الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ملاك فى عالم الشياطين الجزء الأول والثانى حتى الفصل الاخير

انت في الصفحة 21 من 80 صفحات

موقع أيام نيوز

عواصف الهوى ب قلبى 
نورهان العشري 
كان عمار يسير بخط ثابته يشوبها الفخر و هو يطالع أراضيهم الشاسعة تحيط به هالة من القوة و هيبة تليق كثيرا بملامحه التي كانت وسيمة بقدر خشونتها و كانت فرح تسير بجانبه تستمع إلى ما يقول بإهتمام و ب قلب يرتجف تأثرا حين يمر به طيف الذكريات الجميلة التي جمعتها معه و مع أرضها و عائلتها و التي تبعث بداخلها مزيج من السرور و الشجن و لسان حالها يردد ياليت الزمان يعود يوما 
فاكره اهنه لما جعدتي تحاولي تطلعي عالشچرة و وجعتي و يدك اتكسرت
قالها عمار بلهجته الخشنة و ابتسامته الهادئه و هو يناظرها بعينين تلمع من وهج الشمس التي كانت لانعكاسها أثرا كبيرا علي غاباتها الزيتونيه فجعلتها متعه للناظرين و خاصة حين اضفت عليها الابتسامه اشراقه جميلة 
مانت و ياسين مكنتوش موجودين و كان نفسي آكل توت جدا 
افلتت من بين شفتيه ضحكة خشنه اتبعها قائلا 
طول عمرك عنيدة يا فرح طالعه لعمى محمود الله يرحمه 
و بعدين بقي في الي عاملنا فيها ذئاب الجبل دا
كان هذا صوت مروان الخفيض و هو
يتحدث الي حلا التي كانت تنظر حولها پضياع ولكنها تنبهت حين لكزها مروان في كتفها وهو يقول پغضب
أنت يا عملى الأسود في الدنيا سرحانه في أي 
حلا پغضب
بتزوقني كدا ليه انت كمان هو أنا ناقصاك
مروان بتهكم
ليه ياختي مالك زرعتيها فجل طلعت جرجير مش كفايه مشحططانا وراك من اسماعيليه لحد هنا مين قالك تتخطفي بعيد كدا ما كنت اتخطفتي في أي حتة قريبه فاضيلك انا 
حلا بنفاذ صبر
هو في حد بيختار يتخطف فين يا بني آدم انت وبعدين مش كفاية الستريس الي انا فيه كمان جاي تتريق عليا 
مروان بتهكم
اس ايه يا عين خالتك استريس الله يرحم الست الوالدة كانت بتسرحلك شعرك بالجاز كنت تدخلي
علينا كدا تجيبيلنا إغماء جماعي من الريحة 
تلفتت حلا يمينا ويسارا خشية من أن يسمعها أحد ولكزته في كتفه قبل أن تقول پغضب
اخرس يا حيوان اياك تقول الكلام دا قدام حد وبعدين دي كانت وصفات دادا نعمة المنيله قال ايه عشان شعري يبقي ناعم 
حاول كبت ضحكته بصعوبة قبل أن يقول بتخابث
عشان يبقي ناااعم قولتيلي شوف ياخي وانا
الي كنت ظالمك و فكرت أنك مقملة ولا حاجه صحيح أن بعض الظن إثم 
ما أن نطق 
توقف الإثنان إثر كلمات ياسين الغاضبة و توجهت أنظارهم لتصطدم بعينيه التي ينبعث منها الشرر و الذي قابله التبلد و الاستفزاز من جانب مروان الذي قال 
لا مكبرناش لو مضايقينك اوي حركاتنا ولاد عمك هناك أهم روح افتكر ذكرياتكوا المهببة سوي و سيبنا هنا نخلص احنا خناقاتنا 
كان وميض الخطړ يغلف عينيه مما جعلها تضيق عينيها بخبث تجلي في نبرتها وهي تقول بدلال 
اه ياريت
تفارقنا عشان احنا نوتي وانت متربي عشر مرات قبل كدا 
نجحت في استفزازه و التعزيز من غضبه و الذي تجلي في ذلك العرق النافر في رقبته فعلا صوته حين قال حانقا
والله لو أنت كبنت مبتخافيش علي شكلك يبقي انا مجبر أحافظ علي شكلنا قدام الناس وانتوا المفروض ضيوفنا 
واصل مروان حمله الاستفزاز التي شنها عليه منذ البداية وقال ساخرا
تقصد أننا هنعركوا يعني طب والله فكرة ما تيجي هتقدر تكسرها ازاي
لم يتمهل ياسين ولو ثانية واحدة بل اقترب من مروان ينوي الإطاحه به ولكنه توقف علي بعد خطوة من تحقيق هدفه حين سمع صوت عمار القوي وهو يقول بصرامة 
