الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية لهيب الروح

انت في الصفحة 50 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


لوهلة وتابع حديثه پغضب شديد متذكرا ما رآه وعلمه عن ابن عمه الذي آذاها بشدة
انا مش زيه ولا عمري هبقى زيه أنا بحبك بجد وعمري ما حبيت واحدة غيرك وابني اللي منك دة أنا عاوزه اكتر مانتي عاوزاه أنا غيره يارنيم.
رمقته بتوتر معقدة حاجبيها بذهول متعجبة ما يقوله وتمتمت بضعف خاڤت
أ... أنت عرفت هو كان بيعمل إيه
اومأ برأسه أماما بثقة وعاتبها بهدوء حنى لا يزعجها مراعيا حالتها الصحية

آه عرفت بس كان المفروض أنتي بنفسك تعرفيني وتثقي فيا عشان أنا جوزك.
تطلعت أرضا بضعف بعدما تجمعت الدموع داخل مقلتيها لاعنة خۏفها الذي منعها من معرفته ومشاركته لحزنها هي كانت تتمنى أن تخبر لكن خۏفها كان يمنعها دوما فتمتمت بخفوت
أ... أنا مع... معملتش كدة عشان خاېفة عليك يا جواد والله.
قطب جبينه بعدم فهم وطالعها بدهشة متسائلا بذهول
خاېفة عليا أنا ازاي احكيلي يا رنيم أنا لسة عاوز اسمع منك ليه وافقتي عليه وأنتي بتحبيني أنا
سألها ذلك السؤال الذي دوما يأتي في عقله طوال فترة زواجها السؤال اللعېن الذي أرهقه بضراوة وأنهك قلبه العاشق لها.
تنهدت بصوت مرتفع محاولة تشجيع ذاتها وأخبرته بالحقيقة السوداء لحياتها كانت تتحدث بضعف ونبرة متلعثمة خاڤتة
ل... لأ يا جواد أنا موافقتش والله بس فاروق بيه هو اللي عمل كدة هو اللي جوزني للمريض دة عشان يبعدني عنك ودفع لأهلي مبلغ محترم هو ومديحة هانم فرموني ليه وهو اللي هددني أني مقولكش حاجة بعد ما عصام ماټ وإلا ھيأذيك بس عصام كان وحش...وحش اوي يا
جواد شوفت كل أنواع العڈاب على ايده حتى ابني ه... هو اللي مۏته بايده نزله بطريقة بشعة أوي وكان عاوز الدكتور يشيلي الرحم لولا أن قاله مبخلفش كان الكلمة والنفس بحساب وكلهم كانوا بيتفرجوا عليه وهو بيموتني هو مؤذي أوي أنا عمري ما هسامحه أنا اتمنيت المۏت على
كان جواد يشعر بالضيق من نبرتها المقهورة بضعف وملامحها الممتعضة وهي تتذكر الآمها وذكرياتها الحزينة المحفورة بداخلها مصطحبة معها دموعها التي 
التقطت أنفاسها بصوت مرتفع من بين شفتيها بضعف مرتعشة وهي تتذكر هيئتها الڈليلة أسفل قدمه متوددة إليه حتى يعفو عنها ويترك طفلها يأتي إلى الحياة لكنه لم يبالي ولم يهتم بها تمتمت بضعف خاڤت
ه... هو قالي أن ا... اللي زيي مينفعش تبقى أم انا كنت هبقى أم كويسة والله وهتشوف أنت بنفسك بس هو قال كدة أنا اتفقت مع محسن بعد ما مۏت ابني مقدرتش اشوفه عايش براحته أنا من زمان بس ابني لأ بعدها أنا قولت لمحسن لأ أنا مش زيه قولتله يلغي كل حاجة بس هو صمم يعملها عشان الفلوس معرفش ليه جابها فيا أنا بس أنا قولتله لأ والله.
كانت مشاعره لا توصف بعد رؤيته لها مبتسمة بسعادة لكونها بجانبه وداخل أحضانه ذلك المكان الآمن الذي تمنته هي الأخرى..
في الغرفة الخاصة بمديحة تفاجأت بفاروق الذي اقتحم الغرفة بوجه مكهفر غاضب صائحا بها بحدة بعدما علم ما حدث اليوم لرنيم
انتي فاكرة اللي عملتيه دة هيعدي يبقى بيتهيألك أنا مش هسكتلك.
وقفت أمامه منتفضة بخضة وصاحت به هي
الأخرى پغضب حاد مدعية عدم الفهم
في ايه يا فاروق إيه اللي عملته ومش هيعدي هو أنت فاضي فجاي تطلع عصبيتك عليا.
