ۏجع الهوى
الخلف بأنامله قائلا باقتضاب
مفيش حاجة حصلت .. الظاهر النوم سرقنى وانا بشتغل
لم تتغير نظرة الخبث والسرور داخل عين قدرية لكنها حاولت اظهار تمررها لامر قائلة
طب يا حبيبى اطلع يلا ظبط حالك وصحى مراتك وانزل يكون الفطار جهز
تجهم وجه بشدة لحظة ذكرها امامه لتعلم قدرية صدق حدثها حين قال بحدة
هى ليله لسه منزلتش
لوت قدرية شفتيها قائلة وهى تتنهد باسف مصطنع
وهى من امتى بتنزل من بدرى كده ولا بتنزل هنا من اصله غير على الاكل وبس
اشتعلت عينى جلال بالڠضب ينادى على نجية بصوت حاد جهورى لتأتى مهرولة على الفور ليحدثها جلال قائلا
هزت نجية راسها بالايجاب تهرول سريعا باتجاه الدرج لكن اتى صوت جلال الصارم يهتف بها يوقفها قائلا
تعالى انتى خلاص انا هطلع بنفسى اجيبها
ثم تحرك بخطوات سريعة عڼيفة تنطق خطوط جسده بالڠضب والعڼف يقفز كل درجتان معا حتى غاب عن الانظار لتلتفت حبيبة الى والدتها تهمس بقلق وتوتر
مكنش ليه لزوم الكلمتين دول ياماما وهما شكلهم امورهم مش مظبوطة مع بعض
اعتدلت قدرية فى جلستها تستند بظهرها الى الخلف براحة كأنها تستعد لمشاهدة فيلمها المفضل قائلة بأبتسامة خبيثة فرحة
كانت تجلس فوق الفراش بملابسها منذ ليلة امس عينيها مسهدة مرهقة تظهر اسفلها الهالات السوداء دليل على عدم نومها منذ الامس فبعد ماحدث بينهم وبرغم حديثه المؤلم المهين لها لكنها اخذت ټعنف نفسها بأنها لم يكن من المفترض منها ان تكون هذه ردة فعلها او تقول له ما قالته وتتهمه بالطمع بها وبأموالها فهى تعلم جيدا ومن البداية السبب وراء زواجهم فهو لم يخدعها ولم يوعدها بما ليس فى استطاعته تقدميه لها لذا ليس خطأه مايراه فيها وليس ذنبه انها لم تكن الزوجة المناسبة له فكل الذنب يقع على عائلتها هى من وضعتها ووضعته فى ذلك الموقف والذى على ما يبدو ان لا امل لهم من المرور به لذا جلست هنا فى انتظاره تنوى التحدث معه بهدوء وتروى لعلهم يصلون لنقطة يستطعون البدء منها ....
جلا..ل ....انا ...كنت
قاطعها بحدة هاتفا بها متجاهلا ندائها له
انتى قاعدة عندك لحد دلوقت ومنزلتيش ليه تشوفى شغل البيت مع الشغالين
اتسعت عينيها پصدمة تسأله مذهولة
اشوف ايه ! ومع مين !
تخل جلال عن وقفته المسترخية فوق اطار الباب يتقدم منها بخطوات ثقيلة بطيئة فلاحظت هى خلال تقدمه منها حالته المشعثة والارهاق الظاهر فوق ملامحه ايضا تراقب تقدمه منها بتوتر حتى وقف امامها ينحنى فوقها هامسة بصرامة وحدة
حاولت الابتعاد سريعة عنه ترفع وجهها اليه بحدة تنوى الرد عليه بما يليق به لكنه لم يمهلها الفرصة وهنا كما لو انه ادرك حالها لينسحب بعيدا عنها فاخذت تنهت پعنف فى محاولة لالتقاط الانفاس تنظر اليه بهلع وهى ترى وجهه وقد نحت من حجر فلم تهزه ولو لثانية حالتها المضطربة وهلعها الظاهر فى عينيها بل انحنى مرة اخرى فوقها لتنتفض مبتعدة بوجهها عنه للخلف پخوف وارتعاب فأرتفعت ابتسامة شرسة فوق شفتيه هامسا من بين انفاسه بشراسة ساخرة
خوفتى لااا ..دى اللى حصل ده نقطة فى بحر اللى هيحصل بينا بعد كده ..اومال هنجيب الولاد اللى هيورثوا منك الارض ازاى.. مش ده كلامك ليلةامبارح
انها ارضك وارض ولادك ...يبقى خليكى اد كلامك يا شاطرة
تشعر بدوار يلفها لكنه لم يتحرك من مكانه ناحيتها بل تركها تعانى مر حالها يخطو ناحية الباب قائلا ببرود وعدم اكتراث
ورايا حالا على تحت ومن هنا ورايح شغل البيت كله عليكى ومسمعش منك غير كلمة حاضر ونعم بس
فتح الباب لكنه لم يخرج منه بل وقف امامه للحظة ثم يلتفت ناحيتها يراقب شحوبها وارتجافها بجمود يكمل محذرا لها بحدة وقسۏة
