الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

ذهبت ام عبدالله ماشية إلى عرفات

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


وبدأت اتيقن أن كريم لم ولن يستطيع أن يساعدني لانه لم يستطيع مساعدة نفسة ولم يجد شربة ماء يحيي بها نفسه وزوجته
وفى هذه اللحظة فقدت كل أمل انتظره من البشر وصړخت باعلى صوت عندي وقلبي يدمي
مليش غيرك يارب .. مليش غيرك يارب
وصړاخي هذا لفت أنظار كل من حولى وحتى البعيدين عنى
واتى أكثر من اخ جزاهم الله خيرا للمساعده وحاولنا أن نجلب كرسي متحرك ولكن لم يستطيعوا

وهنا قد فقدت كل قوتي تقريبا وقعت ام عبدالله منى على الارض وانا خررت بجانبها ووضعت رأسها على رجلى كى لا يصيبها أحد من كثرة التدافع ولله الحمد لم يمسها اى شيء من التدافع والزحام
كانت أم عبدالله طوال الساعتين تتكلم بكلام غير واضح ولكن أظنه توصيني بابنها الوحيد واظنها ايضا كانت تذكر الله وتلبي
حتى وقفت شفتاها ولكنها تتنفس بصعوبة جدا
وبعد ساعة أخرى أتى لى ابن اختها الآخر ايمن
وهى كانت تتنفس بصعوبة جدا
فحاول ايمن أن يعيدها لوعيها ولكنه لم يستطيع أيضا فجلب كرسي متحرك واتى ووضعناها على الكرسي وذهبنا للمركز الطبي القريب من مسجد نمرة ووجدت أمام المركز اموات على الأرض ومرضى أيضا كثيرين وحاولنا الدخول لنسعفها ولكن المركز رفض لأن لا يوجد مكان وظللنا تقريبا نصف ساعة ولم نستطيع أن ندخلها المركز
وفى طريقنا للمستشفى بام عبدالله كان اخى واقاربي الذين طلبت منهم المساعده سابقا قد وصلوا لكريم وأخذ اخى زوجة كريم للمستشفى وهى حالتها صعبة جدا ولكن الحمد لله تم اسعافها وهى حية ترزق الان
والاخرين اسعفوا كريم ونقلوه أيضا للمستشفى وهو أيضا حي يرزق الان
فذهبنا انا وأيمن بأم عبدالله لمستشفى نمرة وفى طريقنا وجدا مركز الإسعاف فدخلنا ووالله المكان كله إنقلب رأسا على عقب حتى يسعفوها ولم يستطيعوا واركبوها عربة الإسعاف ونقلوها إلى مستشفى نمرة ولكن كانت قد فارقت الحياة
فارقت الحياة من ارض عرفات
فارقت الحياة وهى محرمة
فارقت الحياة وهو ملبية
فنحسبها حسن خاتمة 
وستبعث ملبية لله تعالى
فوالله ثم والله ثم والله بكيت عليها كأني لم ابكى من قبل
وحزنت عليها حزنا شديدا على الرغم انى لم اعرفها ولم اتكلم معها طوال حياتي ولكن عشت معها اربع ساعات وهى ټموت بين يدي وقلبي يدمي من الاحساس بالعجز الذي كبلني ولم استطيع أن أفعل لها شيء.
ولكن ابشركم أنه قد صلى عليها فى الحرم المكي 
ودفنت داخل حدود الحرم
فأسأل الله تعالى كما قدر
لى أن ټموت
بين يدي
أن يرزقني حسن الخاتمة كما رزقها
بعد ډفنها سألت كريم ابن اختها ماذا فعلت ام عبدالله فى حياتها حتى ټموت هذه المېتة
فقال لى أنها كانت بارة بأمها بر لا نظير له
فكانت متكفلتة برعاية أمها حتى ماټت أمها وكانت تتصدق لأمها بعد مۏتها
وسألت النساء معها بالسكن كيف كانت تتعامل معكن قالو
لم تترك أحدا إلا وتبتسم له وتلاطفه بطريقتها الخاصة.
عندما علمت أن ماء الشرب الموجود فى السكن يشترى بالمال أحبت المساهمه فيه ابتغاء مرضاة الله.
عندما كانت تحدث اى مشاحنة بيننا كانت هي تلطف الأجواء بين المتشاحنين.
فأسأل الله سبحانه أن يرحمها ويغفر لها وتقبلها عنده 
وأسأله سبحانه أن يشفعها فينا يوم اللقاء
واقول لابنها الوحيد عبدالله انا أعلم ان قلب يعتصر الما
وتتوجع من فراقها ولكن عزاءنا أن أمك ماټت مېتة كل المسلمون يتمنوها لأنفسهم فإصبر واحتسب وأسأل الله أن يلهمك الصبر .

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين