رواية بقلم أميرة الشافعي
وليست أم همس الحقيقيه قالت بصوت مسموع يا رب
تعجب مراد من رد فعلها كان يشعر بحيرتها
فقال مبتسما خلاص يا شمس موافقه
ليلي بتردد بصراحه أنا مش هقدر أعيش معاكم لازم تفهم إن ده صعب لكن ممكن تيجو عندي تشوفوها
مراد بتفهم حتي لو كلامك مظبوط
لازم تعملي كده علشان همس
وبعدين دي فتره لحد ما همس تعرفنا وتتعود علينا وبكده هتعيش معاكي فتره وتيجي لأهلها فتره أرجوكي متصعبيش الموضوع
مراد برجاء من فضلك يا شمس ماتصعبيش الأمور
هزت رأسها بيأس وقالت موافقه بس
بس إيه قال مراد
ليلي بحيره جدتي
هاتيها معاكي من حقك طبعآ
نظرت له بيأس وهزت رأسها موافقه وقالت وهي تنظر إليه بتحدي وكراهيه أنا مضطره أنفذ طلبكم لأسباب خاصه بيه
لكن عمري ما هنسي ال إنت عملته معايا أنا وهمس وإنك سبب كل مشاكلي أد إيه كنت سعيده قبل ما أشوفك
شعر بكراهيتها له ولكنه تجاهل تبرير موقفه
وقال و دلوقتي إتفضلو علشان تتغدو
حاضر قالتها ليلي وهي تتبعه بهدوء
وجدت الجميع جالسين حول المنضده وإنصرف سالم إلي بيته
أشار لها شاكر لتجلس بجوار ماهي
ففعلت
أهلا وسهلا يا همس أهلا وسهلا يا شمس أهلا بيكو في بيت عيلة الخرافي قالها شاكر بإبتسامه مصطنعه
فين ممدوح ومراته سأل شاكر
ماهي وهي تضع الطعام بفمها هيتغدو النهارده في النادي علشان بيري عندها تمرين يا بابي
كانت ليلي تطعم همس وذهنها شارد فقالت لها نوال
ما بتاكليش ليه يا بنتي
وضع مراد قطعه من الدجاج إلتقطهما بشوكته في فمه ولم يتحدث إلا حينما سألته ماهي عن كرم فقال
غمزت ماهي لليلي وقالت بيتريق عليه علشان بدرس في كلية الفنون الجميلة
ثم لكمت مراد وقالت لماتتجوز إنت عجزت يا ميرو
نوال بمراره صحيح يا مراد نفسي أفرح يا بني وشهد
مراد أهي دي سيره تسد النفس الحمد لله
مرر الفوطه علي فمه وقام
ونظر لها وهي تطعم همس باهتمام وقال
شهد دي متعرفش تربي عيل صغير
شاكر خلاص أي واحده بنت عيله متعملش عملة
قاطعته نوال تحاول تحذيره شاكر تاخد بوفتيك
لا شبعت الحمدلله
شبعتي يا ميسو قالت ليلي بصوت منخفض لهمس
همس شبعت يا ماما
طيب ال يشبع يقول شبعت يا ماما
أخذتهم ماهي للداخل حيث غسلت همس يدها وفمها
كذلك فعلت ليلي
بعد قليل خرجت ماهي إلي عائلتها وهي تمسك همس بيدها
نوال بتساؤل فين شمس
بتصلي يا ماما في أوضتي
ماشاء
الله عليها قالتها نوال لينظر إليها مراد ويبتسم بهدوء
بعد قليل خرجت ليلي وعلي وجهها نضارة من أثر الضوء والصلاه
ونظرت لمراد متسائله ممكن بقي أرجع علشان جدتي لوحدها
أمر مراد السائق بتوصيلها إلي بيتها بمدينة المنصوره
بعد إنصرافها قالت نوال بتعجب
شكل شمس صغير قوي دا أنا لو معرفش إنها أم همس حفيدتي كنت قلت دي يا دوب تمنتاشر تسعتاشر سنه
ماهي بموافقه معاكي حق يا ماما والله بس
بصراحه شايفاها إنسانه لطيفه كان ليه حق مجدي يحبها
الله يرحمه قالتها نوال بحزن
وقف مراد عند البوابه الخارجيه يأمر السائق بتوصيلهما
وقبل أن تستقلا السياره نادي مراد بحنان وهو يفتح زراعيه لإستقبال الطفله وينظرإليها بمحبه
همس مش هتسلمي عليه
همست همس بعض كلمات في أذن ليلي فربتت ليلي علي كتفها وقالت شيئأ
فخطت الطفله خطوات نحو مراد بحذر لتقف بين زراعيه فينحني ليحتضنها ويقبل جبينها ويداعب أنفها بإصبعه بمحبه
لم تستجيب الطفله بشكل كامل ولم تنفر كذلك أيضآ
يلا يا حبيبتي مع السلامة قالها مراد وهويدفع همس بإتجاه السياره