واياكى .فاهمة اياكى اسمع شكوى واحدة من اى حد فى البيت هنا منك حتى ولو من اصغر حد فيه
ثم خرج كالعاصفة خارج الغرفة لټنهار جالسة فوق الفراش مرة اخرى عينيها
تمتلأ بالصدمة والجمود عقلها متوقف تماما عن التفكير تشعر بالخواء بداخلها كما لو كانت قد ماټت كل مشاعرها فى هذه اللحظة
الفصل الرابع
نزلت الدرج ببطء وبوجه خالى من التعبير يتابعها هو من مكانه فوق مقعده يراها هادئة صلبة باردة الملامح لا تظهر على فوقها ادنى تعبير لكنه لمح نظرة ضعف بعينيها رق قلبه لها للحظة لكنه تجاهلها ملتفتا الناحية الاخرى حتى توقفت امام مكان جلوسهم جميعا فيلتفت مواجها الجميع يقول بصوت صارم لا يقبل المناقشة مصدرا امره الحازم امام الجمع من عائلته موجها حديثه لوالدته بأن لااحد سيقوم باعمال المنزل سواها من اليوم فصاعدا وهى فقط دون مساعدة من اى كان لتتجه اعين الجميع ذهولا نحوها فى انتظار رفضها او سماع تعليقها على حديثه هذا لكنها وقفت تنظر امامها بحالة الجمود والوجه الخالى من المشاعر التى تظهر بها قبل ان تتوجه بانظارها ناحية والدته تسألها بجمود
ممكن اعرف ايه اللى مطلوب منى اعمله
ابتسمت قدرية ابتسامة جذلة لكنها سيطرت عليها قائلة بأسف مصطنع
لا يا حبيبتى متتعبيش نفسك حبيبة وسلمى متعودين يتابعوا شغل البيت مع نجيه ريحى نفسك انتى
للحظة اهتزت ملامح ليله غيظا ولكنها سيطرة عليه فورا ترفع ستار البرود مرو اخرى حين هدر صوته پغضب وحنق
اظن قلت ان ليله هى اللى هتقوم بشغل البيت من هنا ورايح ..شغل الدلع ده كان زمان لازم تحط فى دماغها انها اتجوزت و تشيل مسئولية بيتها و مش عاوز كلام تانى فى الموضوع
نهض من مكانه بغته قائلا لعمه الجالس بوجوم فوق مقعده هو الاخر
عمى تعالى معايا المكتب عاوزك فى كلمتين لحد مافواز يصحى والفطار يجهز
ثم اتجه ناحية مكتبه عدة خطوات قبل ان يلتفت لها قائلا بأقتضاب
اعمليلى قهوة وهتهالى المكتب
ثم اكمل طريقه يتبعه عمه بخطوات سريعة متلهفة لتنطلق ضحكة ساخرة فور خروج الرجال من الغرفة كانت صاحبتها سلمى والتى استمرت فى الضحكة رغم نظرات نكزات حبيبة التحذرية لها لتهتف بعدها بخبث وميوعة
ايه انا عملت ايه دلوقت ! بضحك بلاش اضحك!
ارتفعت بعينيها ناحية ليله پشماتة لكنها ليله تجاهلتها تسيطر على ملامحها تلتفت ناحية المطبخ قائلة بأليه
هروح ااحضر القهوة
ليوقفها صوت قدرية تهتف بها بصرامة كمن تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة دائما
روحى اعملى القهوة بسرعة علشان تحضرى الفطار وبعدين تشوفى وراكى ايه فى شغل البيت
نهضت حبيبة من مكانها قائلة بحرج
استنى يا ليلة انا جاية معاكى اساعدك
ڼهرتها والدتها تمد يدها لتجلسها مرة اخرى قائلة بحدة
اقعدى مكانك رايحة فين انتى مسمعتيش اوامر اخوكى ولا ايه
نظرت لها حبيبة تضغط فوق شفتيها باحراج قائلة بهمس
وايه اللى هيعرف اخويا بس يا ماما
هتفت سلمى بابتسامة جذلة خبيثة
انا هقوله ...اوامر جلال لازم تتنفذ بالحرف
التفتت لها ليله بعينى مشټعلة لتبادلها سلمى النظرات بتحدى للحظة قبل ان تقول ليله باستهزاء بارد
مش شايفة نفسك كبيرتى على شغل العصفورة ده
عقدت سلمى حاجبيها بحيرة وتفكير للحظة قبل ان تتصاعد امرات الفهم فوق وجهها فيشتعل وجهها غيظا وڠضبا تهم بالرد عليها لكن ليله لم تمهلها قائلة بسرعة وببرود
هروح اعمل القهوة واحضر الفطار
ثم اتجهت ناحية المطبخ بخطوات واثقة رشيقة تتبعها الاعين حتى اختفت عن الانظار لتهتف سلمى بغل
شوفتوا قلة ادبها لو بس تسبونى عليها اعرفها مقامها..
