فردوس الشياطين بقلم الكاتبة مريم غريب
جبينه الأسمر
نظر سفيان لها بعينيه الحادتين تفحصها من أعلي رأسها إلي أخمص قدميها شكلها لا يوحي بالخطړ
كانت في تقييمه فتاة عادية رؤيته أنبأته بأنها ليست نذير شؤوم بل
صعدت ميرا إلي غرفتها لتأخذ حماما و تركت سامح وحده يحتسي فنجان القهوة بالحديقة
لم ينتبه لإقبال وفاء عليه بينما مشت الأخيرة نحوه و البسمة تملأ وجهها وضعت يدها علي كتفه
لينظر لها فورا و يقول بضيق
ماينفعش كده يا وفاء قولتلك 100 مرة تاخدي بالك من تصرفاتك معايا سفيان مش غبي
نظرت له بحب و قالت برقة
وحشتني بقالي كتير ماشوفتكش و لا قعدت معاك
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
سامح و هو يبعد يدها عنه
وحشتيني ياستي بس مش وقته البيت بقي مليان دلوقتي
ماينفعش أي حد يلاحظ علينا حاجة
جلست وفاء بجواره و هي تقول
ماتخافش مستحيل حد يشك فينا و بعدين سفيان بيثق فيك جدا مش هيجي في باله إننا علي علاقة ببعض
سامح بسخرية سفيان بيثق فيا !
سفيان عمره ما وثق في حد و لا عمره هيعملها إسكتي يا وفاء إنتي ماتعرفيش أخوكي أنا إللي عارف عنه كل حاجة
وفاء و أنا كمان أعرف عنه حاجات و عارفة إنه ذكي و مش سهل شيطان يعني بس أنا تلميذته بردو و عندي فكرة دماغه ماشية إزاي
سامح بجدية بردو الحرص واجب مش لازم نلفت الإنتباه لينا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
طيب هنتقابل إمتي بقولك وحشتني يا سامح
سامح إصبري شوية أخلص كام حاجة في الشغل و هفضالك يا وفاء
وفاء بلوعة إمتي بس إنت بقالك فترة مشغول عني
سامح بإبتسامة متكلفة
قريب مش هيبقي ورايا غيرك إنتي و بس يا حبيبتي
وفاء بحبور ربنا مايحرمنيش منك ثم قالت بإستغراب
صحيح أومال فين سفيان !
سامح مش عارف راح عند البوابة يظبط حاجة مع الآمن تقريبا !
كان الحر شديدا هنا و كان العرق يبلل شعرها عند صدغيها و ينساب حتي رقبتها ببطء أشعرها بأنها تنصهر
و كأن درجة الحرارة هي المشكلة لا وجودها مع هذا الشخص الخطېر الذي يمثل الخبث بعينه كان خطأ عظيم هو مجيئها إلي هنا
ليبتسم هو بوداعة شديدة ثم يقول بلطف متناهى
أنا آسف علي سوء التفاهم إللي حصل
أرجوكي تسامحيني يا أنسة بس كان لازم تديني خبر إنك جاية المكان هنا لا يصلح للإستهلاك الآدمي
هو صحيح إللي ساكنين هنا بني آدمين بس زي ما بيقولوا الأشياء لا تعكس كل الحقيقة و إقترب برأسه قليلا و أكمل بلهجته الناعمة
إنتي هنا في محمية طبيعية و مش أي حد يقدر يدخل زيك كده
كل إللي هنا همج مالهمش مالكة إلا في إيدي أنا بس لكن ماتقلقيش أنا أطيب واحد فيهم
أخذت يارا نفس عميق و تكلمت أخيرا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
سفيان بإبتسامة أنا فهمت إنك صحافية زي ما قولتيلي و إنك كنتي جاية بخصوص قضية عمي كنتي جاية تسأليني عن شوية حاجات
!
أنا مش ممانع إطلاقا تواصل الصحافة معايا بس بالأصول
المفروض كنتي ختي معاد الأول تجنبا للموقف إللي حصلك إنهاردة ما رجالتي معذروين بردو هما يعرفوكي منين !!
عقدت يارا حاجبيها و قالت بلهجة مقتضبة
طيب حصل خير و أنا آسفة إني جيت منغير معاد
و خلاص مش عايزة أعمل تحقيق مع حضرتك
ممكن تخرجني من هنا بقي عايزة أمشي
سفيان و هو يضحك ده إنتي زعلانة أوي بقي
لأ و أنا مايرضنيش تخرجي من بيتي زعلانة دلوقتي حالا هجمع الحرس كلهم إللي قابلتيه و إللي ماقابلتيهوش و هخليهم كلهم يعتذرولك
يارا مالوش لزوم أنا عايزة أمشي بس من فضلك
سفيان و هو يشملها بنظرات
طيب أرجعك إزاي بإيدك فاضية كده لازم نتفق علي يوم تجيلي و أقعد معاكي نتكلم في إللي إنتي عايزاه
يارا بحدة و قد أزعجتها نظراته
إن شاء الله هشوف خرجني من هنا بقي لو سمحت !
