روايه قبضت الأقدار (كامله الاجزاء)
قد كانت تعكص شعرها فوق رأسها علي هيئه كعكه منمقه فلا تترك الحريه لخصله واحده منه في الهرب. كان هذا المظهر يعطيها وقارا تحتاجه كثيرا و خاصة الآن لمواجهه تلك الهيبه التي أمامها
واصلت التقدم الي أن وقفت أمامه
مباشرة ثم قالت بهدوء
أهلا بحضرتك يا سالم بيه
هز رأسه ثم قال بإختصار
أتفضلي
أشار إليها لتجلس علي المقعد أمامها فأطاعته بصمت و قد كانت عيناه مسلطه عليها بطريقه أربكتها قليلا و لكنها تجاهلت ذلك و حاولت التركيز علي ما أتت لأجله فرفعت عيناها إليه فوجدته يومئ برأسه بمعني أن تبدأ في الحديث فتحمحمت بخفوت و إحتارت كيف تبدأ فوجدت نفسها تقول بخفوت
لم تتغير ملامحه إنما تخللت السخريه نبرته حين قال
أنا كمان عايز أعرف يا تري إيه الموضوع الخاص إلي بيربطنا !
حل محل التوتر شعور بالڠضب الممزوج بالخجل فهي حين سألتها مديرة مكتبه عن سبب طلبها لرؤيته أجابتها بإختصار موضوع خاص و كررت تلك الإجابه علي مسامعها طوال الأسبوع المنصرم .
تحمحمت بخفوت قبل أن تقول بنبرة ثابته
في الحقيقه هو فعلا موضوع خاص .
قاطعها دلوف مديرة مكتبه لتسمعه يخبرها بأن تحضر لها عصير ليمون و تحضر قهوته المعتادة . ثوان و الټفت اليها قائلا
إغتاظت من تكراره تلك الكلمه و كأنه يسخر منها لذا شدت ظهرها و أستقامت أكثر في جلستها و قالت بنبرة قويه
المقصود هنا بموضوع خاص أنه يخص ناس تهمنا . و إلي هما حازم أخوك و جنة أختي !
قالت جملتها الأخيرة علي مهل و هي تراقب تبدل ملامحه من السخريه إلي الترقب و لكن لهجته بدت هادئه و هو يقول بإختصار
كملي ..
أخذت نفسا قويا قبل أن تقول بلهجه قويه
بصراحه أنا عيزاك تبعد حازم أخوك عن جنة أختي !
سالم بلهجه خشنه
أنسه فرح ياريت توضحي أكتر
أومأت برأسها قبل أن تقول بنبرة قويه
سالم بتهكم
و الصغيرة دي عندها كام سنه
أهتزت عيناها قليلا قبل أن تقول بهدوء
٢١ سنه
رفع سالم إحدي حاجبيه قبل أن يقول بسخريه مبطنه
واضح أنها صغيره فعلا ! أقدر اعرف إيه سبب رفضك لعلاقتهم
ناظرته و هي تشعر بالڠضب من ملامحه الجامدة و التي لا يبدو عليها أي شيء و لهجته الباردة و كأنها تخبره عن أحوال الطقس و لكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بلهجه جافه
سالم بتهكم
حازم الوزان مش مناسب لأختك !
شعرت فرح بالمعني المبطن لكلماته فقالت مؤكده علي كل حرف تفوهت به
بالظبط كدا .
لاحت إبتسامه ساخرة علي شفتيه قبل أن يقول بتسليه
طب ما تقولي الكلام دا ليها ! جايه تقوليهولي ليه
شعرت فرح بالتسليه في حديثه لذا قالت بجفاء
ماهو لو الموضوع بالبساطة دي أكيد مكنتش هتعب نفسي و آجي أقابلك و أطلب منك تبعده عنها . و خصوصا إني طلبت منه دا و هو ملتزمش بوعده معايا
سالم بإستهجان
أنتي بتشوفيه
ذلك الرجل كان يثير بداخلها شعور عارم من الحنق لا تعلم سببه و لكنها أرادت أن تعكر صفو ملامحه الجامدة لذا قالت بهدوء و تشفي
شفته مره واحده لما كان جاي يطلب إيدها مني !
