الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية مع واقف التنفيذ

انت في الصفحة 37 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


بهين على الأطلاق إنه كافى أن يذيب الصخور بينها وبين باسم وينسيها ما فعله بها وما تلاقيه الآن بسببه وأن يلتقيا من أجله مرة أخرى قالت فى تردد 
طب أدينى فرصة افكر
أنهى وائل المكالمة معها ووضع الهاتف فى جيبه وهو ينظر لباسم الذى كان يقف بجواره ويلقنه بعض الكلمات ربت باسم على كتف وائل وهو ينظر أمامه بتفكير قائلا

برافوا عليك
قال وائل لاهثا 
متأكد يا أستاذ باسم أنها هترضى
أبتسم باسم وهو يجلس خلف مكتبه ويشبك كفيه فى بعضهما وقال بثقة 
زى ما انا متأكد أنك واقف قدامى دلوقتى 
ثم همهم بخفوت
وقال 
دى تبيع ابوها علشان الفلوس
أنهت دنيا المكالمة وهى شاردة تماما وقد ومض فى عقلها صور متتابعة وكأنه شريط سينمائى لليوم الذى هربت من بيتها وذهبت إليه فى مكتبه وما حدث بينهما شعرت بغصة فى قلبها وهى تتذكر وحشيته معها كيف تعاود العلاقات معه من جديد بعد ما كان كيف تحدثه وبأى وجه تنظر إليه وينظر إليها ثانية دار رأسها أكثر وقد أختلط كل شى أمامها بشكل متناقض لم يخرجها منها إلا أن سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بهدوء فعلمت أنه حضر أغلق فارس الباب بهدوء وهو ينظر للمنزل الهادىء حوله فى سكون فهذا ما كان يحتاجه فى تلك اللحظة السكون جلس على أقرب مقعد ووضع الملف بجواره وارتمى بظهره إلى ظهر المقعد وفرك جبينه فى قوة فمازال يعانى من الصداع الشديد فى تلك اللحظة خرجت دنيا من غرفتها ونظرت إلى وجهه المتعب فاقتربت منه ومسحت على شعره وهى تقول بخفوت
مالك مصدع
أدار رأسه إليها وأومأ بنعم بدون كلام توجهت إلى غرفتها وأحضرت له قرص مسكن للألم مع كوب المياه وقالت 
هروح أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك
وضع كوب المياه بجواره وأغمض عينيه بإسترخاء يتلمس قليلا من الراحة والسکينة محاولا ان يبتعد بذهنه عن الافكار التى أدت به إلى هذه الحاله وضعت أمامه كوب الشاى وظلت تنظر إليه وهو يرتشف منه ببطء وفى صمت حتى
أنتهى منه وحرصت على أن لا يدور بينهما حديث من اى نوع وضع الكوب ونهض واقفا متوجها لغرفته دخلت خلفه ونظر إليها مندهشا وهى تأخذ سترته من يده وتعلقها فى الخزانة فهى لم تفعل ذلك منذ زواجهما وها هى تفعله دون أن يطلب منها مساعدته ألتفتت له وقالت مبتسمة 
تحب أحضرلك العشا
زادت دهشته ولكنه قال 
لا مليش نفس يدوب هاخد دش واقعد اشتغل شوية
أنتظرت حتى أخذ ملابسه ودخل الحمام ثم انطلقت إلى المقعد الذى وضع عليه الملف أخذته بين أيديها وفتحته وتجولت فيه بنظرها بسرعة فتأكدت انه الملف المطلوب وتأكدت من المعلومات التى سربها إليها وائل ومن الواضح أن فارس لم يدرس القضية كاملة حتى الان تركت الملف ووضعته كما هو وأنتظرته حتى خرج من الحمام وتوجه إلى الاريكة وأستلقى عليها
وقفت بجواره وقالت بخفوت ورقة
أنت شكلك مرهق أوى يا فارس تعالى نام على السرير علشان جسمك يرتاح 
وأستدركت فى حزن 
ولو كان عليا يا سيدى انا مش هنام دلوقتى
هز رأسه نفيا وقال بصوت نائما 
لا متشكر روحى نامى انت أنا هغفل ساعة واحدة بس وهقوم أكمل شغلى
دخلت غرفتها ولكنها لم تستطع أن تنام كانت تريد ان تخلق معه اى حوار بخصوص القضية ولكنه غير مستعد للحديث على الاطلاق واى حديث الان سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة تقلبت فى فراشها كثرا وهى تحاول أن تجد مخرجا ما لابد أن تتودد إليه بالحكمة حتى يأمنها ويتحدث معها بما يجول فى خاطره وبدون قيود لم
