رواية اصقلها شيطان (كامله جميع الاجزاء) بقلم سماح سماحة
بابتسامة خبيثة
طبعا يا حبيبتي وعشان تتأكدي من ذمتي أنا مقيد كل مليم خدته منك وكدا بالفلوس دي يبقى وصلني منك عشرين ألف جنيه تحويش سنتين وشوية معايا
عقصت سدرة حاجبيها بحزن
أنا كدا هزعل منك يا ماجد يعني اللي يسمعك بتقول كدا يقول أني مخوناك مثلا
هز ماجد رأسه بنفي
لا يا حبيبتي مش قصدي بس الحق حق وأنت لازم تبقي عارفة ليك كام معايا
اومأت له سدرة بابتسامة عذبة
انا عمري كله ليك يا حبيبي ومش عايزة أعرف انا ليا معاك ايه ولا كام دا كفاية عليا أنت
ثم نظرت في ساعة يدها وأشارت له كي تذهب
نظر لها متعجبا
هو أنت ناوية تروحي فعلا مش دي نمرة عملتيها على جوز خالتك عشان تاخدي منه فلوس على حسها وبس
زفرت سدرة بضيق ونفاذ صبر
كنت هعمل كدا لكن الست خالتي قررت أنها تيجي توصلني للحصة في معادها وطبعا لو مروحتش وحست أني بكدب عليهم هتقلب الدنيا عليا وممكن تقعدني من التعليم خالص فانا هروح وخلاص هعمل ايه
ضيق ماجد عينيه وسألها
طيب وفلوس الدرس هتدفعيها أزاي!!
كدا ممكن الأستاذ عبدالمتكبر يقول لجوز خالتك أنك مش بتدفعي ويسألوك هو وهالتك بتودي فلوسك فين
لا أستاذ عبدالمتكبر مبيتكلمش واخر همه الماديات دا أكتر من نص المجموعة مبيدفعش وهو ولا في باله اصلا
أومأ لها ماجد براحة
طيب كويس كدا قوي والله أستاذ عبدالمتكبر دا مفيش منه
ثم أشار لها لكي تذهب
يلا روحي عشان متتأخريش وانا كمان يدوب أروح أشوف شغلي
لتتركه سدرة وتغادر وهى تشير له مودعة إياه لتعود من رحلة ذكرياتها المريرة لواقعها الأليم الذي تحياه بكل رضا علها تكفر عن ذنوبها التي أقترفتها عندما مشت بكل أرادتها في درب الشيطان الذي أوقعها بأسم الحب نهضت من فراشها وهى تستغفر ربها بعد أن نظرت في ساعة هاتفها وذهبت لتتوضأ كي تصلي الظهر فقد رفع أذانه منذ أكثر من نصف ساعة وهى لم تكن تنتبه له وبعد ادائها الصلاة أفترشت الأرض ورفعت يديها لخالقها تطلب عفوه ومغفرته
ثم وقفت تطوي سجادة صلاتها وتضعها في مكانها وأخذت مسبحتها في يدها وخرجت من غرفتها كي تتفقد أحوال منزلها وأن كان صوريا فقد حجم زوجها مهامها وأمرها بعدم التدخل في شؤنه أو شؤن منزله فوجدت مديرة منزلها الذي خصصها زوجها تصعد الدرج فأقتربت منها تسألها
أشرفت على شغل البيت يا مدام حكمت ويا تري الشغالين خلصوا ولا لسه
أيوه يا هانم كله تمام الهوس كيبنج خلصوا تنضيف والشيف قدامها ساعة والغدا يخلص وعمال الجنينة خلصوا قص الفروع وتظبيط الشجر وتنضفها كمان
أومأت سدرة لتلك السيدة الكئيبة الجافة والتي تشبه الروبوت تنفذ ما يطلب منها بدقة عالية وتجيب على قدر السؤال فقط وعند أنتهاء مناوبتها تختفي في غرفتها بصمت ودون أن تصدر صوتا يدل على وجودها فيها لطالما وجدتها سدرة مريبة وكأنها جاءت من عالم آخر لكنها لا تستطيع أن تبدي تذمرا منها لأنها ذات أهمية كبيرة لدى زوجها فهى مدبرة منزله وجاسوسه الأمين الذي ينقل له كل تفصيلة تدور في منزله نزلت سدرة لبهو القصر الذي تعيش فيه أو بمعنى أدق السچن الذي فقدت به حريتها وسجنت به ليكون مقرا لعڈابها عقاپا على خيانتها لزوجها ووقفت على أخر الدرج تنظر لكل جزء منه فمن يرى ذلك القصر يتمنى أن يعيش به ولو يوما واحدا فكل شيء به ينطق بالعراقة والفخامة بداية من شكل تصميمه الخارجي والداخلي والذي يشبه قصور الف ليلة وليلة حتى حديقته المنمقة بتصميمها الهندسي المتميز تشعرك وكأنك داخل أحجية فريدة وأثاثه أختير بعناية فائقة فكل قطعة منه تنتمي لزمن معين فتجد بداخله ركن كلاسيكي يعود لحقبة من منتصف القرن التاسع عشر وركن أسلامي بزاخرفة المميزة وركن خليجي يمتاز بالفخامة والألوان الزاهية وركن انجليزي يتميز بالبساطة وهدوء ألوانه وركن فرنسي يتميز بفخامة أساسه وأكسسوارته أما عن الإضاءة به فمصممة بشكل يجعل كل مكان بالمنزل يشع نورا وكأن به شمسا خاصة به كما يوجد به العديد من الثريا الأثرية والنادرة ابتسمت سدرة في مرارة وهى تحدث نفسها
صدقتي يا خالتي لما قلتي ليا أنت
صحيح قاعدت في قصر زي قصور الحكايات زي ما كان نفسك بس قصرك دا عبارة عن قفص من دهب لا عارفة تتمتعي بيه ولا قادرة تخرجي منه لأنه بيفضل قفص يعني سجن والسجن بيفضل سجن حتى لو كان وسط جنة ودا عقاپ ربنا ليك عشان اتبترتي على عشتك والنعمة اللي ربنا أدهالك وأخترتي
طريق