بحر العشق المالح
كان الطمع أيضالكن فادى للصدفه وقتها عاد من العمل وسمع هجاء غيداء ل ساميه حين قالت لها أنها لن تطلب من والداها أى مصاريف الأ فى حاله واحده أن تنفصل عن فادىإزدادت المشاحنه بينهم وقتها بسبب غيظ وطمع والداته لولا تدخله وقتها قائلا أنه قادر على تلك المصاريف ليست زائده على كاهلهكما أنه آتى له فرصه كبيره للعوده للعمل بفرع المصنع بألمانيا وتلك الفرصه ستزيد من ډخلهلكن زاد طمع ساميه وقتها وقالتها صريحه ل غيداء حق عند والداها لما لا يزداد الخيرتفاجئت غيداء ونظرت الى ساميه وقتها بذهوللكن والداته باغتتها وقامت بدفعها بقوه إرتدت على إثرها للخلف وخبطت بطنها بمسند المقعدشعرت غيداء بآلم وقتها ولم تتحدث ودخلت للغرفه بينما هو كان رده على والداته حاسم وقتها أنه لا يريد ان يسمح ويقلل من شآنه ويصبح عاله على أهل زوجتهتهكمت عليه وقتها ساميه ولولا تفاجئ بعد ذالك بأن غيداء مازالت تحتفظ بالجنين فى رحمها وأنه أوهمته بالكذب أنها أجهضت الطفل إنتقاما منه حتى يزداد شعور الخساره لديهربما كانت طرقهم إختلفت لكن ذالك الطفل هو من جمع بينهم مره أخرىحتى حين علمت ساميه أن غيداء حامل منه من قبل زواجهم الرسمى لامت عليه لما لم يستغل هذا وساومهم وحصل على مقابل لتستره على إبنتهم لكن هو خائب كما نعتته وقتها
يبرها ويرسل لها ما تطلبه رغم تحذير جمال له لكن هو لا يود ڠضبها طالما قادرالكن كان بداخله يتمنى أن تقول له أنها تود رؤية طفله حين أخبرها بعودتهم للأسكندريه لقضاء وقت قصير فترة إمتحانات غيداء ثم ستعود ل ألمانيا مره أخرى لكن لم تبالى بذالك حتى رياءاحتى والده أخبره أنها آنانيه تعيش فقط من أجل نفسها وتستحق تلك الوحده فهو ساوى معاشهوترك البلده وأصبح شبه ويعيش فى شقته بالأسكندريه قريب من أخيه وصبريه وزوجة أخيه يشعر معاهم بدفئ عائلي هى أختارت الطمع الذى أبعد الجميع عنها حتى إبنة أخيها لم تستمر فى وهمها وأختارت حياه هى فقط من ترسمهاكذالك أخيها الذى أصيب بمرض النسيان لكن يتذكر فعلته الحقيره بتبديل طفلين ويهزى
عاد فادي من شروده على صوت بكاء صغيرهنظر لوجهه وملامحه التى بدأت تظهر هو قريب الشبه منه نفس الملامح تقريباإبتسم وهو يعطيه ل غيداء
قائلا
واضح إن جمال هيبقى شقي
إبتسمت غيداءقائله
فعلا واضح كده من وهو فى بطني كان بيرفس كتير ولما سألت ماما قالتلي عادي
نظر فادى لرفقة غيداء لطفلهما على صدرها متنهدا بصوت
بتتنهد كده ليه
إدعى فادى التذمر قائلا
بتنهد عشان بعد كم ساعه هبقى لوحديوانا كنت خلاص خدت على صداع جمال التهامي طول الليل يعيط بلا هدفهفتقد قلة النوم اللى أتعودت عليها
إبتسمت غيداء قائله
لأ متخافش شهر ونص بالكتير وهنرجع تاني هنا والله أعلم وقتها يمكن جمال يزيد شقاوه
جلس
فادى جوار غيداء يضمها هى وطفلهم قائلا
هستناكم بس بلاش تتأخروا عن شهر ونص
رمقت غيداء فادى بنظره خاصه وصافيهفادي طوال الأشهر الماضيه بالغربه أثبت لها انه شخص يعتمد عليهربما أخطأ فى البدايهأو بالأصح أخطأ الاثنان لكن الفرصه التانيه أثبتت وأظهرت المعدن الحقيقي لمشاعر كل منهمهى كانت تتمنى عالم وردي فتحت عينيها على واقع ليس أسود به كل الألوان تستطيع هى أن تساهم فى رسم الألوان التى تريدها بهذا العالم
بيت رائف
على طاولة العشاء
تحدث صادق يسأل فاديه
مقولتليش يا فتوش أيه رأيك فى الطبيخ النهارده
ردت فاديه وهى تتذوق الطعام بإستمتاع
طعمه لذيذ اوى يا عمو تسلم إيديك
إبتسم صادق قائلا
تسلم عيونك يا فتوش وتقومى بالسلامه مقولتيشالنهارده كان عندك متابعه مع الدكتورهها أكدتلك إنها غلطانه وإنك حامل فى بنت مش بأف تاني
إبتسمت فاديه وهى تنظر نحو رائف الذى يتعامل ببرود مع تلقيح صادق عليهوردت بنفي
لأ يا عمو للآسف أكدت أن الجنين ولد
إمتعض صادق وهو ينظر الى رائف قائلا
واحد بأف هيجيب أيه غير بأف زيهعالعموم مش إشكال أهو يتحالف مع باباه البأف الكبيرإنما إنت وميلا ملكات البيت ده
ترك رائف الطعام قائلا
هما ملكات وانا وأبني هنبقى العبيد ولا أيهليه التفرقه العنصريه دىبس يا حاج صادق ده حتى حرام
حرام!