اسرعت حبيبة قائلة بهدوء
انتى اللى غلطتى من الاول مكنش ليه لازمة تدخلى نفسك
جزت سلمى فوق شفتيها بغيظ ثم التفتت ناحية قدرية والتى جلست فوق مقعدها بوجه صارم وامارات التفكير الشديد تبدو عليها قائلة پغضب
شوفتى بنتك يا مرات عمى بتقولى ايه
التفتت لها قدرية بشرود وتفكير قبل ان تقول بحدة بعد لحظات صمت شاردة
قومى انتى وهى من هنا روحوا صاحوا اللى لسه نايمين وسبونى لوحدى
سألتها حبيبة بقلق
مالك يا ماما فى ايه
قدرية بصوت عالى نزق
مفيش وقومى اعملوا اللى قلت عليه ومش عاوزة كتر كلام
نهضت حبيبة وسلمى ببطء يتبادلان نظرات قلقة حائرة ثم اتجهوا الى الدرج لتنفيذ امرها لتهمس قدرية تعقد حاجبيها وعينيها تلتمع بالشړ
ياترى فى دماغك ايه يا بنت صالحة سكوتك ده قلقنى ومخلينى اخاڤ منك ومبقاش قدرية اما كان سكوتك ده وراه مصېبة وكبيرة كمان
طيب اتكلم معاه انت يا جلال انت عارف فواز ما بيعملش حساب لحد الا ليك انت حتى انا مابيخافش ولا بيهمه منى
زفر جلال حانقا بعد كلمات عمه المتوسلة تلك فهو يكفيه مالديه من مشاغل وليس بحاجة لاخرى بطلها ابن عمه الطائش هو الاخر فبرغم تقاربهم فى العمر الا ان فواز زوج شقيقته بتصرفاته الهوجاء تلك تجعله منافسا قويا للاطفال فى تصرفاتهم جاعلا كل من حوله يقاسى ويعانى بسببه واولهم شقيقته المسكينة رغم انها لم تشتكى ولو بحرف
اعتدل فى جلسته محاولا الهدوء قائلا
الموضوع ده بالذات مينفعش غيرك يا عمى يتكلم فيه فواز مش لازم يعرف انى عرفت حاجة عن الموضوع ده
كلمه انت وعقله وعرفه ان لو حبيبة عرفت انه بتسرمح هنا وهناك مش هتعدى الحكاية على خير ابدا قوله يعقل ويحافظ على بيته يا عمى
تنهد صبر بقلة حيلة قائلا بأسف
حاضر يا بنى هكلمه واحاول اعقله وربنا يهديه ..
ثم نهض من مقعده يكمل
اقوم انا اروح اشوف حصل ايه فى الارض الغربية والانفار خلصوا هناك ولا لسه
هز جلال راسه موافقا ليتحرك عمه عدة خطوات مغادرا ثم يلتفت اليه مرة اخرى يسأله بفضول
عملت ايه فى موضوع الارض مع المغاربة مش ان الاوان نخلص من الموضوع ده بقى
تجهم وجه جلال بشدة يشعر بالڠضب يتأجج بداخله مرة اخرى لكنه حافظ على نبرة صوته الهادئة المقتضبة قائلا بحزم
هيحصل ياعمى بس كله بوقته
شعر صبرى بوجود خطبا ما يخفيه ابن اخيه عنه لكنه لم يحاول الضغط عليه فى الحديث يهز رأسه له موافقا قبل ان يغادر الغرفة تاركا خلفه جلال بحاله المنقلب تموج بداخله مشاعر متناقضة لكن كان الڠضب هو السائد عليها جميعا يغمض عينيه مستندا براسه فوق ظهر مقعده تدور الافكار بسوداوية داخل عقله كحاله لليلة طوال ليلة امس بعد حديثه معها لا يعلم حتى الان كيف استطاع السيطرة على غضبه فلا يقوم بأذائها امس فلأول مرة بحياته يرفع يده على امرأة والتى لم تكن سوى زوجته يحمد الله