معلمة حضانة اميرة الشافعي
وصياح مراد
وقفت ليلي ترتعد من الړعب والخۏف هل فقدت صغيرتها
همس حبيبتي همس
إهدي شويه قالها ممدوح
خرج مراد بالصغيره ومدد جسدها الصغير المتجمد بلا حراك علي حافة الحمام يحاول الضغط علي صدرها
ثم ركع علي الأرض وفتح فم الصغيره ليمنحها الحياه
وتبكي نوال بحسره
وتقف زيزي في شرفتها تنظر وتبتسم بإنتصار وزهو وتصرخ ليلي ويزداد نحيبها
سمع كرم وعروسه طرقآ علي الباب
قالت ماهي غريبه ماما قايله هيجولي بالليل مش بعد العصر
كرم بتفهم ممكن تكون ماما
دخلت ماهي حجرتها بسرعه لترتدي فستان مناسب لإستقبال الضيوف
ودخلت فاطمه السيده الوقوره بحجابها التقليدي وعباءه سمراء طويله
أهلا ماما أهلآ إيناس
إتفصلو في الصالون
دخلت إيناس تحمل عمر
وتمسك أمه يدعلي ليسيرمعها
هاتي يا ماما وتناول الصغير ويلعب معه هو وعلي
قالت فاطمه عقبال ما ربنا يديك يا بني
إبتسمت ماهي بخجل
وقال كرم إعملي حسابك يا ماهي أنا عاوز فريق كوره
فاطمه بجديه إقعد بقي يا كرم علشان عاوزاك وبطل لعب مع العيال
جلس كرم بجوار والدته وقال خير يا ماما
فاطمه بحزن أنا عاوزه أشتكي لك من إيناس
كرم بتعجب مالها إيناس
عمارته وهتروح تقعد فيها
بكت السيده بحزن لو عملت كده كأن أحمد لسه مېت النهارده أنا متعلقه بالعيال دول روحي و قلبي
علشان خاطري يا كرم قول لها يا بني ما تسبنيش
تنحنح كرم وقال لإيناس بحنان إيه يا نوسه هتزعلي الحجه منك ليه
إيناس بحزن يا كرم هفضل مشيلاكم همي أنا وولادي لحد إمتي وبعدين بابا ال طلب مني كده
إيناس بإبتسامه رقيقه خلاص يا كرم إنت أخويا وكلامك نافذ
دخلت ماهي تحمل أكواب العصير والحلوي
لتجد كرم يربت علي كتف إيناس بمحبه
تلون وجه ماهي ولكنها حاولت الإبتسام وقالت
إتفضلي يا طنط
إتفضلي يا نوسه
فاطمه بإستياء يا بنتي طنط إيه دي ال بتقوليهالي ما إسم الله عليها إيناس من يوم ما دخلت بيتنا بتقولي يا ماما
كرم يناول إيناس كأس العصير إشربي يا إيناس وكلي حلويات
إيناس ببراءه أنا كده هبقي دبه
فاطمه بإعتراض دبة إيه يا بنتي دا إنتي
مدملكه وبيضه وزي القمر
بعد أكثر من ساعه إنصرفو
ودخلت ماهي حجرتها لتجلس علي الفراش وهي منزعجه وغاضبه
كرم ينادي ماهي ميهو حياتي
مبترديش ليه يا ماهي
ماهي پغضب لو سمحت سبني لوحدي ياكرم
كرم بتعجب ليه حصل ايه
ماهي پغضب حصل إنك مبتراعيش مشاعري
حصل إستهتار يا كابتن
كرم بعصبيه فيه ايه يا ماهي ممكن تتكلمي من غير لف ودوران
ماهي بإستياء حاطط إيدك علي كتف إيناس وبتطبط عليها وكلي يا إيناس وإشربي يا إيناس
والحاجه والدتك تبصلي وتقولها دا انتي بيضه ومدملكه
يعني أنا ال وحشه بقي ولا إيه
كرم بإبتسامه غير انه من إيناس إخي عليكي يا ماهي
ماهي بعصبيه كرم متسطحش الأمور إسلوبك معجبنيش دي همجيه
كرم پغضب
شديد لأ بقي إنتي سؤتي فيها يا ماهي
ماهي بتزعق لي يا كرم
كرم أه بزعقلك وإنتي السبب
لم تتمالك ماهي نفسها فبكت بحرقه
تنهد پألم وقال بحنان ماهي أنا بحبك مش بحبك بس بمۏت فيكي يا حبيبتي إحنا بنسايس إيناس علشان الولاد
لو راحت عند أهلها علاقتنا بولادأحمد هتنهار شوفي عمو شاكر رغم عدم رضاه عن جواز مجدي الله يرحمه صمم وجاب همس ومستحمل مامتها ال بيكرهها
إبتسم وقال وهويرفع وجهها للأعلي
فهمتي يا عبيطه
لکمته ماهي بدلال وقالت أنا مش عبيطه
كرم وهو يضع يده علي بطنه ماهي سامعه عصافير بطني بتصوصو يلا إعملي لنا نتغدي
وأنا حجزت التذاكر علشان بكره هنسافر تركيا أسبوع عسل
ماهي بتذمر لأ عاوزه شهر يا كرم
كرم ساخرآ طب إدعي بس يسبوني الأسبوع
وإعملي حسابك كرم الحنون دا لما بيجوع بيقلب الرجل الأخضر ببقي متوحش
هرولت ماهي لإعداد الطعام
في فيلا الخرافي
إرتفع صياح نوال وبكاء ليلي وهن ينادو للصغيره المدده وقد بهت لونها
منحها مراد حياه أخري وقال پخوف ورجاء يا رب يا رب
سعلت الصغيره فهلل الجميع
وحملها مراد ليجري يها إلي السياره وهو يلهث ويقول تعالي معايا يا ممدوح
ليلي وهي تجري خلفه وتثبت حجابها حول رأسها أنا جايه
مراد وهو يضع الصغيره بالمقعد الخلفي
هدومك مبلوله
لتصيح ليلي دا وقته البنت بټموت يلا لو سمحت
نوال وهي تبكي لممدوح روح انت بعربيتك يا ممدوح وراهم انا بعتت وداد تجيب هدوم ناشفه لمراد وليلي يبقي يبدلو لبسهم بالمستشفي
قاد مراد السياره بسرعه چنونيه
جلست ليلي تحتضن صغيرتها الممده بجوارها
قالت پبكاء هستيري سمعتها يا مراد وهيه بتكح هيه عايشه مش كده
مراد بصوت مرتجف ماتقلقيش عايشه وقلبها بيدق ربنا يستر
صف سيارته أمام المستشفي وصاح بليلي
يلا ساعديني
صاح مراد دكتور بسرعه
مالها سألت طبيبه شابه
مراد بجديه وعبوس وقعت في حمام السباحه ڠرقت
طب سيبها إحنا هنشوف
نظرت لليلي الباكيه وقالت حضرتك هدي أختها وإحنا هنعمل اللازم أناودكتور وليد
همس مراد وهو يتجه نحو ليلي التي إنكمشت من الخۏف
تعجب لأنه مثل الطبيبه رآها صغيره كطفله
إنها ترتجف بشده وتبكي بدموع لا تتوقف
إن شاء الله هتبقي كويسه الدكتور طمني
إهدي
وليلي تبكي بصوت مرتفع
رفعت رأسها عن كتفه وكأنها أدركت ما فعلت للتو
فوسعت عيناها بدهشه وإبتعدت دون أن تتحدث وهي تنظر للأرض بخجل
لكنها صغيره ضعيفه شعرت بأنها تحمل مسئوليه جسيمه مسئولية طفله ټصارع المۏت
تنحنح مراد ومرر يده علي وجهه بعصبيه
وهو يزفر
ممدوح قال ذلك مراد عندما رأي ممدوح يقبل نحوهما وبيده حقيبه بلاستيكيه بها ملابس لكلا منهما
الفصل التاسع بين العقل والمشاعر
شاكر بذهول بتقولي إيه يا نوال البنت ڠرقت
نوال بحزن آه والله يا شاكر بس الولاد مرضوش يخدوني ومراد إتصل وقال إنها بقت كويسه الحمدلله وفاقت
شاكر پغضب كله من أمها المهمله ست زي قلتها
نوال بحزن حرام عليك يا شاكر دي شمس شكلها يقطع القلب
شاكر بغلاظه نوال حاولي تأخدي البنت عليكي خلينا نخلص من الحكاية دي
نوال مش فاهمه
شاكر پحده من إمتي يعني بتفهميني يا نوال ثم أردف
أنا رايح المستشفي
أشوف البنت
نوال بمحبه وأنا هطلب ماهي أقول لها إن إحنا هنروح لها بعد ما ترجع من السفر
شاكر بوجوم ما تعرفيهاش علي الڠرق والكلام ده
نوال بإستسلام حاضر يا شاكر
نزلت زيزي الدرج وهي متأنقه كالعادة
جلست بهدوء في علي مقعد مريح ونادت وداد
وداد بهمه نعم يا ست زيزي
زيزي
وهي تضع قدم فوق قدم وتتكلم بكبرياء
روحي هاتي كوباية ميه
هرولت وداد وعادت تحمل كأس به ماء وقالت بحزن إتفضلي يا ست زيزي
زيزي وهي تدعي البراءه
مالك يا وداد شكلك زعلانه ليه
وداد بحزن علي همس متدريش يا قلب أمها ڠرقت في حمام السباحه والست المسكينه جدة شمس سألتني عليهم وقلت لها راحو يزور الست ماهي شكلها تعبان قوي ومحبتش أخضها
زيزي بمكر هيه البنت لسه عايشه يا وداد
وداد بحزن اه الحمد لله نقذها مراد بيه الله يبارك فيه
خرجت نوال من حجرة المكتب حيث كانت تجلس وتتحدث هاتفيآ لإبنتها
نهضت زيزي لتقف وتتحدث بلهفه وطريقة تمثيليه
ألف سلامة علي همس يا طنط
الله يسلمك يا بنتي قالتها نوال بطيبه
في المستشفي
خرج الطبيب متهلل الوجه وقال يخاطب مراد بمرح الحمد لله البنت بقت تمام ربنا كتبلها عمر
جديد يا مراد بيه
مراد بإبتسامه صغيره الحمد لله
الطبيب هيه تمام تقدروا تأخدوها بالسلامة هيه بتنادي علي أمها يا ريت تندهلها
إستدار مراد ليتحدث مع ممدوح
الحمد لله يا ممدوح البنت تمام
أقبل شاكر الخرافي وهويصيح البنت جرالها حاجه يا ولاد
مراد بحنان بابا حضرتك جيت البنت كويسه وقال ناخدها ونروح
أمها الممرضه أخدتها علشان تغير هدومها
لما تيجي هناخدهمس ونروح
شاكر بلهجه حاده لأ يلا يا ممدوح هات البنت من جو هنمشي احنا ونبعت السواق يجيب أ مها
مراد بإستياء لأ يا بابا كده أمها هتتفزع والبنت كمان ميصحش يا بابا
حالا هيه دخلت تغير ومش هتغيب
دخل ممدوح ليشكر الطبيب ويحمل الطفله بين يديه ويخرج بسرعه ليقول
البنت اهي يا بابا
همس بضعف ماما ماما عاوزه ماما
شاكر بخبث يلا يا ممدوح علي العربيه يلا يا مراد قلت
لك هنبعت السواق لشمس
مراد بإعتراض يا بابا
لم يسمعه أحد وإنصرف شاكر يتبعه ممدوح يحمل همس
هز مراد رأسه بإستياء وهمس من بين أسنانه إيه ال بتعمله ده يا بابا
من غرفه جانبيه خرجت ممرضه تتبعها ليلي وهي ترتعد وتصطك أسنانها العلويه بالسفليه