ضحك سفيان بمرح و قال
حاضر ماتخافيش أوي كده هتخرجي بالسلامة إطمني و أخذ حقيبتها بيد حازمة
يارا بإحتجاج إيه ده إنت بتعمل إيه !!
أخرج سفيان هاتفهها و قال بنبرته الجذابة
هرن علي نفسي من عندك عشان أسجل رقمك
و هبقي أكلمك عشان نحدد المعاد سوا و غمز لها
نظرت له پصدمة و قالت
لأ إنت فاهمني غلط بص أنا همشي و حضرتك إنسي إني جتلك خالص
سفيان إهدي شوية أنا ماعملتش معاكي أي حاجة و واقف مكاني محترم أهو و ضحك من جديد
أعاد لها الهاتف بعد أن بعث برقمها إلي هاتفهه ثم قال بإبتسامة ودية
إتفضلي و مرة تانية آسف علي الإستقبال البايخ ده
بس أوعدك المرة الجاية هتتبسطي أوي و هثبتلك أد إيه سفيان الداغر لطيف و Gentleman
يارا بإبتسامة باهتة
إن شاء الله عايزة أمشي بقي
واكبها سفيان حتي بوابة الڤيلا رمت يارا أفراد الحراسة بنظرارت مزدرية لمحها سفيان فطلب من الجميع أن يعتذروا لها
فعلوا ما أمروا به و ودعها سفيان دون أن يتخلى عن إسلوبه الخبيث و تلميحاته غير المريحة
تنفست يارا الصعداء عندما وصلت بأمان إلي سيارتها
شغلت المحرك و إنطلقت بعيدا و هي تقول
أوووووف الحمدلله مش مصدقة إني خرجت إيه بيت الړعب ده !!!!!!!!!!!!!
يتبع
الفصل 7
خطړ !
تصل يارا إلي مقر الجريدة
تذهب
إلي مكتب الرئيس مباشرة و تلج بعد أخذ الإذن
إستقبلها شكري بإبتسامة مهللة قائلا
حمدلله علي السلامة يا ست الكل إيه شكل صحتك جت علي رحلة الفيوم لا لو هتبقي كده أبعتك هناك علطول و ضحك بمرح
عقدت يارا حاجبيها إستياء و قالت
يعني منظري كده عاجب حضرتك وشي الأصفر عاجبك أوي يا أستاذ شكري ده من ربع ساعة بس كنت قاطعة الخلف
شكري و قد تلاشت إبتسامته
ليه خير إيه إللي حصل !
زفرت يارا بضيق وجلست أمامه ثم بدأت تسرد عليه ما حدث معها بمنزل سفيان الداغر
نهآاااااارك إسووود ! صاح شكري پغضب شديد و هو يضرب بقبضته علي سطح المكتب و تابع
إنتي إيه إللي وداكي عنده أنا مش حذرتك يا أستاذة بتتصرفي من دماغك يعني و مش عاملة إعتبار لحد !!!
يارا بتأفف من فضلك يافندم وطي صوتك أنا أعصابي تلفانة أصلا و مش قادرة أتلم علي بعضي من ساعة ما خرجت من بيته
شكري بغلظة ده إنتي تحمدي ربنا إنك خرجتي أصلا
عارفة لو كان ضړب عليكي و لا كان حد حس بيكي كمان ممكن تبقي تحت باطه كده و لو إتسأل عنك هيقول و لا شوفتها و كله هيصدق كلامه بيت سفيان الداغر الخارج منه مولود و الداخل مفقود يا أستاذة يارا
يارا بإستنكار و ده ليه بقي إن شاء الله كان مين حضرته يعني !!