إقترب من ليلي وسألها ممكن اعرف قالت لك إيه
ليلي بهدوء وشبه إبتسامه بتسألني عمو عماد حلو ولا وحش
قالت ذلك وإستقلت السياره جاذبه الصغيره بقربها
وإنطلقت السياره دون ان تنظر إليه أيآ منهما
ليهمس بإستنكار إيه حكاية عماد دي مش فاهم إيه ال جاب عماد لمراد
ست عجيبه جدآ بقي الأزعه المستفزه دي
ال حبها مجدي وتحدي الدنيا علشانها
في داخل الفيلا
خرج شاكر من مكتبه لتلتقط أذناه ماتقوله ماهي بخصوص رأيها في شمس
فقال محذرآ بصوت جهوري إسمعي منك ليها الكلام الفارغ ده تبطلوه
بلا لطيفه بلا مجدي كان ليه حق البنت دي لازم تعملو حدود بينكم وبينها فاهمين ولا لأ أنا مضطر أتعامل معاها علشان بنت مجدي
لكن ديمآ يكون فيه مسافه بينكم وبينها
طلعت ولا ونزلت بنت طه
البواب المچرم وش السجون
في عمارة سالم بالمعادي
في شقه في الدور الثالث فسيحه ومصممه علي أحدث طراز
وقد وضعت بعض التحف في أركانها بعنايه
لتتلائم مع ذلك الأثاث الفخم والمفروشات
القيمه
قالت شهدالفتاه الخمريه النحيفه ذات القوام الممشوق كعارضات الأزياء سوداء العينين والشعر رقيقة الملامح لأبيها سالم پغضب
وإزاي عمو شاكر يقبل إنها تعيش معاه يا بابي
يعني لما أتجوز مراد هعيش مع دي وبنتها في نفس الفيل
سالم ضاحكآ يا بنتي الفيلا دي يرمح فيها الخيل ولكل واحد جناح ملوش دعوه بالتاني
بس إتشطرو إنتو وإتجوز مش عارف مراد لحد دلوقتي مكلمنيش ليه مع أبوه ملمح لي كتيرقبل ما يرجع إبنه من السفر
شهد بإبتسامه واثقه هيتكلم يا باباه متقلقش
الفصل السادس الإعداد للزواج
في المساء دخل كرم بسيارته من بوابة الفيلا
ليتركها فى المكان المخصص ويدلف إلي الداخل
فتحت الخادمه وداد الباب الداخلي ونظرت بإعجاب لكرم الشاب الوسيم فهو مفتول العضلات ذوجسدالرياضي عريض المنكبين يميل للإمتلاء قليلا بملامح رجوليه وعيونه الواسعه وانفه المستقيم
وشعره القصير المجعد
وقالت بترحيب
إتفضل يا كرم بيه إتفضل يا حضرة الضابط
كرم بمرح
إزيك يا وداد
ماهي هنا
وداد بإ إبتسامه واسعه ثواني هنده لها من أوضتها يا حضظابط
صعدت للأعلي
وهمس كرم بإبتسامه حضظابط ياوداد
جلس ينتظرها وبعد قليل نزلت له ماهي وهي ترتدي فستان قصير بسيط وجميل باللون الأخضر وقد صفقت شعرها القصير الناعم الذي يصل فقط لأسفل رقبتها
ووضعت أقراط جميله في أذنيها
ماهي ليست بارعة الجمال فجمالها هادئ كشخصيتها ولكنها رقيقه جذابه
أهلآ وسهلآ يا كركر
كرم بإستياء مش قلت بلاش كركر دي
خلاها كروم كيمو أي حاجه منه لله مراد هوال طلعها عليه
ماهي بدلال لا إنت كركر عاجبك ولا مش عاجبك
كرم وهويلوي شفتيه خلي وداد تسمعك وتقولي حضظابط كركر تبقي كملت
ماهي بضحكه عاليه إنت عارف وداد طالعه تقولي أبو عيون سوده تحت
داعبت أنفه بدلال وقالت صحيح يا كركر عيونك سوده وواسعه ان شاء الله عاوزه ابني يطلع شكلك يا ابو عيون سوده
غمز لها كرم بعينيه وقال مازحآ طب ما يلا بقي نتجوز علشان أشوف إبني ده
قربت أيأس يا بنتي
جلست بجواره وهمست عامل إيه يا حبيبي
كرم بحنان تعبان قوي يا ماهي والله ما بين شغلي وأروح أطمن علي ولاد احمد أخويا الله يرحمه
خاېف أموت زيه قبل ما أفرح بشبابي
ما انتي عارفه طلع في مأموريه مرجعش
ماهي بڠصب حرام عليك يا كرم ليه بتقول كده
كرم بحزن عيال عندهم سنتين وتلت سنين ذنبهم إيه يتحرمو من أبوهم علي إيد إرهابين وهو بيأمن مكان إنطلب منه يأمنه مع مجموعه من
زمايله ولولا تعبت يومها كان زماني رحت معاه