قصة ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
جسمك إصابات.
دفعه يعقوب من أمامه پغضب
أوعى من وشي فين مراتي
وكاد أن يخرج من باب الغرفة أوقفه حديث الطبيب وكانت أقسى الكلمات التي سمعها طوال حياته
المدام اللي جابوها معاك دخلت العمليات الدكاترة حاولوا ينقذوها هي والجنين أنقذوا الجنين ودخلوه الحضانة لكن مع الأسف كانت هي إصابتها قوية وحصل لها ڼزيف في المخ البقاء لله.
أنا وانت يا بني بقينا زى بعض من غير أم كانت حبيبتي ومراتي وأمي.
انتبه إلى سؤال الممرضة ألتفت إليها وهز رأسه بالإيجاب فسألته وفي يدها قلم وتقرير طبي
حضرتك هتسميه إيه
عاد ببصره إلى صغيره وأجاب
يوسف يعقوب عبد العليم الراوي.
نتجاوز المحڼ والصعاب مع مرور الزمان لكن هناك ما يترك ندبات فى القلوب لم يستطع الزمن أن يمحوها و تظل ذكرى ترافق المرء حتى تصعد الروح إلى الرفيق الأعلى.
تسير بين المارة تتلفت من حولها ثم توقفت وانعطفت إلى حارة متفرعة من الشارع ولجت إلى داخل متجر لبيع قطع غيار الهواتف وتصليحها
حمزة يا حمزة
تناديه ولم تجد ردا منه ترددت أن تعبر هذا الباب الذي يؤدي إلى غرفة ملحقة بالمتجر وجدته منهمكا في عمله ولم يرفع عينيه حتى للنظر إليها نظرت إلى ملامحه التي تعشقها فكان ذو بشړة أقرب إلى لون الحنطة و فك عريض
يعني انت هنا وبقالك يومين مش بترد على تليفونك كل ما أتصل عليك نفسي أفهم أنا زعلتك فى إيه
أجاب باقتضاب وما زال لا ينظر إليها متعمدا ذلك
اسألي نفسك يا عروسة.
ضړبت بكفها على جبهتها وهي تتذكر ما يرمى إليه اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه
رفع وجهه وهو يحدق إليها بنظرته المسيطرة على حواسها وسألها بصوت أجش وڠضب زائف
والواد ده شافك فين إن شاء الله عشان يعجب بيكي ويجى يتقدم لك
ابتعدت خطوة إلى الوراء وبتوجس أجابت
في فرح واحدة صاحبتي.
نهض كالۏحش الكاسر
يقبض على ذراعها فصاح پغضب بالغ
عضت على شفتيها السفلى فأجابت وهي ترفع يدها بدفاع عن وجهها
والله كانت ماما معايا ويوسف وصلنا وفضل مستنينا وروحنا بعدها على طول نص ساعة بس اللي قعدناها
زاد من قبضته على ذراعها وهو ينظر إليها پغضب وذلك ما يظهره إليها لكن الحقيقة ما كانت سوى نظراته الأخرى ذات النوايا الخبيثة يستمتع برؤيتها في تلك الحالة وكم يعشق سيطرته عليها فبالرغم من تعليمات والدها الصارمة أن لا تتحدث معه أوتذهب للزيارة إلى خالتها لكن الممنوع مرغوب وبالفعل نجح حمزة في السيطرة على عقلها وقلبها معا كل أوامره تنفذها دون جدال كما يتقابل كليهما في السر دون علم من أحد.
أخبرها بنبرة كالفحيح محذرا إياها
أول وأخر مرة تعمليها يا رقية ولو حصلت والموضوع أتطور وأبوك جوزك حد ڠصب عنك أقسم بالله لأقتله وأقتلك انتي فاهمة
هزت رأسها في طاعة عمياء وأجابت
حاضر مش هتتكرر تاني بس بالله عليك ما تزعلش منى.
نفض ذراعها من يده حينما رأى ضعفها الذي يمكنه من امتلاكها كالدمية بين يديه.
ماشى هعديها لك المرة دي واعملي حسابك بكرة هاجي أطلب إيدك من أبوكي يا ريت ما يعملش زى المرة اللي فاتت ويتحجج بحاجات ملهاش تلاتين لازمة لأنه لو رفض هحطه قدام الأمر الواقع.
سألته بقلق
هتعمل إيه
ظهرت على ثغره ابتسامة ذئب ماكر فأجاب
هتعرفى كل حاجة في وقتها.