شكري بإنفعال ده يبقي أكبر تاجر في بلدك يا أستاذة
جحظت عيناها پصدمة و قالت
بتقول إيه يافندم و حضرتك عرفت منين
شكري هو إيه إللي عرفت منين البلد كلها عارفة يا ماما و الحكومة كمان بس محدش يقدر يهوب ناحيته
يارا محدش يقدر يهوب ناحيته ليه
شكري بسخرية بيستثمر في البلد يا أستاذة نص المشاريع الضخمة بإسمه و شركاتة علامة من علامات الدولة بإختصار يعني السلطة بتتعامل معاه بالسياسة العليا مالهمش دعوة هو بيجيب فلوسه منين أهم حاجة الاستثمارات تفضل مستمرة
صمتت يارا عندما أعجزتها الصدمة عن الكلام
ليكمل شكري بجدية
إسمعيني يا يارا إحنا صحفيين أه بس لينا حدود الناس الكبار دول ماينفعش نلعب معاهم نهائي
أنا هعفيكي من التحقيق ده و هدخل أي حد مكانك بس إوعديني إنك تبعدي عن سكة سفيان الداغر ده إنتي زي بنتي في الأول و في الأخر و أنا مش عايزلك الآذي
الحمدلله أنه سابك تخرجي صدقيني و الله دي معجزة
نظرت له بغير راحة لكنها وعدته
أوعدك يافندم هبعد عن سكته
و ربنا يستر بقي !
صباح
يوم جديد و تستيقظ ميرا من نومها بنشاط
أنه اليوم الداسي الأول بمدرستها الجديدة و الحماسة تملأها بشدة
ولجت إلي الحمام غسلت وجهها و فرشت أسنانها بقوة
خرجت و إرتدت الزي الرسمي المؤلف من تنورة سوداء قصيرة و كنزة حمراء بأكمام طويلة ثم إنتعلت حذاء أبيض منخفض و خفيف الوزن
صففت شعرها رافعة إياه علي شكل ذيل حصان إستخدمت القليل جدا من أدوات التجميل ثم تناولت عطرها الناعم الهادئ رشت علي صدرها و حول عنقها
و أخيرا إلتفتت لتأخد حقيبة ظهرها المتوسطة و إنطلقت خارجة من الغرفة
هبطت إلي الأسفل حيث تركت غريزتها تقودها لوالدها فدخلت إلي غرفة الطعام لتجده جالسا
هناك كعادته في كل صباح يقرأ الصحف و المجلات
أشرق وجهه عندما ظهرت أمامه صغيرته الغالية
ألقي بالجريدة جانبا و فتح لها ذراعاه لتسرع إليه و تجلس علي قدمه و هي تعانقه بقوة
مش ممكن إيه الصباح الحلو أووي ده ! قالها سفيان و هو يمسد علي ظهرها بحنان
ميرا برقة شكرا دادي أنا مبسوطة أوووي
سفيان و هو ينظر لها بحب
مبسوطة عشان رايحة المدرسة
ميرا Yeah و مبسوطة أكتر إني هتآرف هتعرف آلي علي New Friends و مصريين كمان زيك
سفيان بإبتسامة ما إنتي كمان مصرية زيي نصك أمريكاني و نصك التاني مصري و لسا لما هتعيشي هنا أكتر هتبقي مصرية صرف أنا مش مستعجل عليكي و عارف إنك لسا صغيرة و إنك واحدة واحدة هتطبعي بطبع أبوكي
ميرا أنا نفسي أبقي زيك في
ضحك سفيان و قال
طيب خلاص كفاية دلع أحسن مش هخليكي تتحركي من جمبي إنهاردة يلا أقعد إفطري و سامح علي وصول هياخدك و يوصلك و يرجعك كمان بعد ما اليوم يخلص لحد ما أجبلك عربية بسواق
إبتسمت ميرا و شدت لنفسها كرسي و جلست بجواره بدأت تأكل و بعد قليل لاحظت أمرا
فنظرت لوالدها و قالت بإستغراب
هي فين أنطي وفاء !
سفيان و هو يقرب فنجان القهوة من فمه
عمتك صحيت من بدري و راحت النادي مش هتتأخر قبل ما ترجعي إنتي هتكون هنا
و دق هاتفهه في هذه اللحظة
ده سامح قالها سفيان و هو يلقي نظرة علي الشاشة المضيئة ثم نظر لإبنته و أردف مبتسما
يلا أخرجيله و Good Luck يا حبيبتي !
كان سامح ينتظر ميرا بسيارته عندما تلقي إتصالا من وفاء
تآفف بضجر و رد بإقتضاب
ألو !
أيوه يا وفاء خلاص عرفت إنك وصلتي أنا بوصل ميرا للمدرسة لأ ياستي مش هتأخر مسافة السكة و جايلك
يلا باي و أغلق الخط و هو يزفر بضيق
وجد ميرا تخرج من باب المنزل و تتجه نحوه باسمة
رد لها الإبتسامة و مد يده ليفتح لها باب السيارة
صعدت بجواره و هي تقول بنبرتها الناعمة
Good Morning سامه سامح !
سامح صباح الفل يا قمر ها عاملة إيه إنهاردة
ميرا Im Fine و إنت
سامح و هو يشملها بنظرات الإعجاب
كويس طبعا طول ما أنا شايفك ببقي كويس
ميرا بإبتسامة