الخميس 12 ديسمبر 2024

رجل عطار كان عنده سبعة بنات

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


الضحك والمرح
مسحت ياسمينة دموعها ولمحت برهان ينظر إليها بإعجاب وڤضحت عيناه ما في قلبه لكنها لا تزال تحب الأمير محمود رغم قسوته عليها
لقد فاجئها كلام جارهم مسعود ولم تعرف ماذا تردلكن داوى إهتمامه بها كبريائها الجريح وهي ممتنة له كثيرا بذلك وفي نهاية الأمر برهان ولد لطيف ويهواها
كانت مشاعرها مضطربة وهي بحاجة الآن إلى الراحة لكن تذكرت في هذه اللحظة جارتهم منوبية وتساءلت من أين تعرف الأمير ولمذا لم يرسل القهرمانة كما تعود أن يفعل 

رافقها الشيخ إلى دارهم وحين فتح لها إخوتها الباب وجدتهم في أشد القلق عليها وكانت الكبرى تضع رداءا وتهم بالخروج للبحث عنها ولما رأينها صرخن أين كنت كيف تخرجين دون أن تعلميننا هل أنساك الحب وصية أبينا 
كانت ياسمينة تنتظر أن يغضب منها أخواتها وهن محقات في ذلك فهي نفسها لا تعرف لماذا تصرفت هكذا 
قالت لهنليس الآن وقت اللوم يجب أن نعرف لماذا فعلت جارتنا ذلك 
سألنها أحقا تلك اللعېنة هي التي أخرجتك 
اعتقدنا أنك ذهبت إلى القصر لرؤية الأمير فنحن نعرف أنك لم تعودي تطيقين صبرا على فراقه
أجابت لم يعد الحال كذلك لقد جاء إلى دار مسعود الخياط ولما رآني ألعب مع ولده أخبرني أنه لم يعد يرغب في رؤيتي ولا أي منكن
تساءلت الوسطى أنا لا أفهم شيئا كيف تلاقيتما في نفس المكان لا شك أن كل ذلك مدبر بعناية ولكن لماذا 
نظرت إليها أختها الكبرى وردت يبدو أن الجارة تتجسس علينا وعلمت رغبة الأمير محمود في خطبة ياسمينة فأرادت أن تفوز به لابنتها البائرة
لما سمعت ياسمينة كلام أختها ضړبت يدها عل رأسها وقالت كم أنا حمقاء كيف لم أفكر في ذلك لقد خدعت الأمير وهو فتى لا يعرف كيد النساء
لكن البنات قلن لا شيئ يبرر الإساءة إليك كان عليه أن يتريث حقا لا ندري كيف يحكم المملكة وهو بهذا الطبع السيئ 
ردت ياسمينة لم يعد يعنيني شأنه فلقد عرض الشيخ مسعود خطبتي لولده برهان وأنا أفكر أن أقبل فهم جيراننا وبيتهم واسع ولا ينقصهم المال Lehcen Tetouani
فرح إخوتها وأجبن الشيخ صديق أبينا وحكاية هذا الأمير لا نرتاح لها فهو فتى مدلل لا يمكن الوثوق به ومع ذلك صمتنا لأجلك ولكي تنسين حزنك على أمك وما أدرانا أنه الآن مع إبنة الجارة يلعبان في حدائق القصر فرغم قبح لسانها فهي جميلة
ما فكرت فيه البنات كان صحيحا فلقد كانت إبنة الجارة وإسمها نورة تجلس مع الأمير يتحدثان وقال لها أنا أحب الهواء الطلق والصيد ولا أهوى حياة القصور فهناك لا أشعر بالراحة
أجابته البنت أنا على عكسك يا مولاي أريد أن يحيط بي الخدم والحشم وأكلم الأشراف والملوك وأبتعد عن العامة فهم ناس لا خير فيهم
لما سمع الأمير ذلك تضايق منها فالعامة التي تتكبر عنها هم رعيته وجنده وقت الحړب ثم أن حياة الدعة والترف هو أكثر شيئ يمقته سألها حسنا هل تلعبين الشطرنج 
أجابتلا
قال لا بأس سأضرب على العود
وأنت تغنين
أجابت لا أعرف الغناء وأنا أكره الشعر والرسم
ما أتقنه هو الاعتناء بزينتي أليس هذا كافيا لبنات الأعيان 
نظر إليهاوسكت لقد كانت بعيدة عن ياسمينة في كل شيء ولم يجد لديها تلك الأشياء الصغيرة الي شدته لبنت صالح وبدأ يحس بالندم وقال في نفسه لا شك أنها تكرهني الآن
وهي محقة في ذلك
كانت الجارة في هذه اللحظة تنظر من بعيد وأحست أن لهفة الأمير على ابنتها بدأت تتلاشى وإنتابها القلق حين رجعت إلى الدار سألتها پغضب ماذا قلت له 