اقترب منها بحدة والشرر يتطاير من عينيه الغاضبتين وغمغم بعصبية منفعلا بها
أنتي عارفة كويس أوي اللي عملتيه وأنا مش هعديه مش بيت فاروق الهواري اللي يدخل فيه شوية يمدوا ايدهم على مرات ابني بسببك لأ البيت هنا ماشي بقوانين فاروق الهواري محدش يتخطاه.
اشتعلت النيران بها پغضب عارم وصاحت به بضيق حاد مشددة فوق حديثها بعدما شعرت بهزيمتها مرة أخرى كلما خططت لشئ ونفذته دوما يعود عليها بالفشل
بقت مرات ابنك المرة دي من امتى لا وكمان بتقولها عادي يعني أنت موافق ان واحدة زي دي تبقى مرات جواد الهواري عادي مش زي ما كنت الأول.
كانت
تحاول التقليل من رنيم لتجعله ينقلب عليها مثلما كان لا تعلم كيف تحول فجأة وتمسك بها زوجة لابنه وها هو يتعامل على هذا الأساس الآن هل حملها كان سبب لتحوله هكذا!
لم يهتم بحديثها بل أجابها پغضب حاد والشرر يتطاير من عينيه السوداء الغاضبة
من دلوقتي من اللحظة دي هي مرات ابني وأم ابنه الجاي حفيد العيلة دي ولازم تبقي عارفة دة كويس ولو فكرتي تأذيها واللي عملتيه دة اتكرر تاني مش هعديها مش هتعدي فاهمة.
شحب وجهها بضعف وتمتمت بنبرة مهزوزة عندما رأت تحوله المباغت عليها هي في تلك الفترة خاصة بعد معرفة جليلة بالحقيقة
أنت... أنت بتهددني يا فاروق.
لم يهتم بحديثها بل كرر حديثه مرة أخرى يؤكدة بجدية مقررا أن يتعامل معها بالطريقة التي تستحقها بعدما شعر بتحرره من قيودها السامة وټهديدها الذي كان دائم
اعتبريها زي ما أنتي عاوزة بس اللي حصل دة لو اتكرر مرة تانية مش هسكت ومش هعديها.
قبل أن يذهب التفتت نحوها مرة أخرى وغمغم بحدة تامة يرمقها بنظرات حادة جامدة لم تعتاد عليها من قبل هو دوما يستمع إليها ويحاول تنفيذ ما تريده حتى تصمت لكنه قد تحرر الآن من تلك القيود التي كانت تضعها حول عنقه وتهدده بها فيعاملها كما يتعامل مع الجميع سيجعلها ترى من هو فاروق الهواري الذي لم تعلمه حقا
أنا مش قولتلك تجهزي حاجتك عشان تمشي انتي وأروى كفاية كدة.
امتعضت ملامحها متعجبة طريقته لكنها أجابته بحدة هي الأخرى بعدما استشاط عقلها ڠضبا
هنمشي يا فاروق بس بنجهز الحاجة وبنظبط الأمور ما أنت ماشي بكلامها.
رمقته بغل غاضبة واكملت حديثها پشماتة مبتسمة باستفزاز
أنت فاكر إنك هترجعلك بعد دة كله تبقى بتحلم مش جليلة اللي هتعمل كدة وبعدين دي المفروض تمشي أقل حاجة بعد اللي عرفته مش احنا اللي نمشي.
اقترب منها مرة أخرى واهتاج عليها پغضب بعد استماعه إلى حديثها الشامت الفرح في ټدمير حياته مع زوجته بسببها لكن هو من اخطأ تلك الليلة اخطأ وعليه أن يتحمل نتيجة أفعاله بذاته صاح بها بصوت جهوري حاد
وانتي يخصك في إيه تسامحني ولا لأ ملكيش فيه وبعدين تمشي ايه دة بيتها هي صاحبة البيت ده ودي حاجة متخصكيش.
دفعها بقوة ضارية فسقطت أرضا مما جعلها تندهش من فعلته المهينة لها لكنه لم يهتم بها وبأمرها بل تركها وسار متجه نحو الخارج بخطوات واسعة بشموخ وهو يتمنى أن تسامحه زوجته بعدما اعترف بينه وبين ذاته أنه أخطأ في حقها وحق
أولاده بالفعل كان يريد أن تسير الأمور كما يريد دون الإلتفات لما يريدوا هم..
بينما مديحة كانت تتطلع نحو اثره پغضب تام وهي لازالت ساقطة أرضا مقررة أن تسترد حقها منه بطريقة حادة سامة تجعله يندم على ما فعله معها ويعلم من هي مديحة وكيف تفكر لتجعله يحترس منها ويفكر جيدا قبل أن يتعامل معها بتلك الطريقة مقررة أن تلقنه درس هام..
