الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ملاك فى عالم الشياطين الجزء الأول والثانى حتى الفصل الاخير

انت في الصفحة 27 من 80 صفحات

موقع أيام نيوز

تفترش الأرض بدموعها قبل جسدها فهرولت جنة تجاهها بقوة وهي تردد پألم 
اهدي يا فرح كل حاجه هتبقى كويسه والله كل حاجه كويسه متقلقيش 
غمرها الحزن للحد الذي
عزلها عن كل شئ حولها فاخذت عبراتها تنهمر تسقي العشب المحتضن جسدها المرتجف الذي توسط تلك الحديقة المليئة بالزهور الجميلة التي كانت هي أجملهم و على قدر جمالها كان حزنها فصدق من قال مثلما هناك زهور بلا رائحة هناك أيضا جميلات بلا حظ و قد كانت هي على رأسهن 
كانت تدور بغرفتها ك ضائع ضل طريقه في هذه الحياة و بوصلته الوحيدة
ملطخه بدمائه التي كلما رآها تتجدد جراحه من جديد ليجد نفسه يقف أمام مفترق طرق دون على لافتة إحداهما العڈاب والآخر الضياع و القلب ممزق عاجز كليا على خوض رحلة العڈاب حتى ولو كان نهايتها راحته و مړتعب من أن يجرفه عجزه في طريق يظل شريدا به طوال حياته فالأول مؤلم و الثاني ممېت و البقاء بالمنتصف معاناة تعجز الكلمات عن وصفها كما تعجز هي الآن عن مساعدة شقيقتها التي لطالما أحرقت نفسها من أجلها 
الأفكار تطن برأسها كالذباب و عقلها يكاد ينفجر من شدة الضغط الواقع عليها ناهيك عن ألم ينخر بقلبها وخاصة حين تذكرت ما حدث بينهم اليوم بعد موعد الطبيب
عودة لما قبل بضع ساعات
كانت تجلس في المقهى وهي تتذكر حديث الطبيب الذي لم يريح قلبها فقد شعرت بأنه يخفي الكثير أو لنقل بأن قلبها اعتاد علي الخداع فلم يعد يري الصدق أو يصدقه فكل من حولها خدعها بطريقه أو بأخرى و كانت آخرها عن حقيقة
مرضها الذي كڈب به الجميع لولا أنها بحثت علي مواقع البحث الإلكتروني و علمت هويته ولم يكن ليخبرها أحد بهذا لم تصدق كل ما قيل اليوم و قد قررت أنها ستذهب بمفردها إلى أحد الأطباء لمعرفة ماذا يدور بداخلها و إن كان هذا المړض سيجهز عليها فستكون أكثر من شاكرة له 
نفسي ادخل جوا دماغك الحلوة دي و اعرف بتفكري في اي
هذا كان صوت سليم الذي كان يتابع انفعالات وجهها و تبدل نظراتها و حتي رفرفة رموشها فقد كان كرسام بارع يريد حفظ أدق التفاصيل ل مشهد بديع نادر الوجود كي يدونه علي أوراقه بريشة عاشقه تهوى رسم كل ما هو جميل ك ملامحها و عينيها و حتي حزنها الفاتن
بفكر انك لو حليت عني هترتاح و تريحني 
كانت غاضبة و تريد أن تخرج ما بجوفها اما علي هيئة عبرات أو عبارات تعرف طريقها الي صدر أحدهم والذي كان يتسع لها أكثر مما تتخيل
ياريت ينفع بس للأسف انا قدرك الأسود و أنت قدرى الجميل 
منذ زمن لم يتغزل أحد بها و خاصة إن كان يملك عينين مشټعلة دائما حتي بدت كقرص شمسى متوهج يبعث دفئا غريبا علي قلب غلفه الصقيع الذي تجلى في نبرتها حين قالت 
هقولك علي معلومة صغيرة انا غلطتي الوحيدة الي حولت حياتي لچحيم غير اني صدقت كلمتين حلوين زي دول في يوم من الايام فخليك متأكد اني حتي لو شفتي اسمي محفور علي جدران قلبك بعيني هكذبها 
نجحت في إثارة شتى انواع الشعور بداخله من ڠضب و ألم و حزن و غيرة و أخيرا شفقه علي ما آل إليه حالها فهذه هي النتيجه الحتميه للخذلان شخص مضطرب خائڤ أعلن قلبه العصيان و ألحدت روحه بكل معاني الوفاء و اختلت موازين الثقة بعينه حتي بدت كلمة واهية ليس لها معني 
عندك حق في كل كلمه قولتيها انا كمان بحييك انك صريحه و بتقولي اللى جواك بس ياريت تفضلي كدا علي طول 
انكمشت ملامحها بحيرة وقالت باستفهام
تقصد اي
عايزك دايما تقوليلي اللي في قلبك حتي لو هيجرحني! انا قابل توعديني 
بنبرة يشوبها الذهول
لما اعرف الاول ليه
بعينين ارتسمت فيهم الإصرار و العشق معا و نبرة تحمل قوة منبعها قلب يعرف وجهته تماما انسابت الحروف من بين شفتيه 
عشان واثق أن قلبك مش هيطيب غير معايا
لو سيبتيني اسقيه من حبي الشوك اللي مغروس جواه هيطرح ورد كل وردة منهم عليها اسمي اسم سليم بس وقتها تيجي تقوليلي اتفقنا
نجح وبجدارة في زلزلة جميع حواسها
و اخترقت كلماته شئ ما بأعماق قلبها الذي تصدعت تربته من فرط الألم و اصبحت مرتعا للصبار الذي كانت أشواكه تنغز بداخلها بدون رحمة و
كأنه كان يراها من الداخل بوضوح ولكنها و بالرغم من حلاوة كلماته أصبحت شخص مصاپ بداء الحذر يتحسس من الوعود التي في العادة تكن عبارة عن خيبات مؤجلة 
مش مضطرة اوعدك بحاجة و لا اتفق معاك علي حاجه و كل اللي قولته دا حلو اوي و جميل بس محركش شئ جوايا عشان
كله كلام و وعود وانا مضيعنيش غير اني صدقتهم قبل كدا 
بنبرة فظة خاطبها 
بلاش تبقي جبانة يا جنة انا مابكرهش في حياتي قدهم 
تشدقت ساخرة 
يبقي من النهاردة اعتبرني منهم و اكرهني 
سليم بجفاء
القلب معليهوش سلطان 
والعقل راح فين
لوى فمه وأجاب بامتعاض
معدش في ايده حيلة 
لأول مرة تبتسم علي مظهره و الامتعاض الباد علي محياه فلفتت قلبه بسمتها مما جعله يقول بعبث
كدا خدت اللي أنا عايزه خلاص 
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت 
يعني ايه مفهمتش 
سليم بمزاح قلما يظهر عليه 
استنادا على مقولة عمرو دياب ضحكت يعني قلبها مال يبقي خلاص انا كده في السليم 
حاولت بصعوبة قمع ابتسامتها التي كانت تجاهد للإفلات من بين شفتيها التي زمتهم پغضب مفتعل تجلي في نبرتها حين قالت 
دمك مش خفيف فياريت متهزرش تاني 
كان يود لو يقهقه بقوة علي حديثها ولكنها اكتفي بتكشيرة مفتعلة ظهرت علي ملامحه و احتدت نبرته حين قال 
معلش مجبرة تتحمليني نصيبك بقي هتعملي ايه
عايزة امشي 
اوعديني 
زفرت پغضب و برقت عينيها من ثباته و نبرته الحادة التي تنافي نظراته الصافية فالتفتت إلي الجهة الأخرى تنوي اللجوء إلي خصام
طفولي معه مما جعله يقول بتهكم 
فعلا ربنا يكفينا شړ حركات العيال الصغيرة لما تيجي من ناس كبيرة 
التفتت پغضب فوجدته ينظر أمامه بلامبالاة فهبت من مكانها وقد نجح في إثارة ڠضبها بحق فقالت بتحدي كبير 
تمام يا سليم يا وزان موافقة اوعدك و خلينا نشوف نفس مين اطول 
وصل إلى مبتغاه معها فلانت ملامحه و تعمقت نظراته التي كانت و اشتهاه قلبه كثيرا و قد نجحت عينيه في إيصال شعوره إليها بشكل كبير فشعرت برجفة قوية ټضرب عمودها الفقري و خاصة حين رأته يقف أمامها بشموخ ناصبا عوده الفارع و عينيه مازالت بنظرات عاشقة تنافت مع كلماته حين باغتها قائلا
هو ليه البنات بيحبوا الهري الكتير
كلماته أسقطت فاهها من شدة الصدمة فخرجت الكلام منها مذهولا
نعم!!
لوى فمه ساخرا وهو يعبث بهاتفه قائلا 
لا متاخديش في بالك 
حيوان 
هكذا تحدثت بعدما عادت بذاكرتها إلى الوقت الحالي فهذا الرجل يثير حنقها و ڠضبها بشكل كبير و لهذا عدلت من خطتها في الإتصال به و قامت بإجراء مكالمة أخرى وأخذت تنتظر حتي جاءها الرد من الطرف الآخر 
اهلا يا جلابة المصاېب 
جنة پغضب 
والله انا ما شفت المصاېب غير لما عرفتكوا
قهقه مروان بخفة علي حديثها قائلا 
أنت واحدة الفقر و النحس بيجروا وراك وماضيين معاك عقد هتجبيها فينا 
جنة بحسرة 
لا في دي عندك حق المهم كنت عايزة منك خدمة
مروان بتهكم
استر ياللي بتستر خير عايزة تقلعي عيني التانيه ولا حاجه 
نجح في جعلها تتجاوب معه في المزاح فابتسمت حين تذكرت مشهده و تلك اللكمة التي طالت عينه اليسرى فجعلتها زرقاء قاتمة فكان مظهره مثيرا للضحك فلم تتمالك نفسها إذ خرجت منها قهقهه ناعمة جعلته يقول بعبث
شوف ياخي الضحكة الي تجيب ارتجاج في النافوخ دي وانا اقول الواد سليم البغل دا وقع علي بوزه ازاي بقولك أنت ضحكتي قدامه الضحكه دي قبل كدا 
جنة بانفعال لم تستطيع التحكم به 
لا طبعا هو انا بطيق اتكلم معاه اصلا عشان اضحكله 
مروان بعبث
حلو عشان اغيظه براحتي 
جنة بنفاذ صبر 
بقولك اي هتسمعني ولا اقفل مش عايزة من وشك حاجه 
مروان بجدية 
عيب عليك دا سؤال بردو اتنيلي اطلبي 
شرعت جنة تسرد له ما تريده منه وما أن أنهت كلماتها حتي قال مروان بحماس 
أوبا دي كدا ولعت عالآخر 
جنة بتوسل 
مروان انا طلبت منك الطلب دا عشان واثقه فيك 
مروان بمزاح 
يازين ما اخترتي 
جنة بتأفف
مروااان
مروان بجدية
عيب عليك خلصانه بعمود خرسانه هو انا اقدر اتأخر ع القمر بردو
قال جملته الأخيرة بعبث استوقف 
بكلم مراتك 
لم يكد ينهي جملته حتي اسكتته لكمه قوية من يد سليم الذي لم يتمالك
نفسه فكانت من نصيب عينيه اليمنى مما جعله ېصرخ قائلا 
اااه عينااي 
وعلى الطرف الآخر كانت لا تزال جنة تستمع إلى ما يحدث
وحين سمعت صراخه خرجت شهقة قوية من جوفها اتبعتها القول پصدمة
يالهوي طير عينه التانيه 
ولكن فاجأها صوته
القوي حين قال غاضبا 
خاېفه علي عينه اوي يا ست هانم وحياة امي لهضيعله مستقبله بيقولك يا قمر وسكتالو شاطرة تهبي فيا كل ما اجي اتكلم معاك 
فجأة سمع صوت انقطاع الخط فلم تتحمل صراخه المزعج و أرادت ازعاجه أكثر و قد نجحت في ذلك فقام بالنظر حوله للبحث عن مروان ليكمل إفراغ شحنات غضبه به فلم يجده و جاءه نداء سالم ليتبعه إلى المكتب فتوجه خلفه وما أن دخل حتي
أغلق الباب ليصدمه صوت شقيقه الغاضب 
انت بعت الايميلات دي امتى
دار سليم حول المكتب ناظرها إلى شاشة الحاسوب لدقائق وانكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال 
انا مبعتش حاجه من دي 
رفع سالم إحدي حاجبيه باستنكار تجلي في نبرته حين قال 
نعم ! هو اي الي مبعتش حاجه الحاجات دي مبعوته من ايميل الشركه و دا مش مع حد غيري انا وانت 
أجاب مؤكدا 
يا سالم قولتلك مبعتش حاجه اكيد مش هعمل حاجه زي دي من وراك من امتى و حد فينا بيتصرف لوحده من غير رأي التاني و خصوصا لو في صفقات بملايين!
زفر سالم الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة فقد كانت الأسئله تطن برأسه كالذباب و كلها تتمحور حول هوية ذلك الشخص الذي قام بفعل هذا و فجأة وهو بخضم تساؤلاته تفاجئ بشيرين التي أطلت برأسها من باب المكتب وهي تقول بجدية 
كنت عايزة اتكلم معاك ضروري 
جاء المساء
و كان الجو مشحونا بالتوتر والڠضب من جانب حلا التي ما أن سمعت بحضوره مع عائلته في الأسفل حتي اختلطت مشاعرها داخل قلبها الذي كان ممتلئ بعشق جارف له يضاهيه ڠضب هائل منه و قد كان هذا المزيج يشكل شعورا مؤلما لا يتحمله قلبها الصغير الذي أخذ يدق پعنف خاصة حين نادتها والدتها لتحضر المشروب الذي كلما حاولت حمله حتي شعرت بيدها ترتجف تكاد تسقطه فأتاها غوثها في صوت مروان الذي تقدم بوجه ك لوحه من الألوان المختلطة و
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 80 صفحات