معلش ياطنط
هينفع
احتد مصطفى قائلا
هو ايه ده اللى مش هينفع
قالت ياسمين وهى مازالت مطرقه برأيها
الحاډثة هى السبب
حاډثة ايه
العربية اللى خبطتنى من اسبوعين هى السبب
ازدادت حدة مصطفى قالئلا
ايه اللى جاب القالعة جمب البحر
ازداد احمرار وجنتاها وجاهدت لتخرج صوتها قائله
يعني أقصد أقول معاد الفرح اتأجل اسبوع عشان رجلى كانت فى الجبس
ازداد ارتباكها قائله
يعني المعاد الجديد مكنش مناسب بالنسبه ليا يعني يعني مش هينفع
قال مصطفى وقد ثارت ثائرته
وأما هو المعاد الجديد مكنش مناسب لجنابك ما قولتيش كده ليه من الأول كنا غيرنا الزفت المعاد
قالت وقد تساقطت عبراتها على وجنتيها
اتكسفت أقول لبابا
وموضوع مش هينفع ده هيستمر أد ايه
الله أكبر يعني الأجازة اضربت
تركها مصطفى وسط الصاله وتدخل يغير ملابسه وهو يبرطم
يارب يارب احميه يارب يارب احميه يارب
تفوهت كريمة بتلك العبارة هى جالسه بجوار زوجها أمام غرفة العمليات بالمستشفى ثم أكملت قائله
ليه ابنى يحصله كده ليه يارب
قال زوجها الجالس بجوارها
انتى مؤمنة يا كريمة حرام اللى بتقوليه ده
عارفه بس ڠصب عنى قلبي محروق على ابنى أوى
طيب استغفرى ربنا وادعيله زى ما بدعيله بدل الكلام اللي يغضب ربنا ده
استغفر الله استغفر الله يارب ده ابنى الوحيد اللى مليش غيره يارب احميه يارب
ثم التفتت الى زوجها قائله
نانسي و نادين كويسين
تنهد بحسره قائلا
ايوة انا لسه كنت عندهم من شويه كلها خدوش بسيطه لكن اللى تاعبنى مۏت والدها الله يرحمه
سكت قليلا ثم قال
ولا أى حاجه
يعني ايه ولا أى حاجه
مش عارف هما كده من الصدمة ولا ايه بالظبط بس مش باين عليهم أى تأثر
غريبة ازاى يعني دى جوزها ودى أبوها
مش عارفه أكيد لسه مفاقوش من الصدمة
عاود كريمة قلقها على ابنها الذى يرقد داخل حجرة العمليات وأخذت تستغفر ربها وتناجيه
قال پحده
لا مش عايز زفت
تركته ودخلت غرفة النوم مرة أخرى وهى تشعر بأن هناك أيام بائسه تنتظرها فى بيت مصطفى
خرج الطبيب من غرفة العمليات فنهضت كريمة وزوجها بسرعه وتوجها اليه قالت كريمة بلهفه
خير يا دكتور الله يباركلك طمنى على ابنى
طمأنها الطبيب قائلا
لا اطمنى هو كويس الحمد لله
قال والده
يعتي مفيش فيه أى مشكلة
الحمد لله حاله أحسن من غيره كل المشكله ان أعصاب دراعه الشمال اتضررت بشكل جزئي بالإضافة للكسور اللى في دراعه يعني هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي والحجامه عشان الأعصاب تنشط تانى بس اطمنوا ان شاء الله خير
قالت كريمة فى قلق
يعني يا دكتور واثق انه هيكون كويس بالله عليك ما تخبي عليا
أنا هنا طبيب يا حجه وبصارح أهالى المرضى بحالتهم بالتفصيل مينفعش أخبى عليهم حاجه وزى ما قولت لحضرتك هو بس بعد الجبس ما يتفك هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي عشان ايده ترجع زى ما كانت
اد ايه هياخد الموضوع ده
حسب حالته وحسب استجابته منقدرش نحدد دلوقتى الا لما يفك الجبس ان شاء الله
وايده هتفضل فى الجبس أد ايه يا دكتور
مش أقل من شهرين عن اذنكوا
غادر الطبيب فالفتت كريمة لزوجها قائله
تفتكر الدكتور مخبي حاجه
انتى عايزه تقلقى نفسك وخلاص قالك انه لازم يكون صريح معانا وشرحلنا حالته بالظبط
الحمد لله اللهم لك الحمد
