رواية جديدة كاملة بقلم علا السعدني
لازم نتكلم
عاوزة تعرفى ايه !
انت عرفت منين
ابتسم هو بسخرية ونظر لها بطرف عيناه ثم قال
هو ده اللى فارق معاكى !
ارجوك كلمنى زى ما بكلمك انا مش عاوزة ألغاز
أنتى عارفة أننا شوفت بعض قبل كده فى السويس مش كده وأنا اعرف اختك كويس
رفعت هى أحدى حاجبيها ولكنها سرعان ما فهمت إلى ما يرمى بكلماته تلك ثم هزت رأسها بأستيعاب وقالت
ايوة ٠٠ اصل شكلك انتى واختك بيقول ان انتوا ولاد ناس ويعنى ٠٠ فى العربية بتاعتك لاقيت سلسلة مكتوب عليها اسم آسيا وده اللى شككنى عشان اسئل اصلا والصراحة فاروق عارف كل حاجة عن برنسيس فمكنش صعب أعرف
ضمت هى يدها بقوة كيف لها أن تخطئ ذلك الخطأ فقد نست تماما أمر تلك السلسلة فرفعت أحدى حاجبيها ثم قالت
انا متعودتش حد يحقق معايا كده
مسحت آسيا وجهها بكف يدها ثم قالت
موضوع العيال اللى كانوا هيسرقوك ده تمثيلية صح ! تمثيلية عشان تكشفنى مش كده
اجابها يونس ببرود
أنا معرفش أنتى بتكلمى عن ايه ! واكشفك ليه اصلا بس انا مش لاقى مبرر لواحدة ظابطة تيجى تشتعل عندنا سكرتيرة شايف الموضوع غريب شوية
حاسب ع كلامك واحنا هنا لوحدنا
ابعدها يونس عنه ثم نظر لها بلا مبالاة وإلقى نظرة على الأوراق التى أمامه ثم قال
قولتلك انى مش عاوز اعرف انتى جاية ليه اصلا وانى مش هقول لحد خلاص خلصنا
وقفت آسيا بعيدا عن
ذلك المقعد الذى أمامه وظلت تنظر له بريبة فلا تعلم أتثق به وتصدقه فالذى ستفعله مجازفة هل هى مضطرة تثق بأحد يعمل مع أنس !! ليس هذا فقط بل من عائلته أيضا نظر لها يونس ثم قال
شعرت آسيا بصداع يتسرب إلى رأسها من كثرة الأفكار التى تجول برأسها لذا قررت أن تترك مكتبه وتذهب بعيدا عنه ٠٠
جلس أنس فى مكتبه بمنزله وكان يجلس أمامه احد رجاله رفع أنس عينه له ثم قال
بص انا عارف ان مدحت الشريف هيستلم النهاردة خلال يومين عاوزك وهو رايح تحصل مواجهة وتاخدوا البضاعة
بس يا باشا ٠٠
الرجالة متعودة ع كده ٠٠ هو فاكر انه علم عليا بمۏت ناجى بس انا مش هسيبه لازم أحرق قلبه ع البضاعة دى
هز الرجل رأسه بالإيجاب ثم قال
طب وبالنسبة للعملية بتاعتنا
احنا
ابتسم أنس وهو يفرك يده تحت ذقنه ثم قال
لا انا عاوزك تعرف بس اننا مهديين اللعب بس انا عاوز يوصل للمباحث خبر بأن فى شحنة هتوصل كمان اسبوع
أبتسم أنس وهو يعود بمقعده للخلف بإريحية ثم قال
لا انا عارف هوصل ده ازاى ٠٠
بينما كان مراد فى الغرفة يقرأ كتاب ما وجد شروق جالسة على الفراش وهى تشعر بحزن شديد فترك الكتاب الذى بيده ثم جلس بجوارها وقال
شروق من ساعة ما جيتى وانتى شكلك كده مش معقول هتفضلى كده
لم تستطع شروق أن تكتم دموعها أكثر من ذلك لذا أنهمرت دموعها فشعر مراد بالأسف على حالها ولكنه أقترب منها وظل يهون عليها ثم قال
مش بحب اشوف دموعك وانتى عارفة
تحدثت هى بين شهاقتها
ا٠٠ انت عا٠٠ عارف انا جاية هنا ليه ٠٠ جا٠٠ جاية لبابا وماما عشان وحشوني بس٠٠ بس لما شافونى مفيش منهم أى اهتمام ٠٠ انا ٠٠ انا تعبت يا مراد لحد امت ٠٠ لحد امتى مش هبقى فى حسابتهم كده لا استقبلونى كويس ولا حتى صمموا انى افضل معاهم يومين ولا اى شئ اول ما روحت سلموا عليا عادى وبعدين بابا راح الشغل وماما قالتلى صحابتها مستنينها فى النادى ٠٠ وانا ٠٠ انا كان نفسى اشوفهم واقعد معاهم
ابعدها مراد ثم قام بمسح دموعها تلك التى تنهمر من اعينها وقال
انا مش هدافع عنهم ٠٠ بس هما ع طول كانوا كده يا شروق ده شئ مش جديد عليكى
رفعت هى بصرها تجاهه ثم قالت
فعلا مش جديد بس تعبت نفسى احس بأهلى ٠٠ احس انى مهمة عندهم زى ما هما مهمين عندى بس واضح ان ده شئ صعب مش بس صعب ده مستحيل هما هيفضلوا لحد امتى انانيين ٠٠ اما حتى حد فيهم سئل عن العملية اللى هعملها للدرجة دى انا مش فارقة معاهم
اخذ مراد نفس عميق ثم قال
عشان خاطرى يا شروق متتعبيش نفسك ٠٠ يعنى وجودى جنبى مش مكفيكى !
