قصة الصياد والغول
انت في الصفحة 2 من صفحتين
جهّز ابن الملك متاعه وحاجيّاته التي تفيد في سفره، وذهب قاطعاً الغابة بحثاً عن الغول الشّرير. وبينما هو سائر رأى كهفاً، فقرر أن يستريح فيه وينام.
عندما دخل الكهف رأى فيه امرأةً عجوزاً، فقال لها: هل أستطيع المبيت عندك؟ فأجابته العجوز: تفضّل على الرّحب والسّعة .
كان الأمير مُتعباً، فاستلقى على فراشٍ وَجَدَهُ في ركن الكهف ونام نوماً عميقاً. وفي الصّباح استيقظ الأمير، فوجد العجوز ما زالت نائمةً، فأخذ يقطع الحطب وأشعل الڼار ليعدّ الفطور.
استيقظت العجوز، فوجدَت كلّ شيءٍ جاهزاً فشكرته وقالت: أنتَ شابٌ طيبٌ. سوف أُلبّي كلّ طلباتك .
أجاب الأمير: جئتُ لأقتل الغول .
فردّت العجوز: لن تستطيع .
قال: لماذا ؟
أجابت العجوزة: لأنّك لا تملك السّيف السحري والحصان الطائر .
فقال الأمير: بل أستطيع قټله بسيفي القوي وحصاني السّريع .
هزّت العجوز رأسها وقالت: إن السّيف السحري قادر على تقطيع الغول، والحصان الطائر يستطيع أن يطير على ارتفاع يماثل ارتفاعه .
فسألها: وأين أجد الحصان والسيف؟
أجابته العجوز: إن السيف والحصان عند الثعبان القاټل، وعنده أيضاً كنوز كثيرة. لكنّني أحذّرك، لأنّها تُحوّل كلّ مَن يلمسها إلى حجرٍ .
ولمّا دخل الأمير بيت الثعبان القاټل، ھجم عليه الثعبان، والتفّ حول رقبته وحاول قټله. لكن الأمير كان شجاعاً قوياً، فسحَب خنجره من غمده وطعن الثعبان. ثم الټفت فرأى الكنوز الثمينة والسيف والحصان، فلم ېلمس الكنوز، وإنّما أخذ الحصان والسيف وذهب.
وفي الطريق ظهر الغول، فسحب الأمير السّيف وطار بالحصان عالياً. ثم انقضّ على الغول، وطعنه في عينه، ففقأها. وقال له: إن لم تُرجِع البنت إلى ما كانت عليه، قتلتك .
فاضطر الغول للإستجابة إلى طلبه وأعاد البنت إلى حالتها الأولى. لكنّ الأمير قتل الغول تخلّصاً من شره. ثم عاد إلى بلاده مصطحباً الفتاة الجميلة معه.
استقبله أهله فرحين بنجاته. وفرح الوالدان برجوع ابنتهما الوحيدة. ولم يكن لدى الصياد شيء يقدّمه للأمير أغلى من ابنته زوجةً له.
فرح الأمير بذلك وأقيم حفل زواجهما في بهجةٍ وفرحٍ، وعاشا حياةً سعيدةً.