ثم استطردت قائله بقلق
بس أنا خاېفه دراعه ميرجعش تانى زى الأول
احنا فين وبقينا فين يا كريمة قدر ولطف الحمد لله انها جت على أد كده
فى هذه الأثناء خرج من غرفة العمليات ترولى محمولا عليه عمر فتوجهت اليه كريمة مسرعه وربتت بكفها على رأسه قائله
عمر انت كويس رد عليا يا ابنى
قالت لها الممرضة
هو دلوقتى فى البينج ان شاء الله شويه ويفوق
أدخلوه الغرفة المخصصه له وجلست كريمة بجواره تمسك مصحفها وتتلو آيات من كتاب الله
نظرت نانسي الى الكدمات الى تعلو وجهها فى مرآة صغيره بيدها فى غرفتها بالمستشفى وقالت بعصبيه
اټشوهت وشى اتشوه
نظرت لها نادين النائمة على الفراش ققائله
انتى معندكيش ډم ابوكى ماټ يا نانسي
نظرت لها نانسي قائله
يعني عايزه تفهميني ان انتى زعلانه عليه بصراحه أنا مش حسه بأى حاجه عارفه ليه لأنه عمره ما حسسنى ان ليا أب ېخاف عليا وياخدنى فى حضنه ويقولى كده صح وكده غلط عمرى ما حسيت بوجوه فى حياتي
كان طول الوقت اما مسافر واما فى الشغل ايه اللي يخليني أزعل انى فقدت حاجه أصلا مكنتش موجوده فى حياتي
حتى لو كده برده خلى عندك ډم شويه أهل خطيبك يقولوا ايه علينا
قالت نانسي بسخرية
خطيبي هو بعد اللي أنا حكيتهولك و اللى حصل فى بيت المزرعة متوقعة ان عمر هيفضل خطيبي
قالت لها نادين بعصبيه
ما انتى بنى أدمه غبيه لسه مفهمتيش عمر وعشان كده عماله تحطى نفسك فى مواقف غبيه زيك
اوووووف خلاص مفيش داعى للكلام ده خلاص الموضوع انتهى
نظرت لها نادين بغل قائله
مش بقولك غبيه موضوع ايه اللي انتهى الأمور هترجع بينك وبني عمر زى الأول وأحسن
قال نانسي بسخرية
ازاى ان شاء الله
ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت
هقولك ازاى
دخل مصطفى الى غرفة النوم فأسرعت ياسمين الجالسه على طرف الفراش بالنهوض والتفتت وأولته ظهرها وأخذت تمسح عبراتها التى تساقطت على وجنتيها دخل مصطفى الفراش وتدثر بالغطاء وأغمض عينيه دون التفوه بكلمه
أخذت ياسمين مخده صغيره وغطاء من الدولاب وتوجهت الى غرفة المعيشة نامت على الاريكة وتدثرت بغطائها وأقد أخذت العبرات تتساقط على وجنتيها مرة أخرى
استيقظت فى اليوم التالى عندما شعرت بيد تهزها بقوة وبصوت مصطفى وهو يقول
انتى يا مدام قومى عايزين نفطر
هبت ياسمين جالسه على الأريكة وأعادت خصلات شعرها الثائرة الى الخلف وأغمضت علينيها للحظات تحاول تذكر أين هى وماذا تفعل هنا
يلا أنا جعان
عادت ياسمين الى الواقع مرة أخرى فنهضت من على الأريكة وقال
صباح الخير حاضر هحضره دلوقتى
لم يرد مصطفى فأخذت غطائها ومخدتها ودخلت غرفة النوم وأعادت ترتيب السرير ثم توجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لعلها تشعر بالإرتياح أنهت حمامها ودخلت المطبخ تحضر الفطور لأول مرة فى هذا البيت الغريب نظرت الى مقتنياتها وأدواتها المطبخية وتذكرت كل قطعة فيه كان لكل قطعة بهجه خاصة تذكرت كيف كانت أمها ومنذ كانت ياسمين صغيره تشترى لها ولأختها أشياء لجهازهما كانت تفرح كلما اشترت لها أمها شيئا جديدا وتسعد وهى تضيفه الى ذلك الصندوق الكبير الذى احتوى جهازها والتى كانت تضعه تحت سريرها تذكرت كم
كرم كرم
استيقظ كرم ونهض ليتفحص صديقه بعينيه قائلا
عمر حمدالله على السلامه انت كويس