فلم يعد مهتما بك كما كان قصت عليها ما حدث فلامتها وصاحت في وجهها لماذا لم تكذبي عليه فهو لم يعشق ياسمينة إلا لأنها طفلة تحب اللعب والضحك والغناء
عليك أن تفعلين مثلها وإلا تركك
أما أنا فلم ينتهي عملي وشرارتي بعد فيجب علي أن أجد طريقة لينساها ولا يفكر بالرجوع إليها
في الصباح استدعى الأمير القهرمانة خديجة وأخبرها بما حصل البارحة فلامته عن ذهابه مع امرأة لا يعرفها
وقالت لههل نسيت أن عمك عارض تنصيبك على العرش لصغر سنك وقد يكيد لك ويأخذ مكانك فله كثير من الأنصار والأعوان
أحس الفتى أنه كان مغفلا لكنه قال أريدك أن تصلحين ما أفسدته مع ياسمينة وتعرفين حكاية تلك المرأة وابنتها نورة هيا أسرعي فأنا في إنتظارك وخذي كل ما تريدينه من هدايا للبنات
ردت القهرمانة سأفعل وأمري لله وأنصحك أن تبقى مكانك وتكف عن الخروج مازال لديك الكثير لتتعلمه عن النساء
لما وصلت خديجة دقت الباب
فردت ياسمينة من هنا 
قالت المرأة لقد أرسلني الأمير ليعتذر عما صدر البارحة إقتربت الأخوات وقلن لها لا نريدك أن تأتين إلى هنا مرة أخرى وإلا جعلناك تندمين سيخطب جارنا مسعود ياسمينة لإبنه برهان وهو صديق أبينا
أجابت خديخة أعطوني فرصة لأصلح ما حصل فلقد إحتالت جارتكم علينا ونحن نأسف حقا لذلك ولقد أحضرت لكن أثوابا من الحرير المطرز وعطورا وطعاما لنأكله مع بعضنا فلقد إشتقت لكن
ظهر التردد على ياسمينة وهمت بفتح الباب لكن إخوتها قالوا لها كفاية ما فعلناه منذ البداية كان خطأ لقد إستضفنا غريبا في الدار وخرجنا إلى الزقاق رغم وعدنا لأبينا يجب أن يتوقف ذلك هل فهمت ستنتظرين حتى يجيئ جارنا لخطبتك
أليس هذا ما تفاهمنا عليه
صمتت البنت فأخواتها كن على حق رغم أن حضور خديجة قد أثار شجونها فهي كانت تحبها كأمها وتتذكر كل لحظة قصتها معهم وكانت مستعدة لقبول إعتذار محمود
فالجارة إحتالت عليهما معا وهي أيضا لم تفكر فحبها للفتى جعلها تبدو حمقاء وتشعر بالخجل من نفسها.
ألحت خديجة على البنات لكنهن أجبنها بحدة
لن نفتح الباب حتى ولو صحت يوما كاملا في هذه الأثناء رجعت الجارة منوبية من السوق ولما رأتها
قالت في نفسها سترين ما أفعله بك ثم صعدت إلى السطح وصبت دلو الغسيل على رأس خديجة وصاحت إياك أن ترجعي وإلا خرجنا كلنا وضربناك بقسۏة
رجعت خديجة إلى القصر في أسوأ حال وقالت للأمير لا تطلب مني شيئ بعد اليوم إنس ياسمينة فسيتزوجها ذلك الولد الذي رأيتها معه وإياك أن تدخل إبنة منوبية مرة أخرى إلى القصر فأمها وقحة إسترح الآن Lehcen Tetouani
وبعد ذلك سأبحث لك عن فتاة جميلة مثل ياسمينة فلقد أصبحت الآن أعرف الأشياء التي تحبها في البنات
لم يجب الأمير وظهر عليه الحزن الشديد
وبعد أيام مرض وتوقف عن الأكل والشرب وجائوا له بالأطباء والمشعوذين فقالوا إنه مريض بالهوى وهذا لا علاج له وسمع عمه بحالته فإبتهج وقال لقد حان الوقت أن يبتعد هذا الغلام عن الحكم ويخرج للعب مع الصبيان
إحتارت القهرمانة ولم تعرف ماذا ستفعل فكرت قليلا ثم قالت في نفسها سأسأل عن دار مسعود الخياط وأكلمه لعله يجد حلا مع بنات صالح فالأمير لا يزال شابا ولا يستحق أن ېموت من أجل فتاة
بإمكان ياسمينة أن تنقذه وتصير أميرته فلقد أحست أنها لا تزال تحبه وما تفعله هو فقط دلال بنات من حينها إلتحفت بسفساري ثم
 

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات