ناهد
منحه
مدحت وهو بيبص للورق قدامه تمام عموما اول خطوه بتاعت شهاده محو الاميه سعرها فى التلت منح زى بعض تقدرى تشوفى التكلفة مع السكرتيره بره وانا وصيتها على اللى اتفقنا عليه وشرحت لها ظروفك وليكى تخفيض خاص المطلوب منك بعد ما تدفعى تمن الكورس تكونى متواجده تانى يوم من دفع الفلوس عشان تبدأى اول سكشن ليكى
مدحت متقوليش كده يا انسه نيران متنسيش ان استاذ عادل الله يرحمه كان صديق والدى فى الشغل والحاج بنفسه لما قولتله وصانى عليكى جامد ودايما كان بيشكر فى باباكى وسيرته الطيبه
نيران تبتسم بحزن ربنا يرحمه ..
مدحت بابتسامه اتفضلى
تخرج نيران من المكتب ووقفت مع السكرتيره تشوف التكلفة واټصدمت من المبلغ .. المبلغ كان رمزى جدا يكاد يكون منعدم .. ابتسمت بفرحه ومش مصدقه ان الحظ لعب معاها مرتين فى نفس اليوم الحظ! تستغفر ربها وتشكره وتحمده من قلبها على مساعدته ليها فى الوقت دا بالذات .. تخرج من الشركه وهى مبتسمه .. تطلع التليفون عشان تكلم مامتها قلبها اتقبض اول ما شافت اسمه اتصل تلت مرات وسايب رسالة .. تفتح الرساله بايدين بتترعش وقلبها بيدق جامد ..
تبص للرسالة بزهول من مقصد كلامه ليها واهانته الغير مباشره .. وفى لحظه كانت خلاص هتتصل بيه وتهزأه على كلامه لكن تقف وتقفل التليفون .. هتكلم مين !! .. الكلمة معاه بحساب وتمن غالى اوى وهى مش قد عصبيته تانى قلبها اتقبض من مجرد رساله منه .. لو سمعت صوته تانى وكلامه الصعب اللى دايما بيقوله وېجرحها بيه ايه اللى ممكن يحصل !! .. الاحسن تتجاهل كلامه هو ومامته اللى بقى زى السم فى عروقها .. تبلع ريقها ببطء فى محاولة لكتم دموعها بعد ما افتكرت صوره مع مراته .. تحط التلفون فى جيبها وتعدى على محل بتاع حلويات تشترى لمامتها الحلوى اللى بتحبها وتروح .. تخبط على الباب جامد وبتطبيل .. شويه ومامتها تفتح
نيران تنط عليها بفرحه باركيلى يا ماما باركيلى
ناهد قلبها ينشرح فجأة بسبب حالة بنتها .. تبتسم بفرحه بتخمين السبب ايه ادهم رجع وهياخدك
نيران تكشر حرام عليكى هى دى حاجه تباركيلى عليها دا انا اموت ولا انى اعيش معاه تانى
ناهد باستغراب اومال مالك فى ايه
ناهد تحضن بنتها بفرحه ودموعها نزلت دموع فرح ممزوجه بحزن دفين على الحال اللى بنتها فيه .. نيران تخرج من حضنها وتمسح دموعها وتبصلها وتقول بضحك بتعيطى ليه دلوقتى هو انتى فرحانه او زعلانه تعيطى
ناهد تضحك دى قرة العين دموع الفرحه يا حبيبتى دايما بدعى ربنا يقر عينى بعوضك عن كل اللى فات .. واهدى البداية اهى
ناهد
تحضنها ربنا يخليكى
ليا يا حبيبتى ..
تطبطب على ضهرها.. يلا ادخلى استحمى من تعب المشوار وغيرى هدومك وانا هحط الغدا عملتلك العجه اللى بتحبيها
نيران تبتسم لبساطة مامتها وتدخل اوضتها تغير هدومها وبعدين تخرج وياكلوا
عند ادهم قاعد هو وبوسى فى البار وبيشربوا لسه زعلانه
بوسى تضحك زعلانه ايه بعد الدلع دا كله بجد الخروجه كانت لطيفه اوى وحبيتها اتبسطت اوى بحبك اوى ياروحى
ادهم بخبث طيب انا صالحتك وانبسطتي مش جه وقتى انا بقى اتبسط
بوسى تضحك بمياصه تو تو مش هصالحك انت اللى هتصالحنى تانى
ادهم يبتسم كده بقى كتير
بوسى بدلع كتير عليا يا دومى
عدى اليوم تاني يوم الصبح .. نيران تروح تدفع فلوس المنحة وبعدها ترجع على المشغل عشان تشوف شغلها .. يعدى الوقت ويجي الليل
نيران انا خلصت خياطة الفستان دا يا مدام تسمحيلى اروح
علا بابتسامه اه طبعا روحى الوقت اتأخر متنسيش بكره تيجى بدرى عشان عندنا فساتين سهره كتير
نيران بحرج انا قولت لحضرتك على المنحه و....
تقاطعها علا ايوه صح معلش نسيت ياحبيبتى تمام خلصى الكورس بتاعك وتعالى
نيران بامتنان انا متشكره جدا لحضرتك حقيقى
علا لا شكر ع واجب
نيران تبتسم وتسيبها .. تدخل تغير لبس الشغل وبعدين تروح .. وصلت البيت ويدوب فتحت الباب تبص للى قاعد على الكنبه وتتخض ... اهلا بالهانم المحترمه اللى راجعه فى انصاص الليالى
تبلع ريقها بصعوبه وبتدور على حجه تقولها لانها مش عاوزه حد يعرف باى حاجه بتعملها
نيران بتوتر ازى حضرتك يا عمى
يقوم قاسم من على الكنبه ويبصلها ويقول بصوت عالى نسبيا الساعه داخله على واحدة! سيادتك كنتى فين لحد دلوقتى
نيران بحيرة وتوتر اكتر كنت .. اااا .. كنت .. اه كنت عند صاحبتي
قاسم بشك صاحبتك! .. لحد دلوقتى
نيران بسرعه اصلها تعبانه وكانت محتاجالى جانبها فڠصب عنى اتأخرت
قاسم يربع ايده واسمها اية صاحبتك دى وساكنه فين !
نيران تحس انها محاصرة بأسئلته اللى ملهاش اجابه لانها للاسف ملهاش صحاب تبص للأرض وتسكت
قاسم بزعيق واضح يا مدام ان مفيش صحاب ولا حاجة وحضرتك بتكذبي
ناهد تدخل بصرامه انت بتكلمها كده ليه وفاتح تحقيق معاها ليه بنتى وانا عارفه كانت فين ومحدش ليه انه يعرف غيرى
يحول نظره من نيران لناهد بنتك دى تبقى بنت اخويا ومرات ابنى ولو وافقنا انها تمشى وتعيش لوحدها فدا عشان ابنى اللى عاوز كده .. لكن ميمنعش انها لسه على ذمته ومحدش ليه كلمه عليها غيره
ناهد اديك قولت محدش ليه كلمه عليها غيره يعنى انت كمان ملكش دعوه بيها وبعدين لما ابنك يبقى راجل وياخد مراته ويستتها او على الاقل يطلقها ويخليها تشوف حياتها يبقى تيجى تتكلم إنما ابنك راميها بقاله شهور ومعلقها على ذمته ولا هى طايلة سما ولا ارض والاسم متجوزة يبقى ملوش كلمه عليها يا قاسم بيه !
قاسم بنرفزه على اساس انه اتجوزها برغبته وكان عاوزها وحصل خلاف مثلا مش دى وصيه عادل! هو بمزاجه يطلقها ماهو لو مكنش وصيته كده كان زمانها أطلقت من سنتين من ساعت مۏت ابوها
ناهد بصوت عالى وهى وصية اخوك انه يذلها ويرميها ويروح يتجوز ويعيش حياته ويدفنها بالحيا هى ايه ذنبها فى كل دا! مش من حقها تتجوز وتعيش حياتها مع راجل يصونها والله لو ابنك مش قادر يكمل معاها انا اللى بقولك خليه يطلقها ومش عاوزه الوصية تمشى انا عايزه افرح ببنتى وعيالها انا لو مت بنتى هتتبهدل معاكو
قاسم القرارات دى مش ليا فى كبير للعيله تبقى تروحى وتكلميه فى حواراتك دى ودلوقتى انا معنديش وقت اضيعه معاكو .. بكره الصبح هبعتلكم السواق عشان ترجعوا القصر ابويا بنى ليكو دور مخصوص وسلم خارجى منعا للمضايقات اللى بتحصل ....
تقاطعه نيران واحنا مش هنرجع وقول لجدو كتر خيره بس تعب نفسه على الفاضى لانى مش راجعه البيت دا تانى
قاسم مش بمزاجك يا هانم .. امك هى اللى ليها الاختيار تيجى او تفضل هنا لكن حضرتك دا امر عليكى ولو مجتيش بمزاجك ادهم لما
يرجع هيجيبك ڠصب عنك
نيران تتعصب هو حضرتك مش شايف ان ابنك ملوش اى حقوق عليا انت عمال تقول حقه يعمل وحقه يسوى ولا كأن ابنك معتبرنى مراته فعلا .. بص ياعمى انا مش هرجع ولو الدنيا أطبقت على الأرض مش راجعه وخلى ابنك يعمل اللى هو عاوزه دا لو قدر يعمل اصلا ومخافش من الهانم اللى اتجوزها
قاسم وقال بزعيق اتكلمى عدل يابت انتى واياكى صوتك يعلى عليا فاهمه ولا لا وابنى يقدر يجيبك ويجيب اللى خلفوكى كمان وكلامى مش هكرره تانى وبكره هتكونى فى القصر وكلمه زياده هاخدك ڠصب دلوقتى وهتشوفى نقدر ولا لا
ناهد تشد بنتها من ايده وتقف قدامه وتبصله وبتقول بصوت عالى انت بتمد ايدك على بنتى ليه! كل دا عشان مش عايزه تعيش معاكم .. وايه حكايه ڠصب ڠصب هتخطفوها يعنى ولا هتعملوا
ايه !! انت فاكر نفسك عشان واصل محدش هيقدر عليكو والله دا اخرب الدنيا لو حد مس شعره منها
قاسم يتجاهلها كلامى مش موجهه ليكى وانا مش هرد عليكى احتراما لاخويا الله يرحمه .. لكن بكره بنتك هتكون عندنا عاوزه تشرفى معاها اهلا وسهلا مش عايزه يبقى مسمعش صوتك انتى كمان
نيران كانت لسه هتتكلم لكن تتفاجئ بيه بيزقها هى ومامتها وبيتخطاهم ونزل على السلم .. تقفل الباب وراه وتبص لمامتها اللى بدأت ټعيط ..
ناهد بصوت مبحوح لا مش كلام وعمك مش هيسكت وهيقول لجدك على كل حاجه وحتى لو مش عاوزينك وكان كلام هياخدوكى عندا فيا بعد اللى حصل دول ميعرفوش يعملوا اى حاجه غير أذية الناس وبس
نيران لو عملوا كده هكتب لهم تنازل عن ورثى وابنهم هيطلقنى فى نفس اللحظه .. هما مش عاوزين الا الفلوس وخلاص .. هما اصلا بيتمنوا كده و...
تقاطعها ناهد بتحذير اوعى تعملى كده اوعى دى فلوسك وفلوس ابوكى اللى كلوها منه طول حياته ابوكى عمل دا كله عشان يضمن لينا عيشه مرتاحه اوعى تضيعى كل دا اوعى
نيران تبعد عنها على اساس ان العيشه معاهم مرتاحه! انتى مش شايفه اللى احنا فيه او بمعنى اصح اللى انا فيه
ناهد ربنا هيعوضك عن كل دا انا واثقه ان كل حاجه هتكون كويسه محدش بيعانى طول عمره اكيد هيجى يوم والدنيا هتضحك لك فيه
نيران ماما انا لو معملتش كده هياخدونى فعلا .. ادهم يقدر ياخدنى بالقانون حتى لو رفضت دا بعيدا عن انه واصل وبعيدا عن ان القانون نفسه تحت رجلهم اى راجل يقدر ياخد مراته بالقوة فعلا .. لازم اعمل كده والا كل حاجه بفكر فيها هتنتهى وهعيد نفس الايام دى بمرارة وذل اكبر .. غلينى ارجوكى انا مش عاوزة اتذل معاه كده تانى
ناهد حست انها بين نارين .. فلوس بنتها وجوزها وسعاده بنتها .. مش عارفه تتصرف ازاى .. جواها احاسيس متناقضه .. بنتها محتاجة للفلوس ومحتاجه تتمتع بخير باباها وفى نفس الوقت بتتهان وبتسمع كلام هى فى غنى عنه .. مش عارفه تقولها ايه او تتصرف ازاى كل اللى تعرفه
ان الفلوس دى