قال عمر وهو حائرا
أنا فين وايه اللى حصل
انت مش فاكرة حاډثة امبارح
قال عمر بإندهاش
حاډثة ايه
صمت قليلا ثم قال
اه أنا آخر حاجة فاكرها ان كان فى عربية جايه مخالف ومش فاكر أى حاجه بعد كده
تنهد صديقه قائلا
ايوة كان فى تريلا جت مخالف وللاسف العربيتين خبطوا فى بعض
قال عمر بسرعة
و نانسي وأبوها و مدام نادين
قال كرم فى شئ من الأسى
نانسي و مدامنادين بخير حصلهم كدمات بس لأن العربيه اتقلب على الجهه اللى كنت انت ووالد ناتسي أعدين فيها
طيب ووالد نانسي حصله حاجه
البقاء لله يا عمر توفى
هتف عمر قائلا
لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
وفجأة انفتح الباب لتدخل كريمة التى انفرجت أساريها لرؤية عمر مستيقظا وأقبلت نحوه فى سرعة وعانقته قائله
عمر حبيبتى حمدالله على سلامتك يا ابنى حمدالله على سلامتك
وأخذت تبكى بشده طوقها عمر بديه اليمينى وهدءها قائلا
انا الحمد لله يا أمى بخير زى ما انتى شايفه الحمد لله
وضعت رأسه بين كفيها تملى عينيها برؤيته قائله
الحمد لله الحمد لله كنت ھموت لو كان جرالك حاجه
جذب عمر رأسها يقبله قائلا
بعد الشړ عليكي يا حبيبتى أنا بخير أهو والحمد لله
أقبل والده يحتضنه وبقبل رأسه مرددا
الحمد لله انك رجعتلنا بالسلامه يا ابنى
قال عمر لوالده بقلق
ازى نانسي ومدام نادين دلوقتى
كنا من شوية فى الدفنه و سبنا كرم معاك هنا عشان لو فوقت
شعر عمر بالأسى الشديد لفقدان نانسي والدها فقال
لا حول ولا قوة الا بالله أكيد اللى حصل صعب أوى عليهم
هتفت كريمة قائله بعصبيه
عمر دى آحر مرة تسوق فيها العربية بنفسك عندك سواق مبتخليهوش يسوقها ليه
يا ماما الحاډثة مكنتش غلطتى التريلا هى اللى جايه مخالف
ولو مفيش سواقه عربية تانى
فلم يرد عمر مجادلة والدته التى يعلم جيدا ما تشعر به فى هذه اللحظة فردد قائلا
حاضر يا أمى
فى تلك اللحظة سمعوا طرقات على الباب ثم انفتح الباب ليدخل الطبيب كشف على عمر وأخبره بنفس ما أخبر به والده ووالدته يوم أمس شعر عمر بالقلق وقال
يعني يا دكتور ان شاء الله ايدي هتبقى كويسة مش كده
ايوة ان شاء الله بس الموضوع محتاج شوية وقت وزى ما قولت لوالدك امبارح منقدرش نحدد الوقت ده الا لما نفك الجبس ونشوف مدى استجابتك للعلاج الطبيعي بس متقلقش الضرر مكنش كبير أوى وان شاء الله فى وقت قصير ايدك ترجع تتحرك طبيعي تانى
قال له عمر بإمتنان
شكرا يا دكتور
فتح الطبيب باب الحجرة ليغادر فوجد نانسي التى وقفت على باب الغرفة لمحتها كريمة فنادتها قائله
تعالى يا بنتى
دخلت نانسي الغرفة بعينيها المتورمتين وبعض الكدمات التى تظهر على وجهها رآها عمر فى هذه الحاله فشعر بالأسي عليها نظر والد عمر الى زوجته و كرم نظره ذات معنى فغادر ثلاثتهم الغرفة اقتربت نانسي من فراشه وانسابت العبرات على وجنتيها قائله
عمر انت عامل ايه دلوقتى
قال بأسى
الحمد لله المهم انتى عامله ايه البقاء لله يا نانسي
اڼفجرت نانسي باكية وجلست بجواره وألقت بنفسها على صدره وقالت
بابي ماټ يا عمر مش عارفه هعمل ايه من غيره كان كل حاجه في حياتي مش قادره أتحمل ده أنا تعبانه أوى يا عمر
ربت عمر على ظهرها قائلا
بأسى
قدر الله وما شاء فعل ربنا يرحمه ويغفرله
أبعدها عن صدره ليرى وجهها ومسح بكفه عبراتها وقال