يحبها ووضعتها أمامه بابتسامة رقيقة وهى تقول 
أتفضل
نظر إليها وهو يشعر أن هذا اليوم هو يوم المفاجات فلا داعى للتعجب من شىء بعد ذلك جلست أمامه واستندت على راحتيها وظلت تتابعه وهو يقرأ ويتأمل فيقف على معلومه طويلا ثم يتجاوزها إلى غيرها يتاملها برفق وكأنه يخشى فقدانها رفع رأسه إليها فوجدها تتامله مبتسمة فقال 
منمتيش ولا أيه
قالت بعذوبة 
لاء نمت بس صحيت على صوتك وأنت بتقرأ القرآن وأنت بتصلى حقيقى صوتك حلو أوى فى القرآن يا فارس
كان قد عاهد نفسه على عدم الدهشة ولكنه لم يستطع رفع حاجبية ومط شفتيه بقوة ثم أعاد رأسه إلى الملف وأكمل ما كان بدا كانت هى تبحث عن كلمات مناسبة لا تستفزه بها وهى تسأله عن القضية حتى لا تشعره أنها تعلم شىء عنها تنحنحت فى خفوت ثم قالت 
شكلها قضية مهمه اللى مسهراك كده
أومأ برأسه ببطء دون أن ينظر إليها وقال 
فعلا قضية مهمة
قالت بنرة أنثوية ضعيفة
طب ما تشرحهالى يا فارس أنت
خبره كبيرة اوى ونفسى اتعلم منك
نظر إليها ولسان حاله يقول 
أى نوع من الاعاجيب يحدث فى هذا اليوم ما هذا الهدوء والسکينة والتعاون والتواضع هذه ليست دنيا ابدا 
قال باقتضاب 
دى قضية متهم فيها شاب صغير پقتل واحدة بالعربية بتاعته والشهود بيقولوا انه كان قاصد وانها كانت واقفه على الرصيف اصلا وكمان التحريات بتقول انه كان يعرفها يعنى الحاډثه مش صدفه
تيقنت دنيا من كلام وائل أكثر عندما وجدت فارس يتكلم عن القضية وكأنه قد عزم رفضها قالت بحنكة
طب والمتهم أعترف ولا قال ايه
هز رأسه نفيا وهو يقول 
بالعكس ده صمم انه برىء وان الشهود متلفقين والتحريات متلفقة ابوه كمان لما قابلنى قال انه ليه اعداء فى السوق وجايز يكونوا ملبسين ابنه القضية
نظرت فى عينينه تكاد أن تخترقهما وتتسلل إلى عقله لتعرف فيما يفكر وماذا سيقرر وقالت وبلا مبالاة
مش جايز فعلا كده
مط شفتيه وهو يقول 
كله هيتحدد لما اروح اقابل المتهم
ثم لمعت عينيه وهو ينظر امامه قائلا 
انا هقدر اعرف منه هو عمل كده فعلا ولا لاء
قالت بشك 
وهو يعنى هيعترفلك
أعاد رأسه إلى الاوراق مرة اخرى وهو ينهى الحديث قائلا 
سيبيها على الله
كانت عزة تحضر الطعام بسرعة وتضعه فى الاطباق وتنقلها على الطاولة ضاحكة وهى ترى عمرو يلكم الوسادة بقوة مرات متتالية فتسقط الوسادة على الارض فيأخذها ويلكمها مرات أخرى ثم ېخنقها بيديه پعنف وقد تصبب عرقا فقالت وهى تجلس حول الطاولة بجواره 
نفسى أعرف بتعمل ايه
ألتفت إليها وهو يمسح العرق عن جبينه وقال وهو يلهث 
بتمرن عندى ماتش ملاكمة
ضحكت مرة أخرى وقالت 
أول مرة اعرف انهم بيخنقوا بعض فى الملاكمة
هز رأسه نفيا وهو يتناول الملعقة قائلا 
لا ده مش علشان الملاكمة ده علشان لو واحد ضايقنى أخنقه وأخلص منه
وضعت كوب المياه أمامه وهى تقول 
وهتلاعب مين بقى تايسون
نظر لها بطرف عينيه مازحا وهو يقول 
بتقولى فيها أنا فعلا هلاعب بلال تايسون
نظرت إليه بدهشة وقالت 
أيه ده بجد والله هى دى مسابقة ولا ايه
وضع الطعام فى فمه وقال 
لا يا بنتى مسابقة أيه أصلا بلال هو اللى بيمرنى انا وفارس فى مركز الشباب اللى جانبنا
استندت بذقنها على راحة يدها وهى تقول 
أنا نفسى الاقى حاجة واحدة الدكتور بلال مبيعرفش يعملها حتى الملاكمة هو اللى بيمرنكوا
ضربها على كتفها بخفة وهو يقول بحنق 
ايه يا ماما مالك معجبة بيه كده ليه طب بكره هتشوفى هكسرهم هما الاتنين على حلبة المصارعة
نظرت له بدهشة وقالت 
هى مصارعة ولا ملاكمة
وضع قطعة من اللحم فى فمها وهو يقول 
كلى وانت ساكتة