كان فاروق يريد التحدث مع جليلة التي كانت معتزلة وجوده والحديث معه محاولة تجاهله تماما لكنه لم يستطع توجه نحو غرفتها بدقات قلب متسارعة بضراوة خوفا من التحدث معها لكنه سيتخذ ما حدث لرنيم سبب لتحدثه معها ولج الغرفة بوجه هادئ وقبل أن يتحدث معها تمتمت هي مسرعة بضيق
نعم أنت عاوز ايه جاي اوضتي ليه أنا مش قولت تبعد عني!.
اقترب منها بهدوء وغمغم يجيبها بتعقل متحججا بالأمر ليفتح حديث معها ويطلب منها أن تسامحه يخبرها أنه ندم حقا على ما فعله بها في الماضي يود أن يخبرها أنه يحبها حقا ولم يحب أحد مثلها لكن الأهم هل هي ستصدقه بعد علمها للحقيقة! لم يظن ذلك فقد رأى حزين كبير مدفون داخل عينيها لم تستطع البوح عنه لأجل الحفاظ على ابنائها
أنا جاي عشان أسالك على اللي حصل انهاردة ورنيم دلوقتي كويسة ولا ايه شوفتيها..
أشاحت بصرها مبتعدة عنه وأجابته بجدية تامة مشددة على حديثها
هي كويسة الحمدلله محصلهاش حاجة بس أنا قولتلك أن المفروض مديحة ترجع بيتها وأنت
المفروض وافقت إيه اللي جد بقى.
اقترب منها أكثر منتهزا تلك الفرصة ليستطع رؤية ملامحها بوضوح عن قرب بعدما حرم منها وأجابها بلهجة هادئة
أنا لسة مكلمها بس هي محتاجة وقت عشان تعرف تجهز حاجتها وتظبط الأمور بس هي هتمشي.
تحدث مرة أخرى بصدق وشغف كبير عندما رآها استمعت إليه وصمتت دون أن تعقب على ما تفوه به
جليلة والله العظيم أنا بحبك بجد اللي حصل دة كله غلطة أنا مش عارف أنا عملتها ازاي والله لكن أنا عمري ما شوفت واحدة غيرك ولا عمري هشوف الي حصل دة مكنش قصدي فيه والله ما حسيت بحاجة ولا فاكر حصلت ازاي.
ظلت كما هي تستمع إليه بصمت دون أن تعقب على حدبثه منتظراه ينتهى مما يريده لترد عليه هي ولأول مرة تحدثه بقسۏة وجمود محاولة السيطرة على قلبها والتحكم في كل شئ لتسير
حياتها بمفردها كما خططت بعدما علمها بحقيقته
كل اللي قولته دة ميهمنيش ولا عاوزة أعرفه أنت جاي تسأل عن رنيم قولتلك أنها كويسة غير كدة ملكش حاجة عندي واتفضل بقى مش عاوزة اسمعك أنت أناني مش عاوز غير مصلحتك مبتفكرش في حد غير في نفسك ولادك دول عمرك ما فكرت تعمل حاجة تفرحهم دايما بتدور على اللي هيفرحك أنت مش هما..
أشارت بيده نحو الخارج لتجعله يخرج لكنه وقف يحرك رأسه نافيا بعدم رضا وعقله يحلل كل كلمة تفوهت بها مقررا أن يغيرها بالفعل يود أن يثبت لها أنه يحبها هي وأولاده سيمحي معاملته السيئة التي كان يفعلها من قبل مع الجميع سيغير كل ذلك ويمحيه سيجعلها تعلم أنه على استعداد أن يفعل أي شئ لأجلهم كانت طريقته الماضية خاطئة مع الجميع لكن عليه أن يضبطها الآن ويفكر بهم تلك المرة بدلا عن ذاته الذي دوما يسعى لتحقيق ما تريده..
سار نحو الخارج يتركهها كما تطلب منه وعقله يفكر في أول خطوة يجب أن يتخذها لتساعده على تنفيذ قراره والتمسك به يفكر فيما اخطأ به ويجب عليه إصلاحه كاملا...
في الصباح..
استيقظ جواد مبكرا يعد ذاته للذهاب إلى عمله وعقله شارد يفكر فيما حدث لزوجته يخشى أن يكون والده السبب في هذا الشئ حاول أن ينفض تلك بحنان يملي عليها بغض تعليمات الطبيب
ايوة عشان عندي شغل مهم عاوز اتابع قضية عصام واكمل التحقيق اشوفهم وصلوا لأيه ماما هتطلعلك أكل كلي كويس عشان تبقي مامي شاطرة والټفت نحوه مغمغما بجدية هو الآخر
إيه عاوز تتكلم في ايه أنا فاضي.
وقف أمامه ملتقطا أنفاسه بصعداء محاولا أن يظهر بصورة طبيعية
ويتحدث معه لأول مرة
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 55 صفحات