رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة جميع الاجزاء)
ده شكله قديم أوى
قديم ولا جديد ملناش فيه ويلا نقوم من هنا أحسن
نهضت الصديقتان وغادرتا الكافتيريا وعيون الشاب تتابعهما فى صمت
كان عمر يجلس فى الصالون منتظرا نانسي التى ذهبت والدتها لإيقاظها
من النوم تململ فى جلسته وبعد وقت طويل وجدها تنزل الدرج فى سرعه قائله
حبيبى وحشتنى أوى أوى
أحاطت عنقة بذراعيها وعانقته لف عمر يديها حولها قائلا
أرجعت رأسها قليلا الى الوراء ونظرت فى عينيه قائله
لو كنت وحشتك مكنتش لغيت العزومه وسبتنى وسافرت
حبيبتى أنا شرحتلك سفرى كان مفاجئ وكان مهم
يعنى عايز تفهمنى ان كل الناس اللى شغالين عندك دول مفيش حد فيهم كان ينفع يسافر بدالك
مرر أصابعه فى خصلات شعرها الذهبية قائلا
لو كان ينفع حد غيري يسافر مكنتش أجلت العزومة وسافرت
وبعدين أنا سافرت يوم واحد بس عايزة تفهميني انى لحقت أوحشك يعني
قالت وهى تنظر له بعينين ناعستين
كل ثانية بتكون فيها بعيد عنى بتكون صعبة أوى عليا وبحس انك واحشنى أوى
اتسعت ابتسامة عمر قائلا
لا أنا مش أد كلامك ده
قالت له فى دلال
اعمل حسابك بعد كدة رجلى على رجلك أى مكان هتسافر فيه هتاخدنى معاك فاهم يا باشمهندس
قالت بسرعة
طالما عجباك يبقى هتعجبنى يا حبيبى
ابتسم عمر قم قال
قوليلى بأه مناسب بكرة للعزومة اللي اتأجلت دى نفسي انتى وماما تكونوا صحاب وتقربوا من بعض أكتر وكمان عايز أعرفك على عمتى وولادها انتى اتعرفتى عليهم بس يهمنى انكوا تكونوا قريبين من بعض
اه طبعا يا حبيبى أهلك هما أهلى دلوقتى ومامتك زى مامى بالنسبه لى
اتسعت ابتسامة عمر وقد سعده ما قالت
خلاص اتفقى مع بابا وماما عشان منتظرينكوا بكرة ان شاء الله
اوك حبيبى
نظر عمر فى ساعته ثم قال
حبيبتى معلش أنا مضطر امشي دلوقتى
تظاهرت بالضيق وقطبت جبينها قائله
رد بسرعة
طبعا لا ازاى تقولى كدة أنا مبشبعش منك ومن وجودك معايا بس عندى معاد مهم ومش عايز أتأخر
قالت بحدة مصطنعه
معاد ها وشكلها ايه بأه
قال عمر باستغراب
هى مين اللى شكلها ايه
البنت اللي هتقابلها واللي مهتم انك متتأخرش عليها
قال عمر بجدية
نانسي حاجة زى دى مفيهاش هزار انتى عارفانى كويس مش عمر اللى يعمل كدة
عارفه طبعا يا حبيبى وواثقه فيك انا بس بغير عليك
لانت ملامحه وقال
ماشي وأنا مقدر ده لانى عارف ان اللى بيحب حد لازم يغير عليه وعشان أطمنك أنا هقابل واحد صحبى كان زميلى من أيام الجامعة وبعد ما اتخرجنا فضلنا مع بعض اختفى فترة بس رجع ظهر تانى وهنتقابل على الغدا أنا وهو و كرم
نظر اليها قائلا
ها حبيبى اطمن ان مفيش فى قلبي ولا فى عيوني غيره
قالت بدلال
ايوة اطمنت
خد دى عشان تفكر فيا لحد بكرة
انتهت ياسمين من توضيب بعض الأغراض التى اشترتها لجهازها مؤخرا فى حقيبة سفر رتبتهم بدقة وعناية وهى تنظر الى كل قطعة فى فرح
دخلت ريهام الغرفة وابتسمت عندما رأت وجه أختها الفرح قائله
خېانه انتى ناويه تعيني حاجتك من غير ما أشوفها
قالت لها ياسمين ضاحكة
يا مفترية ده انتى هريتيهم من كتر الفرجه عليهم ده انتى حفظتى شكلهم أكتر منى
ربنا يسعدك يا ياسمين انتى طيبة أوى وتستهلى كل خير
عانقتها أختها وقد
تأثرت بكلامها وشعرت ياسمين بعينها وقد اغرورقت بالدمع قائله
انتى كمان يا ريهام هتوحشيني اوى مش قادرة اتخيل انى هنام فى مكان انتى مش موجودة فيه
ياسمين بالله عليكي متعيطيش هتخليني أعيط أنا كمان انا اللي مش عارفه هعمل ايه من غيرك
نظرت كل منهما الى الأخرى والدموع فى عينينهما عندما افتح الباب ودخلت أمهما عندما رأتهما هكذا أقبلت عليهما وضمنتهما الى صدرها قائله
حبايب قلبي انتوا الاتنين يارب أفرح بيكوا وبعيالكوا ويهنيكوا ويسعدكوا فى حياتكوا يارب ويرزقك يا ريهام يا بنت سمية بابن الحلال اللى يصونك ويتم فرحك يا ياسمين على خير
قال ذلك ثم قبلت كل منهما على رأسها
التف الأصدقاء عمر و كرم و أيمن حاولة احدى الطاولات فى أحد المطاعم الفخمة قال عمر
فى حزن
ياه يا أيمن كل ده حصلك واحنا منعرفش
شوفت بأه مش قولتلك لما تعرف هتعذرنى
طيب وليه يا أيمن متقلوليش حاجة زى كده مش احنا اخوات يا ابنى ولا ايه
طبعا اخوات يا عمر وأكتر من الإخوات كمان وأنا الحمد لله الديون كلها اتسددت وبشتغل حاليا فى شركة للأسمدة الزراعية
قال كرم
انت أهبل يا ابنى فى حد يعمل عملتك السودة دى
قال أيمن
اللهم طولك يا روح يا ابنى مش هتبطل طولة لسانك دى
طولة لسان ايه وبتاع ايه خلينا فى مصيبتك انت مش عيب واحد شحط