بالفعل و كما توقعت تغيرت كل ملامحه و إنمحت نظراته الساخرة و رأت بعضا من الدهشه الممزوجه بالڠضب الذي جعله يقول بهسيس خشن
يطلبها منك !
فرح بتأكيد
آه. جه طلبها مني من حوالي شهر و أنا رفضت و طلبت منه يبعد عنها و هو وعدني بدا و بعد كدا أكتشفت أنه ملتزمش بوعده معايا .
في البدايه كان مصډوما من حديثها و لكن سرعان ما إنمحت الصدمه و حل محلها ڠضب كبير نجح في إخفاؤه و قد وصل إلي نتيجتين إما أن أخاه قد جن ليفعل فعلته النكراء تلك ام أن تلك الفتاة تكذب و سوف يكتشف هذا الآن لذا قال بنبرة قويه
اقدر اعرف إيه سبب رفضك لواحد زي حازم يعني عريس ميترفضش وسيم غني إبن ناس
فرح بإتزان
مش عايزة أكون قليله الذوق بس المميزات إلي حضرتك قولتها دي أسبابي لرفضه و تحديدا أنه إبن ناس . لإني عارفه أن الناس دي أكيد عايزين عروسه لابنهم تكون من نفس مستواهم الاجتماعي. و إحنا أقصد والدي الله يرحمه كان موظف يعني ظروفنا مهما كانت كويسه بس بردو علي قدنا !
سالم ساخرا
ما
يمكن دي
وجهة نظرك إنتي بس !
فرح بعدم فهم
مفهمتش
تقصد إيه
سالم بلهجه فظه
ممكن إنتي شايفه أن حياتكوا كويسه بس أختك لا . و مش عاحبها حياتها فحبت تغيرها للأحسن بإرتباطها بحازم.
تملكها ڠضب جارف حين إستشعرت الإهانه
بين كلماته و أنه يظن بأن اختها صائدة ثروات لذا
قالت بلهجه قويه
سالم بيه أنا مسمحلكش . أختي مش من النوع دا . جنه قنوعه جدا و إن كانت متعلقه بحازم فعشان راسملها دور العاشق الولهان و هي بحكم أنها لسه صغيرة و مراهقه متعلقه بيه و مش شايفه غيره
توقعت منه كل شئ إلا هذا السؤال المباغت حين قال بلهجه صلفه
أنسه فرح إنتي مخطوبه
إرتبكت لثوان و لم تفهم ما المغزي من سؤاله المباغت و لم تسنح لها الفرصه للتفكير فأجابت بعفويه
لا .
إرتسمت إبتسامه ساخرة علي شفتيه قبل أن يهز رأسه قائلا بتهكم
كدا أنا فهمت !
كانت نظاراتها الطبيه تخفي عنه ذلك الصراع الذي يدور بداخلها فقد أربكتها كلماته و لم تعرف إلي ماذا يرمي فظلت نظراتها مثبته عليه لثوان قبل أن تضيئ عقلها فكرة جعلت الڠضب يسري بأوردتها من ذلك المتعجرف البارد المغرور مما جعلها تقول بلهجه حادة بعض الشئ
ممكن اعرف إيه إلي أنت فهمته بالظبط و إيه دخل إني مخطوبه أو لا في موضوعنا
كانت عيناه مثبته عليها تتلقفان كل حركه تصدر منها و كأنه يريد الغوص إلي داخلها حتي يعلم ماذا تخبئ خلف تلك القضبان الزجاجيه لنظارتها التي تحتمي بها و لكنه بالأخير أخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بسلاسه
يعني لما أختك الصغيرة يتقدملها واحد زي حازم و يكون بيحبها أوي كدا أكيد من جواكي هتقولي طب إشمعنا أنا .