ظلت تتبادل النظرات معه ولم تفهم ما يدور في فلك أفكاره همت بالمغادرة وقالت
عن إذنك بقى أنا ماشية عشان ما أتأخرش أنا كنت قايلة لأمي هنزل أشتري حاجة وطالعة دا غير لو جاسر عرف إن أنا هنا عندك هيطين عيشتي.
كادت تتحرك نحو الباب فاعترض طريقها حدقت إليه بتوتر
فيه إيه يا حمزة
فيه إنك وحشاني قوي.
بس يا حمزة مش اتفقنا إننا مش هانعمل كدا تاني غير لما أكون حلالك!
ما أنا بعتبرك مراتي قدام ربنا دي مجرد تصبيرة بس لحد...
حمزة
كان صوت رجولي أجش يناديه في الخارج أخذت تصفع خدها وبصوت خاڤت
يا لهوي جاسر أخويا.
أشار إليها بيده وقال لها بهمس
خليكي هنا ما تتحركيش ولا أقولك أخرجي من الباب اللي على السلم وأنا هشوفه عايز إيه وهشغله لحد ما تمشى.
أهلا عاش من شافك كنت مختفي فين يا صاحبي
أجاب جاسر بزهو وفخر من ارتكاب ذلك الذنب الكبير دون ندم
أبويا باعتني عشان أستلم له بضاعة من مينا بورسعيد استلمتها وخليت الرجالة يودوها على المحل وأنا بقى اتعرفت هناك على حتة بت أبوها مصري وأمها من روسيا.
كان حمزة يستمع إلى ابن خالته وعينيه تراقب الطريق ويرى رقية تسير بخطوات سريعة حتى اختفت عن مرمى بصره.
آه يا ابن الذين واتعرفت عليها ازاى دي
رفع جانب فمه بابتسامة وأجاب
بتشتغل فى الجمارك في الإدارة أنت عارف بقى صاحبك لما بيلاقي حاجة حلوة ما بيعدهاش من تحت إيديه بالساهل هزرت وضحكت معاها ولاغيتها لاقيتها جاية معايا سكة طلع عندها شاليه في العجمي سافرنا على هناك وقضينا أحلى يومين.
عقب حمزة على حديث صديقه
مين قدك يا عم دا أنت جاسر الراوي اللى مفيش واحدة تقدر تقوله لا.
كم كان وقع هذا الإطراء على مسامعه يطربه ويجعله يستمتع بما سوف يرتكبه من معاصي وذنوب دون خوف من خالقه.
أمال إيه يا بني مفيش بنت عرفتها إلا وكانت زى الخاتم في صباعي شوفت بقى كنت هتنسيني اللي كنت جاي لك عشانه.
سأله حمزة باهتمام
خير يا صاحبي
جيبت ليا الحاجة
ألقى حمزة نظرة إلى خارج المتجر ليتأكد من عدم مجيء أحدهم إلى هنا ثم أخرج من جيب بنطاله لفافة صغيرة من الورق الأحمر قائلا
خد دى حتة بتلتمية جنيه أجمد من الصنف اللي قبله.
أخذها جاسر ورفعها أمام عينيه ذات النظرة الشيطانية المخيفة وقال
مش عارف من غير الكيف دا الواحد كان ممكن يقدر يعيش ازاى ولا أستحمل حتى أبويا
توقفت سيارة رمادية أمام المتجر الرئيسي لسلسلة متاجر يعقوب وأولاده ترجل منها شاب يافع متوسط الطول وعريض المنكبين ذو بشړة خمرية مثل والده يمتلك ملامح والدته حيث يتميز بالوسامة ولون العيون كالعسل الذهبي يحيطها أهداب سوداء كثيفة يهبط على جبينه بعض من خصلاته الفحمية المسترسلة.
استقبله عرفة الذي كان يقف أمام المتجر بحفاوة
نورت المحل يا ابن الغالي.
ابتسم إليه وأجاب
تسلم ليا يا عم عرفة.
ولج إلى الداخل متجها إلى مكتب
والده كان يجلس شاردا كعادته يبحر فى مخيلته مع التي سلبت قلبه ورحلت عن عالمه منذ واحد وعشرين عاما وما يعطيه بصيص من الأمل للاستمرار في العيش ما تركته له من ابن بار وصالح اسم على مسمي حقا لا ينسى تلك الأيام عندما تركه إلى زوجة عرفة ريثما ينتهي من مراسم الډفن و تلقي العزاء كانت تخبره دائما إنه طفل هادئ وذو طلة تجذب كل من يراه وكأنه محاط بهالة ملائكية جاذبة للمحبة وعندما انتهت أيام العزاء أخذه إلى زوجته راوية التي وضعت مولودتها فقرر تسميتها على اسم زوجته الأخرى المتوفاة تعجب على عدم تعليق أو اعتراض من ابنة عمه ظن إنها تحملت ذلك الأمر من أجل حالته التي يرثي لها كما طلب منها أن ترضع صغيره الذي رفض جميع أنواع الألبان الصناعية وبالفعل نفذت راوية طلبه على مضض أو ربما شعور بالذنب أو لأمر أخر فعندما حملته على ذراعيها نظرت إلى وجهه الملائكي وألقى خالقه محبته في قلبها قامت بتربيته وكأنها تكفر عن ما فعلته به.
السلام عليكم يا حاج يعقوب.
ألقى التحية على والده بمزاح ونظر إليه يعقوب مبتسما فكان في انتظاره رفع ذراعيه يسأله
عملت إيه يا غالى يا ابن الغالية
ارتمى بين ذراعيه وأخبره
نجحت بتقدير امتياز وسمعت أخبار حلوة من إدارة الكلية عن تعيين المعيدين واحتمال كبير أبقى معيد.
ربت والده على ظهره بفرح مهللا
ألف ألف مبروك ربنا يوفقك يا بني ويعلي مراتبك كمان وكمان.
انسحب من بين ذراعي والده قائلا
يا رب يا والدي وبرضو هيفضل مكاني في المحل زى ما أنا.
وضع يعقوب يده على كتف ابنه فقال
المحل محلك يا ابني وكل ما أملك بتاعك أنت وإخواتك وواثق إن على إيديك هتبقى سلسلة المحلات وهيبقى ليها فروع في كل محافظة.
أومأ إليه وبثقة أخبره
اطمن يا بابا ومش بعيد يكون عندنا مصنع وبنصنع ونبيع فى نفس الوقت.
إيدي على كتفك والفلوس جاهزة وانت بقيت خريج إقتصاد وعلوم سياسية قد الدنيا وعلى رأى المثل إدي العيش لخبازه.
عقب يوسف على حديث والده قائلا
بإذن الله يا بابا.
كدا فاضل حاجة واحدة بس.
نظر إليه باستفهام وسأله
حاجة إيه
أجاب مبتسما
العروسة.
5
كان هناك أيضا من ينتظر الفرحة بترقب تمسك بهاتفها وتنتظر مكالمة هاتفية تقضم أظافرها بتوتر فقالت لها ابنة خالها القريبة منها في العمر وصديقتها
إيه يا بنتي عمالة تاكلي في ضوافرك قربتي تاكلي صوابعك نفسها.
ألتفتت إليها بزاوية لتخبرها
خاېفة قوي يا أمنية نفسي أجيب تقدير عالي عشان أدخل الكلية اللي نفسي فيها.
أخبرتها أمنية بمزاح
ما تخافيش يا مريم بإذن الله هاتجيبي أعلى تقدير ما هو مش بعد ما كنتي بتفضلي سهرانة لحد الفجر بتذاكري ومش بعرف أنام بسببك وفي الأخر كل دا يروح على الفاضي.
ابتسمت مريم فازدادت جمالا تلك التي تمتلك ملامح والدتها بالإضافة إلى قدها الممشوق فالجمال نعمة ولدى البعض يصبح نقمة
إذا أتى على رأس صاحبته بالمصائب والابتلاءات.
ادعي ليا انتي بس من قلبك.
رفعت أمنية يدها في وضع الدعاء قائلة
يا رب يا مريم يا بنت عمتو ليلى تجيبي امتياز وتدخلي الكلية وأنا يا رب خلاص رضيت بالدبلوم بس مش عايزة غير حاجة واحدة بس إنه يكون جاسر الراوي يبقى من نصيبي قولي آمين يا بت يا مريم.
كانت تضحك على صيغة دعاء ابنة خالها هزت رأسها بسأم وقالت
آمين يا بنت خالي.
صدح رنين هاتفها الخلوي فانتفضت أجابت على الاتصال بقلب يخفق بقوة ويد ترتجف من التوتر والقلق
ألو.
.
أيوه أنا مريم هشام الوكيل.
.
اتسع ثغرها من الجانبين بابتسامة كادت تصل إلى أذنيها نهضت أمنية من مكانها والتصقت بها ثم وضعت أذنها على الهاتف بينما مريم كانت تكمل حديثها قائلة
حاضر شكرا لحضرتك الله يبارك فيك سلام.
لمست