هنا بس عملت كدا 
قبض على ذراعها پعنف وجذبها إليه صائحا بها بصوت جهوري وعينان مشټعلة بالغيرة 
يعني إيه روحتيله بيته ! إنتي بتكسري كلامي ياجلنار سبق وحذرتك إن عقابك هيكون عسير لو عرفت إنك كلمتي ال ده تاني بس شكلك حابة تجربي 
تململت بين قبضته ودفعت يده عنها بصعوبة صاړخة به 
أنت ملكش حق تتدخل في حياتي وأعمل اللي أنا عايزاه ومتنساش إننا أول ما نرجع مصر هتطلقني 
صاح بها پعنف وعينان بها نظرات مرعبة ومنذرة 
انسي الطلاق ده نهائي وطلعيه
من دماغك طلاق مش هطلق
ظهرت في عيني جلنار نظرات مشټعلة اندمجت بالتحدي وهي تجيبه بثقة واستنكار 
هنشوف ياعدنان لأن باختصار لو مطلقتنيش هخلي عيشتك سودا وهعرفك جلنار الرازي تقدر تعمل إيه هروبي بهنا ده كان أول تحذير مني ليك بعد كدا مش هتكون تحذيرات لا أفعال وصدقني أنا لو عايزة ادمرك هعملها وبسهولة جدا 
علت صوت ضحكته وهو يجيبها مستهزئا 
تدمريني ! كبيرة أوي الكلمة دي وإنتي مش قدها 
جلنار بتحدي وڠضب 
هتشوف قدها ولا لا 
ثم اندفعت إلى خارج الشرفة في طريقها إلى غرفتها لكن قدمها التوت فجأة فاصدرت صړخة عالية پألم وسقطت على الأرض جالسة تتأوه بتوجع شديد
ممسكة بكاحلها ذهب إليها وجلس القرفصاء أمامها ثم هم بإمساك قدمها لكنها دفعت يده پعنف وصاحت به بسخط 
Dont touch me لا تلمسني 
رمقها بنظرة باردة وتابعها وهي تحاول النهوض مرة أخرى على قدمها ولا تستطيع فتنهد بابتسامة مخفية ووقف ثم انحنى عليها وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الغرفة رأت ابتسامته الجانبية على شفتيه فقالت بخنق 
اعتقد أن مفيش حاجة تضحك 
طالعها بطرف عيناه في وجه مبتسم بمكر امتزج بالسخرية 
بعد الوقعة دي إنتي اخرك تدمري مجسم مكعبات مش تدمريني 
جلنار بقرف 
its not funny أنه ليس مضحك 
على فكرة ونزلني
لم يبالي بكلمتها الأخيرة فصاحت به مرة أخرى باستياء 
نزلني ياعدنان
وكان رده عليها بالتجاهل حتى وصل إلى الغرفة ودخل ثم وضعها على الفراش وجلس على حافة الفراش بجوارها ممسكا بكاحلها ويقول بهدوء 
الألم هنا 
دفعت يده عنها وصاحت به
بانفعال 
قولتلك متلمسنيش 
عدنان بحدة 
اسكتي ومتعصبنيش معانا سفر بكرا الصبح مش هتصحى وتقوليلي مش قادرة أقف على رجلي 
سكتت مجبرة فالألم لا يحتمل حقا ولا تستطيع تحريكها حتى فكيف ستقف عليها ! بدأ هو يقوم بتمرين بسيط لقدمها بحركات مدروسة وغير عشوائية لكنها أصدرت تأوها مرتفعا وهي تبعد يده هاتفة پتألم 
أه ابعد ياعدنان بتوجعني اكتر 
لازم هتوجعك 
قالها بجمود ووجه خالي من التعابير ثم استكمل ما كان يفعله وهي تتأوه بصمت وألم شديد ثم نهض واتجه إلى الحمام وفتح صيديلة الحمام الصغيرة المعلقة فوق المرحاض وأخرج منها ضمادة مرنة بيضاء ثم عاد لها وبدأ بلفها في بطء حول كاحلها ويضغط عليها بينما هي فكانت بمكان آخر تتأمل بلحيته التي
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 203 صفحات