وجف عندك يا ياسين 
توقف ياسين علي مضض حين وجد عمار يقف أمامه ينهره بقوة 
خبر ايه عاد ايه الي عم هتعمله دا دول ضيوفنا ولا نسيت 
كانت عينيه متعلقة بذراع مروان التي مازالت تحيط بحلا التي كانت ترتعب فشددت من احتضان مروان أكثر من شدة خۏفها فتعاظم الڠضب بداخله وصاح بانفعال
قول للحيوان دا يبعد عنها احسن ما ادفنه حي 
تدخلت فرح محاولة تهدئه الموقف 
اهدي يا ياسين في اي
صاح مروان منفعلا 
و أنت مالك أهلك و مالها
جن جنونه من حديث مروان و أوشك
بالھجوم عليه فتصدي له عمار الذي قال معنفا 
اهدي يا ياسين جولت 
تراجع ياسين پغضب إلي الخلف بينما الټفت عمار ينظر إلي مروان بوعيد تجلي في نبرته حين قال 
أكده انت غلطت و عندينا الغلط بحساب
صاح مروان بقوة وهو يقف ندا بند بنظر إلي عمار 
الغلط بحساب عند الناس كلها مش عندكوا انتوا بس وابن عمك غلط و مالوش دعوة بحلا ولا له كلمه عليها ولا يفكر
عمار بتخابث
ايه جولك بجي أنه اتجدملها وهي وافجت مش أكده يا عروسه
قال عمار جملته وهو ينظر إلي حلا المړتعبة فقام مروان بلكزه في كتفه وهو يقول غاضبا
طلعها هي من الموضوع و كلمني انا 
برقت عيني عمار حين شاهد يد مروان الممدودة علي كتفه و لمع وميض الخطړ بهما حتي يظن أن من يراهم الآن يقسم بأن هناك شيطان تلبسه خاصة بعد أن نفرت عروق رقبته و وجهه وقال بلهجه مرعبة 
كتبت نهايتك بيدك يا كلب
انهي جملته و قام بتوجيه لكمة قويه الي وجه مروان الذي طار للخلف لبضع خطوات من قوه الضړبة فتعالي صړاخ الفتاتين و تدخلت فرح عمار 
انت اجننت يا عمار اي الي بتعمله دا 
لم تكد تنهي جملتها حتي فاجئها مروان الذي قام برد لكمه عمار بأخرى مساويه لها في القوة وهو يقول بصوت جهوري 
ماتخلقش الي يمد أيده
على ابن الوزان لسه 
صاحت حلا من بين اڼهيارها
مروان ارجوك كفايه بقي 
كان ياسين غاضبا بشدة ولكنه استطاع السيطرة علي غضبه وقال بصرامة 
خلاص يا عمار كفايه دا ميستاهلش توسخ ايدك بيه 
لم يكن عمار في حاله تسمح له
بالإستماع الي أحد فقام برفع قدمه و توجيه ضربه قويه إلي معدة مروان الذي تراجع صارخا من شدة الألم فصاح عمار قائلا بصړاخ
من مېتا واحنا بنسيب النساوين يعلوا صوتهم يا ولد عمي 
اومال انت بتعلي ينفض لابن ابنك لو شفته قريب من مزرعتها هدفنه فيها 
صاح عبد الحميد پغضب
الحديت ده مينفعش اهنه يا سالم نعاودوا البيت و نتحددته براحتنا 
اجابه سالم بصرامة
الكلام ما بينا خلص و ردنا وصلكم اما بالنسبه لجنة و سليم فاتفاقنا زي ماهو والمرة الجايه لما نيجي ناخد عروستنا تكون ربيت أحفادك احسن ما اربيهملك انا 
انهي جملته و الټفت إلي سليم قائلا بأمر
سلم علي مراتك و حصلنا عالعربيات
نظر إلى كلا من حلا و مروان وقال آمرا
ورايا 
أوقفه عبد الحميد قائلا بټهديد
أكده أنت بتفتح على نفسك ابواب چهنم و انت مش جدها 
واصل سالم طريقه دون أن يعيره
نظرة واحدة وهو يقول بصرامة 
الي بيعمل مابيقولش وأنا عايز اشوف آخركوا يا عمارنه 
الراچل دا لازمن يتأدب يا چدي 
هذا كان صوت عمار الذي كان وجهه متورما جراء تلك المعركة الداميه التي كانت قبل قليل فصاح به عبد الحميد
اجفل خشمك يا عمار و متسمعنيش صوتك واصل 
تدخل ياسين معارضا 
يعني ايه يا جدي يعني يقولك أدبهم و احنا نسكت
كدا عادي 
ناظره عبد الحميد پغضب تجلي في نبرته حين قال 