إقترب مراد منهم وقال همس كويسه جدا وجدها أخدها وهنحصله
ظن أن ليلي ستعترض كالعادة ولكنه تعجب حينما همست بضعف
خدها مني خدها وراح
لتسقط علي الأرض
مراد بړعب شمس
الممرضه بخبره حرارتها عاليه وهتقلب حمي إزاي تسبها بهدوم مبلوله من ساعة ما دخلتم يعني تلت ساعات وزياده
شلها معايا يا أستاذ ندخلها جوا
إنحني مراد ليحملها ويتجه خلف الممرضه
لتصطك أسنان ليلي وتهمس غطوني بردانه قوي
وضعت الممرضه ترمومتر الحراره بفمها وقالت أنا هنادي الدكتور أيمن دي حرارتها أربعين
مرر مراد يده علي وجهه بضيق ونظر لها وقد غابت عند الوعي رغم إرتعادها
كانت تهمهم ببعض كلمات غير مفهومه
إقترب منها مراد ليستمع لما تقول
همست بطريقه طفوليه
همس وصية شمس أمانه ڠرقت
اه جدهمس
وأخيرا مراد سمعها جليه
ماذا تعني بتلك الهلاوس بوصية شمس بأمانه ولماذا مراد
ظل ينظر لها بتعجب وحيره وهي تكرر الكلمات
تركها ليخرج حينما دخل الطبيب
هاتف نوال وأخبرها بماحدث
نوال طيب يا بني متسبهاش حرام علي أبوك ال بيعمله ده كان إستني لما فاقت شمس وجابهم سوا
جلس مراد بإستراحه ينتظر خروج الطبيب
نظر بتعجب لشهد القادمه بإتجاهه يصطحبها محمد شقيقها
شهد قالها مراد بتعجب
شهد بحنان آه سألت عليك طنط وقالتلي ال حصل
محمد بإهتمام وهويتلفت حوله فين شمس أومال
مراد پحده جوه مريضه وبيسعفوها
خرج الطبيب أيمن
ليقول لمراد أمام شهد
المدام عندها نزلة برد مع إرتفاع جراره الحمد لله إنها في المستشفي وإلا كانت هتقلب حمي
عملنالهاكمادات وركبنا لها
محلول بيه مخفض الحراره ودوا مضاد حيوي
إن شاء الله لما حرارتها تنزل هتبقي كويسه
دي مجهده قوي يا مراد بيه خلي بالك منها
شهد بغيظ دي تبقي مرات أخوه يا دكتور
الطبيب بإبتسامه هادئة الف سلامه عليها
سبوها يومين يا جماعه هنا علشان الحراره الغاليه دي
والممرضه قاعده جنيها تتابعها عن إذنكم
محمد بإهتمام لا يا شهد واجب تخليكي جنبها وأنا هقعد معاكي ثم أردف
ممكن أطمن عليها يا مراد
مراد بضيق ما إنت إطمنت يا محمد
شهد بضيق ماهي مسافره وطنط قالت لي أروح أسلم عليها ومنجبلهاش سيره بال حصل
تعالي معايا يا مراد ومحمد هنسيبه مع شمس لحد ماتبقي كويسه
حد مراد شعره وزفر بضيق وقال
بقولك يا شهد لأ لازم تروحي تسلمي علي ماهي لكده ماما نزعل منك
روحي إنتي
ومحمد وأنا ورايا شغل هروح أخلصه وأحاول أحصلكم
شهد بدلال أولآ تقولي شودي وتدلعني
ثانيآ أنا عاوزاك معايا
مراد
بصوت أجش غاضب وبعدين بقي ف
لعب العيال ده
إنتبه لعدم وجود محمد بجوارهم
فقال محمد راح فين
شهد بلا مبالاه وأنا أعرف منين
تركها مراد وفتح باب الحجره التي ترقد فيها ليلي
ليجد محمد يجلس بجوارها علي طرف الفراش ويتأملها بصمت
وهي نائمه مستغرقه