للحظه لم تستوعب حديثه و ظلت تناظره پصدمه لم يتأثر لها إنما تابع قائلا بهدوء
علي فكرة أنا مقصدش إنك حد وحش بس أعتقد إن الغيرة شعور طبيعي عند كل الستات !
شعرت و كأن دلو من الماء قد سقط فوق رأسها حين القي بعباراته الجافه علي مسامعها فهبت من مقعدها و قد اخترقت كلماته المهينه كبريائها و قالت من بين أنفاسها المتلاحقه
عندك يا سالم بيه . لحد هنا و كفايه اوي . أنا لما لجأتلك كان عشان تساعدني أوقف وضع بالنسبالي مش مظبوط . حازم شخص مستهتر و دا بحكم سنه وأكيد انت عارف كدا و جنة إلي بتقول إني بغير منها دي تبقي بنتي الصغيرة قبل ما تكون أختي أنا إلي مربياها من و هي عندها عشر سنين بعد ۏفاة والدتي . و جه بعدها والدي ټوفي و هي عندها يدوب سبعتاشر سنه و أنا المسؤوله عنها و واجبي إني أحميها لما ألاقي في خطړ حواليها . و عشان كدا أتجبرت إني أعمل كل دا و أقابلك و كنت اتمني إني الاقي منك دعم لإن الوضع كله مرفوض . بس يظهر إني غلطت لما جيتلك .
ألقت بكلماتها ثم استدارت بكبرياء للخلف تنوي المغادرة و لكن أتتها كلماته الآمره و لهجته الصارمه فجمدتها في مكانها
أستني عندك !
جفلت من لهجته و حبست أنفاسها حتي أنها لم تشعر به حين توقف خلفها و هو يقول بخشونه
لما تكوني بتكلمي سالم الوزان أوعي أبدا تديله ضهرك . فاهمه!
لا تعلم متي إستدارت تناظره بزهول ذلك المتعجرف من يظن نفسه حتي ېصرخ عليها بتلك الطريقه هل يظنها إحدي رعاياه أو خادمه تعمل عنده إشتعلت نيران ڠضبها مرة ثانيه ما أن همت أن تلقنه درسا لن ينساه حتي باغتها سؤاله حين قال بلهجه هادئه تنافي لهجته منذ قليل
هي أختك جنه شبهك
للحظه نست وقاحته و أجابت بعفويه
آه شويه . بس ليه
ظهرت إبتسامه جانبيه علي شفتيه حين تمام بخفوت
حازم طلع بيفهم . أهي حاجه تشفعله .
تحولت نيران ڠضبها بلحظه إلي خجل كبير غمر ملامحها و تجلي في إحمرار وجنتيها و لم تستطيع إجابته و لكنه فاجأها حين توجه مرة ثانيه خلف مكتبه و هو يقول بعمليه
أتفضلي مكانك يا آنسه فرح . موضوعنا لسه مخلصش .
أعادتها كلماته إلي موقفها السابق فرفعت رأسها بعنفوان و هي تقول بلهجه جافه
أعتقد إن معدش في حاجه تانيه ممكن تتقال أنا شرحتلك الموضوع كله و دا إلي كنت جايه عشانه
سالم بغموض
و مش عايزة تعرفي رأيي
نجح في جذب انتباهها و جعلها تشعر بالفضول لذا أجابت بلهجه حاولت جعلها ثابته
ياريت
أجابها بهدوء جليدي
رأيي إنك مديه الموضوع أكبر من حجمه !
فرح بإستهجان
بمعني
سالم علي نفس هدوئه
حازم شاب و علاقاته كتير و معتقدش إن أختك حد مميز بالنسباله . و هي زي ما قولتلك ممكن كانت عايزة تحسن من حياتها عشان كدا فكرت ترتبط بحازم .
ثانيه . إثنان
. ثلاثه مروا
و لم تتغير ملامحها و ظلت تناظره پغضب و شعرت في تلك