قالها صادق بزغر ثم نظر لجواره لم يجد شئ سوا طبق الشوربه فقام بقذفه على صدر رائف قائلا بإستهجان
طالما حرام بقى هتقوم من عالسفره ومش هتكمل عشاك وعشان عارف إنك بارد وتنح فرميت عليك طبق الشوربهيلا قوم شوفلك سكه
تبارد رائف ولم ينهض قائلا بغيظ ل صادق
لأ مفيش داعي أقوم شويه والشوربه هتنشف عالقميص هى مش سخنه اوى دافيه عادي
قال رائف هذا ونظر الى ميلا التى كانت تجلس على ساقى فاديه تطعمها قائلا
البت ميلا دى محظوظه عشان أنا باباه مش كده يا ميلا
أومأت ميلا رأسها ب لا
دى النقطه السيئه فى حياتها إنت وكل وإنت ساكت ومن أمتى كنت بتتعشي فى البيتطول الوقت كان معظم اكلك فى المطعم
نظر رائف ل فاديه التى تضحك قائلا بعشق
بصراحه الأول قبل فتوش ما تجي للبيت كنت بكسل أجى البيت وكنت باكل فى المطعم توفير يعنى لكن فتوش بقى عملت للبيت طعم تانى للأكل حتة لو مش هى اللى طابخهبس نفسها فى البيت
إبتسمت فاديهكذالك صادقالذى عاد يشعر بإحساس إفتقدهإحساس العائله الصغيره ألفه خاصه تخلقها الأنثى بالمكان التى تعيش فيه تعطيه دفء وسعاده
منزل الشردى ليلا
بدموع تتساقط من عيني سحر دون إراده منها ترثي بها حالها تشعر بخفقات قويه متآلمه بقلبها الذى ينتفض بعذاب وهى تتذكر صباح
حين ذهبت الى ذالك الكافيه التى سمعت إسمه من أطفالها أثناء زيارتهم المتكرره لها كذالك مدحهم فى زوجة أبيهم وأنها تتعامل معهم بصداقه مثلما كانت تتعامل معهم فاديه أو ربما فاديه كانت ومازالت لديهم لها شعور خاص أكثر محبه حتى من زوحة أبيهم التى تتآلف معهم بحياتهم مع فاروق
تذكرت بلوعه
فلاشباك
علمت عنوان ذالك الكافيه من أحدى بنتيها قررت الذهاب إليه لكن خشيت أن تتعرف عليها فكرت فى إرتداء نقاب فوق وجهها وذهبت الى ذالك الكافيه دخلت لكن تفاجئت بوجود فاروق يجلس خلف إحدى الطاولات يبتسم بمرح وهو يتحدث مع سيدهشعرت بتبس فى ساقيها للحظات قبل أن يأتى إلى مكان وقوفها أحد النوادل بالكافيه مرحبا بهاأمائت له ثم ذهبت تجلس خلف إحدى الطاولان القريبه من مكان جلوس فاروق وتلك المرأهتمعنت فى ملامحها لم تكن أجمل منهالكن بوجهها بسمه بشوشهربما إكتسبتها من عملها هنا بالكافيهلكن ما جعلها تشعر بحسره هى تلك اللمعه التى بعيني فاروق وتلك البسمه الودوده لم ترى هذا يوما حين كانت زوجته لم تنكر لحظتها أنها كانت مخطئه حين ظنت أن الود بين الزوجين ليس أهم من المظاهر الخادعه أمام الناس هى كانت تهتم