ابتسمت شروق ثم قالت
انت وجودك فى حياتى اغلى من أى شئ ٠٠ والحاجة الوحيدة اللى بحبها فى حياتى
ابتسم هو قليلا ثم غمز لها بعينه اليسرى وقال
بحبك
شعرت هى بالخجل ثم ابعدته عن قائلة
بطل تكسفنى بقى
مش هسكت غير لما تقولى بحبك
بس بقى
قلت قولى
يا رخم
لا التانية بحبك
فتحدثت بصوت منخفض قليلا ثم قالت
بحبك يا رخم
أنتهت آسيا من العمل ثم ذهبت إلى سيارتها وهى تفكر فى يونس وماذا عليها أن تفعل معه هل يجب أن تتحدث مع رئيسها بالعمل أم تتصرف هى ولكن ليس عليها أن تثق به ربما يخدعها هو و أنس زمت شفتاها بضيق فقد انهكت عقلها بالكامل من كثرة التفكير فى هذا الأمر استقلت السيارة الخاصة بها وهمت لتضع مفتاح السيارة لكى تبدء القيادة ولكن وجدت أحدهم يركب السيارة فى المقعد الذى بجوارها رفعت رأسها لكى ترى من ذاك فأتسعت عينيها ثم قالت
انت !!
الحلقة الثانية عشر
ابتسم وهو ينظر لتعابير وجهها المتفاجئة ثم قال بنبرة حنونة
وحشتينى
شعرت هى بتوتر كبير ولكنها ضمت يدها لتقول
عاوز ايه يا عزت وعرفت منين انى شغالة هنا !
امبارح بعد ما مشيتى مع المستفز اللى كان معاكى ده خرجت من المطعم ومشيت بعربيتى وراكى وفضلت قاعد تحت بيتك لحد الصبح لحد ما نزلتى وروحتى هنا وجيت وراكى واستنيتك لما خلصتى الشغل
رفعت آسيا أحدى حاجبيها ولكنها نظرت إلى ملابسه فبالفعل تلك هى نفس الملابس التى رأته بها بالأمس ابتلعت ريقها ثم قالت
انت اكيييد اټجننت
آسيا انا حاولت كتييير اكلمك وافهمك واعتذرلك وانتى رافضة انا عارف ان اللى هببته مش صح و غلط غلط كبير كمان بس انا بجد نفسى تدينى فرصة ٠٠ فرصة واحدة يا آسيا وهبقى اسعد واحد فى الدنيا
اللى اعرفه انك دلوقتى خاطب سمعت ده من مراد
لاحت على وجه عزت ابتسامة جذابة عندما استشعر غيرتها ثم قال
انا سبتها امبارح ٠٠ انا اصلا مكنتش مرتاح معاها وخطبتها من كتر زن امى مش اكتر لكن اول ما شوفتك حسيت
ان قلبى ملكك انتى وبس
شعرت اسيا بالسعادة بداخلها ولكنها لن تضعف مرة آخرى أمامه يكفى ما مرت به معه فوضعت يدها على اذنها مانعة إياه من الحديث أكثر من ذلك وقالت
ارجوك امشى انا مش عاوزة اتكلم ولا عاوزة حتى اشوفك
أمسك عزت يدها تلك التى كانت واضعة إياها فى أذنها وابعدها عنها لكى تستمع له ثم قال
انا هنزل دلوقتى بس دى مش اخر مرة هحاول اشوفك انا ما صدقت لاقيتك يا آسيا ومش هفرط فيكى ابدا
ثم تركها وترجل من السيارة فأمسكت هى رأسها من كثرة احاديث النفس التى كانت بداخلها فقد كادت أن تضعف له مرة ثانية بعد ما فعله بها وما قاله عنها كيف لها أن تضعف أو تلين أمامه أيضا وجوده بقربها فى ذلك التوقيت خطأ كبير يضر عملها هى لن تسمح له أن يقضى على عملها
كما قضى على مشاعرها من قبل ٠٠
بينما كان يونس يخرج من البوابة الرئيسية للشركة وجد عزت يخرج من سيارة آسيا شعر بغيظ شديد ولم يكن يعلم مصدر ذلك الغيظ أو الڠضب الذى يشعر به حينما يرى ذلك المعتوه بجوارها ضم قبضة يده بغيظ شديد ولكنه وجدها قد ادارت محرك السيارة واختفت عن انظاره فذهب هو تجاه سيارته مع ذلك الڠضب الذى يحمله بداخله ٠٠
عادت هايا من الجامعة وكانت فى طريقها للصعود للطابق العلوى فى ذلك الوقت كان أنس يخرج من مكتبه فلاحظ عدم وجود أصالة فقال بصوت مرتفع قليلا
هايا !!
إلتفت له هايا ثم قالت
خير يا ابيه فى حاجة
أبتلع ريقه ثم قال بتردد
او٠٠ اومال فين صاحبتك دى مش بتيجى معاكى كل يوم
اه أصالة ٠٠ اصلى النهاردة معزومة ع الغدا مع جارتنا فاطمة فمش هنعرف نذاكر سوا عشان كده يدوبك جاية أخد شاور والبس واروح ل فاطمة
اه اه ٠٠ تمام ماشى ٠٠ متتأخريش فاهمة
حاضر اصلا كنت هطلع اخد شاور واجى اقولك
ماشى يا ستى يلا شوفى حالك
أبتسمت هايا قليلا ثم إلتفت لتصعد مرة أخرى إلى الطابق العلوى بينما ذهب أنس مرة أخرى لداخل مكتبه واخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم أخرج رقم أصالة وبحث عنها فى تطبيق الواتس آب ثم حك مؤخرة ذقنه وقرر أن يبعث لها اول رسالة بينها وبينه
كان نفسى اشوفك النهاردة
فى تلك الأثناء كانت أصالة تتناول طعامها وهى تشاهد التلفاز فأمسكت الهاتف لكى ترى من قام بأرسال تلك الرسالة لها ولكنها رفعت أحدى حاجبيها فهى لم تكن تعلم أن ذلك رقم أنس فلم تهتم بالأجابة على ذلك الرقم فظنت أن أحدهم قد قام بأرسال تلك الرسالة عن طريق الخطأ وتركت الهاتف وأكملت تناول الطعام فوصلت لها رسالة آخرى فزمت شفتاها وأمسكت الهاتف وقررت أن تضع ذلك الرقم فى القائمة السوداء أن كانت تلك الرسالة منه ولكنها حينما قرأت محتوى الرسالة أصابها الفواق فقد أرسل لها
أنا أنس ع فكرة
بحثت أصالة عن زجاجة الماء لكى تشرب وبعد أن هدئت أمسكت الهاتف وأرسلت
عرفت رقمى منين
ابتسم أنس على ساذجتها ثم قال
انا لما احب اعرف حاجة مش بيهمنى لازم اعرفها
عاوز تشوفنى ليه !
يمكن عشان بحبك مثلا
جحظت عيناى أصالة بعد أن قرئت اعترافه للمرة الثانية فكل شئ يفعله يثبت لها انه يحبها بالفعل ازدادت عدد دقات قلبها فبعث هو رسالة آخرى
لازم اشوفك اتعودت اشوفك فى يومى
شعرت أصالة بسعادة كبيرة تدخل قلبها ثم قالت
بكرة إن شاء الله
انا لسه هستنى لبكرة !
قلت بكرة متبقاش غتت
ابتسم على رسالتها تلك ثم فتح صورتها الخاصة التى تضعها على تطبيق الواتس وابتسم وهو يتأمل ملامح وجهها ٠٠
ارتدت هايا فستان بلون البنفسج يصل إلى ركبتيها واحدى كتفيها مغطى نصفه والكتف الآخر ذو حمالة رفيعة ومشطت شعرها البنى وجعلته ينسدل على كتفيها نظرت إلى نفسها بالمرآة وشعرت بالرضا ثم أخذت حذائها الأسود وارتدته بعدها أتجهت نحو الأسفل وخرجت خارج المنزل ثم وصلت إلى منزل فاطمة التى استقبلتها بسعادة كبيرة ثم جلسا سويا يثرثران مع بعضهم البعض نظرت فاطمة إلى الساعة التى بيدها فوجدت أنها على وشك أن تكون السادسة مساءا