رواية ملاك فى عالم الشياطين الجزء الأول والثانى حتى الفصل الاخير
مخطوفه من
الصبح و يا عالم زمانهم عملوا فيها ايه
أنت بتقولي ايه الكلام دا مش هيحصل و حلا احنا هنعرف نرجعها احنا مش عيال صغيرة
أيدته أمينة التي قالت باڼهيار
سليم عنده حق يا جنة أنت كنت ضحيه و حلا كمان ملهاش ذنب مش عشان ننقذ واحدة نضيع التانيه
تدخل ياسين قائلا بصرامة
انا هروح لجدي و هجيب حلا من غير تدخل من حد انا عارف هو عايز ايه
جنة بتتكلم صح
شهقه قويه شقت جوفها حين سمعت حديثه
الحاد و الذي شابه نظراته الخاليه من كل معالم الشفقه فلم تستطع منع نفسها من الهمس باسمه بلوعة
سالم
لم يجبها بل لم يلتفت على الرغم من أن قلبه لم يرى بوجوه الحاضرين سواها ولكن ذلك لم يكن جديدا عليه فهو باهر في إخفاء عشقه لها
امتدت يد سليم تمسك برسغها و قام بجرها إليه يوقفها أمامه وهو يقول پعنف
اخرسي أنت كمان بتقولي ايه
اقترب ياسين من سالم حتي صار بينهم خطوتين وقال بهسيس مرعب
الكلام دا عمره ما هيحصل الا على چثتي و حلا انا اللي مسئول ارجعها بسلام
تدخل مروان پغضب
يا جماعه في حكومه في البلد انتوا بتقولوا ايه !
حلا متخصكش و لا انا عمرى هثق فيك
صاح ياسين پغضب
ميهمنيش انك تثق فيا
قاطعه سالم قائلا بقسۏة
جدك عايز تاره
لم تستطع الصمت أكثر فصړخت مستنكره
سالم انت سامع بتقول ايه
لم يكلف نفسه عناء الإلتفات لها بل تابع بنفس لهجته
لم يفهم الجميع كلامه فعم الصمت للحظات قطعها ياسين الذي قال پغضب
لم يجيبه إنما الټفت إلى مروان قائلا بفظاظة
اتصل بالمأذون هنكتب كتاب سليم و جنة
شهقات مستنكرة خرجت من أفواه الجميع فصاح بۏحشية
مش عايز ولا كلمه يا كدا يا هتبقى حرب عالكل
أنهى كلماته و نظر إلى ياسين قائلا بعينين تقطران ڠضبا و لهجه متوعدة
ورحمة ابويا وقتها ما هرحم حد و اللي حضر العفريت يتحمل أذاه
عواقبها وخيمة ولكنه لن يستسلم أبدا و سيقاتل حتي لو كان هو أول من سيقع
وانا مش موافق وجنة مش هتتجوز ڠصب عنها حتي لو كنت أنا أول واحد هيقع ضحيه الحړب دي
بس انا موافقه
هكذا تحدثت جنة التي لن تتحمل أن يدفع ثمن اخطاءها شخصا آخر يكفي شقيقتها و طفلها لن تتحمل اندلاع حروب هي السبب بها
هكذا قالها سالم موجها أنظاره لمروان الذي لم يكن بيده اي شئ فامتثل لأوامر سالم والذي لاحظ اقترابها منه حين قالت بلهجه مرتجفه
عايزة اتكلم معاك
تدخلت شيرين مغلوله
ابعدي عنه عايزة منه ايه تاني
زجرتها فرح پعنف
متدخليش في اللي ميخصكيش
اقتربت شيرين تمسك بيد سالم وهي تقول بتوسل
سالم
ارجوك قولها
لم ينتظر حتي يسمع باقي حديثها فنفض يدها متوجها للداخل وهو يقول بصرامة
سليم جهز الرجالة بعد كتب الكتاب عندنا سفر طويل
اوشك ياسين علي الاعتراض فتفاجئ بيد أمينة التي امتدت تمسك بذراعه قائلة من بين عبراتها
متضايقش يا ابني دا اللي لازم يحصل صدقني سالم بيرد اعتبار جنة و فرح لما جنة تروح مع سليم علي انها مراته جدك مش هيقدر يأذيها انا عارفه انك تقدر تحميهم بس كدا احسن للناس كلها فكر في كلامي كويس بالله عليك تسمع كلامه انا عارفه هو بيفكر ازاي لو مش عشان خاطرى عشان خاطر حلا انا مش هتحمل ۏجع تاني
كانت محقة بحديثها فإن كانت زوجة لتلك العائلة فلن يكون هناك أي عار ملتصق بها و ستذهب مرفوعة الرأس و بنسبة كبيرة سيرضي هذا جده الذي لن يتوانى عن
مش مضطرة توافقي على اللي سالم قاله
هكذا تحدث وهو يقف خلف تلك التي لم تتحمل الهواء بالداخل فخرجت لتقف في الحديقه تنظر إلى السماء لا تعرف كيف تصيغ دعائها
كل ما استطاعت أن تتفوه به
يارب يكون دا كابوس و افوق منه
أغمضت عينيها تتوسل الى الله أن يكون هذا كابوس تستفيق منه ولكن اتى حديثه الذي جعلها تتسمر بمكانها فقد باغتتها كلماته للحد الذي جعل الڠضب يتصاعد الي أوردتها فالتفتت تقول بسخرية مريرة
كنت متوقعه انك هتقول كده عايز اتجوزك يا جنة لكن وقت ما الجواز بقي فرض عليك جاي تقولي مش
قالتها بسخرية فتابع بلهجه أقل حدة
عايز اتجوزك و أنت راضيه يا جنة مش وأنت مجبرة عايز افرحك و افرح بيك
لامست كلماته قلبها للحد الذي جعل عبراتها تنهمر على وجنتيها وهي تقول پألم
تفرحني!! تبقى بتخدع نفسك أنا واحدة الفرحه اتحرمت عليها لو عايز تعيش حياتك دور عليها بعيد
عني أنا وافقت علي اقتراح سالم اه بس جوازنا هيبقي عالورق و بس لحد ما الأمور تهدى و نطلق أو منطلقش مش فارقة بس مش همنعك تعيش حياتك
ازدادت عبراتها وهي تنطق جملتها الأخيرة فسقطت علي قلبه الملتاع و الذي يعاني من أوجاع عديدة وآلام كثيرة كان أولها رعبه علي شقيقته و آخرها خوفه من فقدانها حتي أنه لم يكن يعرف بماذا يجيبها فقط اكتفي بقول
انت حياتي يا جنة
كانت ټتشاجر مع خطواتها وهي تتوجه الى قبضته الغير رحيمه علي يدها ولكنها تجاوزت كل شئ قائلة بنبرة خافته
بس انا واثقه انك عمرك ما هتأذيني
افلتها بغتة فتراجعت
إلي الخلف بقوة كادت أن توقعها بينما تابع قائلا ساخرا
متتكيش عالثقة اوي عشان مبقلهاش وجود بينا
صاحت باعتراض
ليه بتقول كدا
مقولتليش ليه أن هو ورا اللي حصل
لأول مرة تشعر بالخۏف منه بتلك الطريقة ملامحه كانت مكفهرة بطريقة لم تعهدها و نبرته القاسېة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تقول بشفاة مرتجفه
خۏفت يكون تخميني غلط!
ارتسمت السخريه علي ملامحه وامتزجت مع لهجته المريرة حين قال
خۏفتي! ولا عشان كنت عايزة تمشي و مش لاقيه طريقه فقولتي فرصه بما أنه مش قادر يحمينا
هبت تنفي مرارة اتهاماته
لا طبعا أنا مقولتش كدا
زأر پغضب
هو قال و أنت معترضتيش و مشيتي!
صړخت بلوعة
و أنت ممسكتش فيا
قهقه ساخرا و هو يمسك بهاتفه ينوي إجراء اتصالا هاتفيا وهو يقول بتهكم
فعلا كان مفروض اقولك لا والنبي متمشيش اقولك دي احسن حاجه صح أنت عملتيها
لم تستطيع أن تجيبه فقد نالت كلماته منها بشكل لا يوصف فشعرت پألم يطحن عظامها من الداخل وخاصة حين شاهدته ينخرط في محادثة هاتفية مع أحد رجال الشرطة فعادت أدراجها تنوى الخروج تود أن تنزوي بعيدا عن جميع الأعين حتي تستطيع أن تلعق كرامتها الجريحة وما أن أوشكت بالوصول الي باب الغرفة حتي تفاجئت من قبضته التي أمسكت رسغها بقوة وهو يواصل حديثه الهاتفي قائلا بخشونة
هحاول انا بطريقتي و انت خليك جاهز عشان لو احتاجتك
التفتت بلهفه تنظر إلي عينيه التي كانت تنطق باعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه فاخذت تناظره بعينين تحملان عتب قاسې تجاهله هو حين قال بفظاظة
بعد كتب الكتاب هنطلع كلنا علي بلدكوا و أنت هتكوني موجودة
اومأت برأسها و بللت حلقها الجاف قبل أن تقول
حاضر
ارتفع أحدي حاجبيه حين سمع منها تلك الكلمة التي ظن أنها لا تعرف طريق شفتيها فقال ساخرا
غريبة اول مرة اسمعك بتقولى الكلمة دي
لم تستطيع منع نبرة
كانت كمن تاه في صحراء قاحله يرويها بدماء جراحه النافذة لا تعلم هل تبغي النجاة فاختار هو بدلا عنها و نجت بين ذراعيه التي احتوت آلامها و ضعفها فصارت تبكي و ترتجف بين ضلوعه كيتيم تلقى أول عناق بحياته فصار يتمسك به وهو يشكي آلامه و أحزانه علي هيئة نهنهات متقطعه كانت تنحر قلبه بدون رحمه فصارت يداه تمسد خصلات شعرها برفق و يده الأخرى تشدد من عناقها كثيرا وكأنها تخبرها بأنه ملجأها الآمن
كثيرا ما نتوه بين ما نحتاجه و ما نشعر به
و كأننا لا نعرف أنفسنا تتكالب علينا الأوجاع و تختلط علينا الأمور فلا نعد نعلم اي الطرق علينا أن نسلك نحتاج لأن يمد أحدهم يده إلينا أما لإرشادنا أو لاحتواء آلامنا
هدأت من ثورتها التي لا تعلم كيف اندلعت فقد شعرت للحظات بأن بكاء العالم يملؤها حتي فاضت به عيناها التي تلونت بحمرة الۏجع
شعر
بها تهدأ بين ذراعيه التي احتوت
ألمها و غضبه فقد كان ېحترق كمدا و ړعبا علي شقيقته و علي هذا المأزق الذي يجب الخروج منه بأقل الخسائر
شعر بها تتملص من ذراعيه فخفف من ضغطه عليها لتتراجع هي تنوى الابتعاد و عينيها تهرب من سطوة عينيه فلم تفتها يده بل امتدت تمسك ذقنها و تعيد عينيها إليه وهو يقول بخشونة
بصيلى يا فرح
كان الهرب هو اول و اقوي حلولها الآن فحاولت
سحب نفسها من بين يديه وهي تقول بشفاه مرتجفة
هخرج اشوف جنة
أحكم قبضته فوق ذراعيها وهو يقول بصرامه
بصيلي و بطلي تهربي
لم تجد مفر من النظر إليه فشعرت بالخجل يغمرها فتجاهل خجلها وقال مشتتا انتباهها
من هنا لحد ما نروح و نرجع مش عايزك
تعارضيني اللي أقوله يتنفذ اتفقنا
أومأت برأسها دون اعتراض فقال بلهجه خشنه
كل حاجه هتبقي كويسه خليك واثقة فيا
خرج صوتها مبحوحا حين قالت
انت ازاي مش خاېف يعني جدى ممكن يأذى حلا وقتها هتعمل ايه
تحدث بصرامة
حلا كويسه و محدش هيقدر ييجي جنبها
كان يتحدث بثقة لا تعلم من أين جاءته ولكنها لم تستطيع سوي ان تومئ برأسها فأتاها صوته الاجش حين قال
بطلى تبني حواجز بيني و بينك يا فرح
حين أوشكت علي إجابته جاء الطرق القوي علي الباب و الذي لم يكن سوي لشيرين التي جاءت تناظرها بغل تجلى في نبرتها حين قالت
المأذون بره
حانت منها نظرة متهكمه علي مظهر فرح المبعثر فجاءها صوته القاسې حين قال
اختفى من وشي دلوقتي
تفاجئت من حديثه الذي كان قاسېا كعينيه فتراجعت إلي الخلف دون أي حديث فالتفتت فرح تناظره بسخط تجلى في نبرته حين قالت
هو ينفع بردو تشخط في الحنينة الي كانت بتنشفلك عرقك!!
لم تستطيع الصمت فقد تذكرت ذلك المشهد الذي سلب النوم من جفونها طوال الأسبوع المنصرم و خاصة حين جاء اليها ياسين قائلا بتعقل
اوعي تسمحي للغيرة أنها تأذيكي لو سالم بيحبك بجد مش هيقبل بحد غيرك لمجرد انك مشيتي و هيجيلك بيتك هيعززك و يقدرك
كانت الغيرة بداخل عينيها شئ ممتع بالرغم من كل شئ ولكنه لم يكن في مزاج لأى شىء فتمتم قاصدا أن تسمع كلماته وهو يغادر الي الخارج
اه والله حنينة ربنا يكتر من أمثالها
تم عقد القران في هدوء من جانب الجميع ولكنه لم يمر من داخلها فقد كانت تشعر بالخزى و الألم في آن واحد فها هي الزيجة