فقط بالمظهر زوجه وأولاد لكن بالحقيقه كانت ومازالت بعيده عن أبنائها بإرداتها لم تفرض عليهااخطأت حين كانت تتعمد الزن والذم ب فاروق وأنه لابد أن يسايرها فى تلك المظاهر الفارغههو كان يريد زوجه تحتويهلم يكن يريد زوجه ديكور أمام الآخرين أنهم سعداءهى لم تضع لها بصمه فى قلب فاروق ربما كانت محت تفكيره بأخرىنسيها حين وجد من تشاركه ما كان ينقصهزوجه تهتم بهيبدوا ذالك بوضوح من حديثهم معا البسمه لا تفارق وجه الإثنانبسمه تلمع بعين فاروق عكس العبوس التى كانت تراه سابقاكانت تتعمد أن تشعره دائما أنه مقصر فى حقها هى وأبناؤهكان هذا كڈب هو كان الاقرب لأبنائهم عنها
تحسر ودموع تسيل من عينيهاتلوم نفسها لما آتت اليوملترى هذا الموقف المدمي لقلبهاام لتحاسب نفسها على أخطاء الماضى لو كانت تجنبتها ربما ما كان وصل بها الحال الى ذالك الموقف العسير الذى إعتصر قلبها حين رأت نهوض فاروق وخلفه تلك المرأه وذهبت خلفه الى أن غادر المكان وعادت للداخل هذا ما كان يحتاجه منها فاروق بسمه وإحتواء هى كانت عكس ذالك نهضت هى الأخري
يكفى ما رأته اليوم لتشعر بالخساره المؤلمھ لها لكن أثناء سيرها كادت تتصادم مع چوري التى تفادتها ببسمهكانت تلك البسمه مثل سهم مسمۏم غزى جسدها بالكامل السم وإنعدم الترياق
عوده
عادت بدموع ندملم يبقى منها سوا أنثى شكلا
فقط والجوهر حسرات فى القلب
بغرفة وفيق
ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بسآم وتهتك فى قلبههذا الفراش ما جمعه لفترات مع فاديهكان يعتقد أنها ماعون له لا أكثركما أخبرته والداته لا تعطي لها أهميه أكثر فتتمرد عليكعليك أن تكون حازم معهاحتى ذالك العيب الذى لديك كذبه لا تفكر بها
تنهد بدمعة ندم وهو ينظر الى تلك الوساده الخاليه جواره فكر عقله بنفس اللحظه وتخيلها جوارها لكن حتى الخيال أصبح
محال حين تخيلها لم تكن معه بالخيال بل كان ذالك الآخر الذى تزوجته
تذكر قبل أيام حين كان يقضي بعض الاعمال الخاصه بالاسكندريه
وصدفه رأى فاديه تسير مع رجل يحمل طفلهلكن هنالك ما جعل قلبه يصبح فتات حين سقط بصره على بطنها المنفوخه تبدوا بوضوح حامل
غيره سيحصل على ما تمناه منها أن تنجب له طفل أو طفله لكن هو لم يأخذ بالأسباب وأخذ العلاج المناسب له لكن تكبر ظنا منه أن هذا ينقص من رجولته تنهد بسخريه يتسأل هل القدر هو مايرسم كل شئ بحياتنا أم نحن ندفع ثمن أخطائنا
سخر حين تذكر أنه بدأ يسترد مره أخري نشاط المصنع وبدأ بترميم الآخر ذهب فاديه التى تنازلت عنه كان له نجده بالوقت المناسب عاود المصنع مره أخري يستطيع العمل حقا أقل من السابق لكن تلك هى البدايه الجديده التى بدأت تؤتى بعض الثمار لكن رغم ذالك لا يشعر بلذه بأي شئ فقط إرهاق بالعمل يود أن ينتهي اليوم ويعود لفراشه وحيد مكمود نادم
﷽
الموجه_الستون_الخاتمه_النهائيه_ج
بحرالعشق_المالح
بعد مرور عدة أشهر
الاسكندريه
ڤيلا زهران صباح
دخلت منال الى غرفة المكتب مبتسمه لكن سمعت نهاية حديث ماجد عبر الهاتف إستنتجت أن ذالك الهاتف كان خاص بشآن