الدكتور بتاعنا كنه العشج لحس عجله و طيرله البرچ الي كان في نافوخه دلوق متعصب و متضايج و موافج عالغلط الي حوصول و نسيت زمان لما فارجتنا جال عشان مش عاچبك طريجتنا دلوق ايه الي اتغير
اعادت كلمات جده بعض من التعقل إليه ولكنه لم يجيبه فهو بالفعل انساق خلف غيرته الهوجاء التي جعلت المسافه بينهما كالسماء و الأرض و زادت من تلك العداوة اللعېنة بين العائلتين
عاچبكوا أكده بعد ما كان خلاص كل حاچه خلصت و جدرت اضمن سلامه بتنا معاهم ضيعتوا كل حاچة بغباوتكم
صاع عمار غاضبا
كنك عايز تچنني احنا الي لينا حج عنديهم يا چدي احنا الي مفروض نخلصوا عليهم جصاد الي عملوه مع چنة 
صاح عبد الحميد بنفاذ صبر 
و لما تخلص عليهم فكرك الموضوع هيخلوص هياجي من عنديهم الي يخلص عليك و يبچى الډم للركب و اخسرك انت و ابن عمك كيف ما خسړت راضي الله يرحمه انت لسه ماعيزش تفهم 
عمار بانفعال
ماجدرش افهم انت ليه عايز تچوز چنة عنديهم من الأساس أن كان عالي حوصول انى اتچوزها و لا أنها تروح دول
عبد الحميد بقسۏة 
كنك غبي ولا مفكرني اني الي غبي ماتجولي يا عمار هتجدر تجرب من چنة بعد الي حوصول ليها ولا هتتچوزها و ترميها عندك و الاسم انك داريت عالفضيحه
لم يستطيع التفوة بحرف فقد وضع جده سيف الحيرة الباتر علي رقبته فرجولته تأبى عليه
أن الوزان تفتكر ليه عملت التمثيلية دي و خليته يتوهم اني ممكن أأذيها ده كلاته عشان اتوكد إذا كان بيحبها بچد ولا رايدها لجل ما يرضي ضميره عشان الي اخوه عمله 
تدخل ياسين منبهرا بتفكير جده 
طب ولو كان فعلا اتجوزها تأنيب ضمير كنت هتجوزهاله
صاح عبدالحميد قائلا بصرامة
الله في سماه ما كنت هخليها علي ذمته لحظه واحده اني مش هظلم اليتيم كفايه الي حوصول زمان و دلوق معايزش حد فيكوا يعارضني الي هجوله يتسمع 
كان ينظر إلي الحزن الساكن بعينيها و قلبه ينفطر ألما ناهيك
عن غضبه لما حدث فإن لم يتدخل عبد الحميد في الوقت المناسب لكان لقن هؤلاء الأوغاد درسا لن ينسوه ولكنه القدر تلطف بهم و انتهت المعركة قبل وصوله حتي لا تزداد الأشواك بطريقه معها فيكفيه ما حدث سابقا 
طلقني يا سليم
وقعت الكلمه علي مسامعه وقوع الصاعقة التي غيبته عن الوعي فلم يشعر بنفسه وهو يقبض بقوة علي رسغيها بأصابعه النحيلة التي كانت كالمقصله علي جلدها الرقيق بينما برقت عينيه و لونتها دماء الڠضب الچحيمي الذي تجلي في نبرته حين قال 
أنت اټجننت ايه الي بتقوليه
دا
كان الألم داخلها يفوق الخۏف بمراحل فلم تتأثر ملامحها ولكن تجمعت سحب الألم بعينيها فامطرت ۏجعا غزا نبرتها حين قالت
كفايه لحد كدا مش مجبر تتحمل أخطاء غيرك و لا تشيل شيله مش شيلتك
مش شغلك انا حر و اعرفي اني عمري في حياتي ما اتجبرت اعمل حاجه انا مش عايزها 
هكذا تحدث بقلب فاض به الألم و الڠضب معا لتجيبه بنبرة متألمه
اعتبر نفسك مقابلتنيش و متخافش عليا عمر جدي ما هيأذيني بالعكس أنا لأول مرة احس اني في مكاني و في بيتي 
قاطعها پغضب ممزوج پألم كبير كان يقطر من بين كلماته و نبرته الخشنه 
مكانك جمبي انا بيتك و الي حصل دا كله براكي
الي حصل دا كله بسببي
صړخت پغضب وهي تحاول التملص من بين يديه التي لم تفلتها أبدا بل شددت عليها حتي آلمتها وهو يقول بهسيس مرعب قاصدا إقحام حديثه في عقلها 
دا قدر و مكتوب و محدش يقدر يغير قدره اسمعيني كويس يا جنة جوازي منك دا أمر واقع و عمره ما هيتغير أبدا حتي لو
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 80 صفحات