الأربعاء 04 ديسمبر 2024

كنت استحم كل يوم في المرحاض

موقع أيام نيوز

قصه واقعية عامل النظافة وبناته
لم أخبر أولادي قط عن ماهية وظيفتي لم أردهم يوما أن يشعروا بالخجل بسببي. 
عندما كانت تسألني طفلتي الصغيرة عن عملي كنت أخبرها بتردد أني مجرد عامل يدوي..
قبل أن أعود لمنزلي يوميا إعتدت الإستحمام في أحد الحمامات العامة حتى لا يستطيعوا معرفة ماذا كنت أفعل.
أردت إرسال جميع بناتي إلى المدرسة أردت تعليمهم.. أردتهم أن يقفوا أمام الناس بكل كرامة وإعتزاز لم أرد أن ينظر إليهم أحد بإحتقار كما يفعل الناس معي فهم معتادون على إهانتي دوما.

إدخرت كل قرش ممكن من دخلي من أجل تعليم بناتي.
لم أشتري قميصا جديدا قط بدلا من ذلك كنت أستخدم ذلك المال في شراء كتبهم المدرسية الإحترام هذا ما تمنيت فقط أن يكنوه لي كنت أعمل كمجرد عامل نظافة.
في اليوم السابق لموعد تقديم إبنتي الأولى للجامعة لم أتمكن من توفير رسوم قبول جامعتها لم أستطع العمل في ذلك اليوم وبدلا من ذلك جلست بجوار القمامة محاولا أن أخفي دموعي نظر إلي جميع زملائي لكن لم يقترب أي منهم مني أو حاول الكلام معي.
لقد فشلت في تحقيق حلمها بدخول الجامعة وأنا أشعر بالحزن وانكسار القلب لا أعلم كيف سأواجه إبنتي اليوم وكيف سأجيبها عندما تسألني عن تلك النقود بمجرد دخولي إلى المنزل!
لقد ولدت فقيرا لقد آمنت حقا أنه لا يمكن لشيء جيد أن يحدث لشخص فقير وخصوصا كحالتي... بعد العمل أتى إلي جميع زملائي وقبل أن يتحدثوا بشيء جلسوا بجواري على الأرض وسألوني هل تعتبرنا أخا لك! قبل أن أجيب وجدتهم يعطونني أجر عملهم لذلك اليوم.
عندما حاولت الرفض واجهوني قائلين
سنجوع اليوم إذا تطلب الأمر لكن لابد أن تذهب إبنتنا إلى الجامعة إنهمرت في البكاء ولم أستطع الرفض.
في ذلك اليوم لم أذهب إلى الحمام للإستحمام كعادتي قبل العودة إلى المنزل لقد رجعت كعامل النظافة المتسخ الذي كنت عليه دوما..
الآن ها هي إبنتي على وشك الإنتهاء من دراستها الجامعية..
ثلاثة منهن لم يسمحوا لي بالذهاب للعمل بعد الآن لديها الأن عمل بدوام جزئي بجانب الجامعة والثلاثة الأخريات لديهن منح جامعية مجانية.
أحيانا تأخذني مرة أخرى لعملي القديم حتى يمكننا تقديم الطعام لكافة زملائي القدامى..
أحدهم وجد الأمر مضحكا وسألها لماذا تقدمين لنا كل هذا الطعام!
أخبرتهم إبنتي جميعكم تضورتم جوعا يوما حتى أستطيع أن أصير ما أنا عليه الآن فأدعوا الله أن أتمكن من إطعامكم جميعا كل يوم.
الآن لم أعد أشعر كأني شخص فقير.
فكيف أكون فقير وأنا أمتلك أولاد كهولاء!