في ليله بارده
في تلك الليلة الباردة من نوفمبر 2009، بينما كان جون إدوارد جونز يستعد لاستكشاف أعماق كهف معجون البندق في يوتا، لم يكن يعلم أن تلك المغامرة ستكون آخر رحلة له. عرف الكهف بسمعته المخيفة بفضل ممراته الضيقة والمفاجآت الجغرافية التي لا يمكن التنبؤ بها، لكن رغم المخاطر العديدة، كان جون مولعًا بالاستكشاف.
دخل الكهف مدفوعًا بعزيمته، متسلحًا بأدواته ومهاراته، لكنه سرعان ما واجه محڼة غير متوقعة. في أحد الأنفاق الضيقة، علق جون في فجوة ضيقة جدًا بحيث لم يستطع التحرك للأمام أو للخلف. كان الجدران ضيقة للغاية، مما جعل أي محاولة للتحرّك أو الهروب مستحيلة. على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلها للنجاة، كان عالقًا بشكل مخيف.
لساعات طويلة، شعر جون بالعزلة الكاملة والذعر المتزايد، وكان يعرف أن فرص النجاة تتضاءل مع مرور الوقت. تم إرسال فرق الإنقاذ بعد أن فقد الاتصال به، لكن الظروف كانت قاسېة للغاية، وعجزت المحاولات عن الوصول إليه في الوقت المناسب. تم العثور عليه في النهاية، ولكن بعد فوات الأوان.
ما يجعل هذه القصة أكثر رعبًا ليس فقط المصير المأساوي لجون، بل أيضًا التهديدات المستمرة التي تشكلها تلك الأنفاق الضيقة في الكهف. كان يُعتقد أن الكهف مليء بالأماكن التي لا يمكن استكشافها أو الهروب منها بسهولة، وهو ما يجعل المغامرة فيه شديدة الخطۏرة حتى على أفضل المستكشفين.