صمتت قليلا وهى تنظر له باضطراب ثم تشجعت وقالت 
عمرو أنا لازم اروح لدكتورة علشان موضوع الحمل
وضع الملعقة فى طبقة ونظر لها معاتبا وقال 
احنا مش اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده وقلنا نسيبه على ربنا
أسندت وجنتها على راحة يدها وقالت 
أحنا متفقناش أنت اللى قررت وانا اضطريت اوافق انا مش عارفه انت ليه مش مهتم
أخذ كفها من تحت وجنتها ووضعه بين راحتيه وقال بهدوء 
مش عاوز حاجة تشغلك عنى وعن اهتمامك بيا لوحدى ومدام التاخير جاى من عند ربنا لوحده يبقى خلاص
حاولت أن تعترض قال 
أنت مش عارفة يا حبيبتى انا محتاج اهتمامك بيا قد أيه ومش عارفة أن تفرغك ليا بيحمينى من حاجات شكلها ايه
قالت بقلق 
تقصد ايه 
قبل يدها وقال مبتسما
مش قصدى حاجة كل الحكاية انى عاوزك تفضيلى أنا وبس وأنا ممنعتكيش من الخلفة ووقت ما ربنا يأذن هتحملى بلاش نستعجل
دخل فارس مكتبه مساءا فوجد الرجل صاحب القضية فى انتظاره صافحه معتذرا
عن
التأخير وأشار إليه بالجلوس جلس الرجل ثم نهض مرة أخرى ووضع أمام فارس الاوراق التى طلبها ووضع فوقهم شيك بالأتعاب نظر فارس إلى المبلغ المدون أمامه ثم رفع رأسه للرجل وقال 
أنا قلت لحضرتك انى مش هقبل أى حاجة إلا لما اقابل المتهم بعد كده هقرر وبعدين المبلغ ده كبير أوى
قال الرجل بسرعة وبصوت يشبه البكاء 
فلوس الدنيا كلها فدى
ابنى وبعدين انا متفائل ان شاء الله لما تقابله هتتاكد أنه برىء أنا متأكد
نظر إليه فارس بإشفاق ومد يده بالشيك قائلا بحسم 
معلش حضرتك خده ولو وافقت نبقى نتكلم فى حكاية الاتعاب دى بعدين أنا هروحله بكره على طول ان شاء الله يعنى الموضوع مش هيتاخر كتير
خرج الرجل من حجرة فارس وقبل أن يخرج من المكتب الخارجى تفاجأ بدنيا التى أقتربت منه بتمهل وقالت 
متقلقش يا فندم ان شاء الله خير
رفع الرجل يده إلى السماء وهو يقول بضعف 
ربنا يسمع منك يابنتى
اقترب وائل منهما وقال للرجل مقدما له دنيا قائلا
دى الأستاذة دنيا مرات الدكتور فارس ومحامية معانا هنا
قالت دنيا باهتمام 
أمبارح الدكتور فارس سهر على القضية للفجر وتقريبا شبه موافق عليها يعنى حكاية المقابلة دى مسألة شكلية مش أكتر
نظر لها الرجل بتأثر وقال بامتنان
حقيقى يا أستاذة مش عارف اقولك ايه طمنتينى ربنا يطمن قلبك
قالت مؤكدة 
إن شاء الله لما يرجع من الزيارة انا اللى هكلم حضرتك وأحدد مع حضرتك الأتعاب والمعاد اللى حضرتك هتجيلوا فيه
غادر الرجل بعد أن تأكد أن قضيته قد قبلت بالفعل فها هى زوجته تؤكد له أنه بدا العمل بها فعلا دخلت دنيا حجرتها بعصبية وقلق والتفتت إلى وائل الذى تبعها وقالت 
وبعدين يا وائل أنا قلقانه أوى أنا كل ده ولسه مش عارفة أيه اللى هيحصل نفرض رفضها فعلا
قال وائل بثقة 
الأستاذ باسم مستنى منك مكالمة بعد ما تعرفى قرار الدكتور فارس وساعتها هيقولك هيعمل ايه بالظبط 
أطل بلال برأسة داخل مصلاها الصغير الذى أتخذته منذ زواجها مصلى خاص بها فى أحد أركان المنزل الصغيرة فوجدها تسبح بعد انتهاءها لتوها من صلاة الفجر أزاح الستار الذى وضعته عليه ليعطى الركن شىء من الخصوصية فلا يدخله أحدا سواها ولا يعبث أحد بمكتبتها الصغيرة فيه أقترب منها وجلس بجوارها ألتفتت إليه بابتسامة عذبة فأخذ كفها فى يده وقبل راحتها ثم أكمل تسبيحه على أصابعها نظرت له بحب جارف وهو يسبح على أصابعها وفى كل تسبيحة يزداد حبه بقلبها وتتعلق به أكثر وأكثر رفعت يدها الأخرى ومررت أناملها على لحيته وخللت أصابعها برفق داخلها
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 61 صفحات