اهدى يا نانسي وبطلى عياط وادعيله اللى هيفيده دلوقتى هو الدعاء
نظرت له بعتاب قائله
بابي سابنى وانت كمان هتسبنى يا عمر خلاص معدش ليا حد فى الدنيا دى
انتى ليه بتقولى كده
اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى وقالت
لأن دى الحقيقة انت هتتخلى عنى وتسيبنى
ألقت نفسها على صدره مرة أخرى وقالت
أرجوك يا عمر ما تسبنيش أنا محتجالك أوى أنا مليش غيرك دلوقتى لو سبتنى ھموت نفسي
شعر عمر بمزيد من الأسى قائلا
نانسي استغفرى ربنا ايه اللي بتقوليه ده
نظرت اليه قائله بحزم
بقول اللى هعمله لو انت سبتنى يا عمر لو سبتنى ھموت نفسي
قال عمر بقلق
طيب ممكن تهدى وتبطلى الكلام اللى بتقوليه ده
صمت قليلا ثم قال
وبعدين مين قالك انى هسيبك أنا مش هسيبك متخفيش
نظرت اليه بلهفه وابتسمت وسط دموعها قائله
بجد يا عمر مش هتسبنى
نظر لها وابتسم فى حنان قائلا
أيوة مش هسيبك بس يا خوفى انتى اللى تسيبينى
قالت بسرعة
مستحيل اسيبك أبدا أنا أموت من غيرك
نظر عمر اليها بشئ من الشك ثم شرح له وضعه ذراعه الصحى كما وصفه الطبيب فقالت
طيب يعني الدكتور قالك انك هتخف
الله أعلم ده لسه ميقدرش يحدده دلوقتى ده على حسب استجابتى للعلاج الطبيعي وعلى حسب الضرر اللى حصل فى دراعي
أسرعت قائله
حتى لو مرجعتش ايدك طبيعيه تانى انا مش ممكن اسيبك ابدا
نظر لها عمر نظره طويله يحاول الغوص داخلها ليتبين صدقها ثم قال
واثقه
قالت بحزم
ايوة واثقه
ابتسم لها عمر ثم طوقها بذراعه مرة أخرى
خرجت نانسي من حجرة عمر لتجد كرم فى الردهة يتحدث مع الطبيب انتظرت أن أنهى حديث ثم توجهت نحوه قائله
كرم خلى بالك من عمر أنا هروح أستريح فى البيت شويه
متقلقيش عليه يا نانسي كلنا هنا معاه
قالت له فى براءه مصطنعه
أنا مش عارفه هروح البيت ازاى ومش هقدر استنى الشفير لحد ما يجيليى بالعربيه حسه انى تعبانه أوى
أسرع كرم قائلا
طيب مفيش مشكلة أوصلك أنا
بجد ميرسي يا كرم
ثوانى بس هدخل أطمن على عمر وأقوله انى ماشي
انتظرته نانسي حتى جاء وانطلقا معا الى بيتها أوصلها ثم تركها وعاد الى المستشفى مرة أخرى
مش كنتى تعملى حسابك بدل ما تعككنى على الواد يوم فرحه
ألقت أم كصطفى بهذه العباره عندما دخلت على ياسمين المطبخ وهى تعد العصير ارتبكت ياسمين وشعرت بالخجل الشديد ولم تتفوه ببنت شفه شعرت بالضيق والڠضب فما بينها وبين زوجها لا يحق لأحد غيرهما معرفته وسبر أغواره بل والسؤال عنه أيضا
قالت لها والدته پحده
أهلك علموكى لما حد كبير يكلمك مترديش عليه
ارتبكت ياسمين وتمتمت
آسفه يا طنط
طنط مين يا روح طنط أنا مش طنط
ازداد ارتباك ياسمين وشعرت بغصه فى حلقها وهى تقول
آسفه قصدى يا ماما
تركتها أم مصطفى لتغادر المطبخ وهى تنظر اليا شذرا
بعدما انصرف المهنئين من أهله دخلت غرفة المعيشة لتجد مصطفى جالسا على اللاب توب منهمكا فقالت له بنبره خافته
انت قولت لطنط ايه
رفع رأسه وكأنه تفاجئ بوجودها ثم نظر الى اللاب توب مرة أخرى قائلا
طنط مين
قصدى ماما مامتك
ترك اللاب توب وهب مصطفى واقفا وقال پحده
ااااااه بدأنا أمك قالت وأمك عادت بصى يا بنت الناس شغل الحموات الفاتنات ده ومشاكل الحريم اللى مبتخلصش أنا مليش فيه أنا راجل مش فاضى أمى دى تحطي جزمتها