الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة كاملة بقلم علا السعدني

انت في الصفحة 20 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


يدها وقال
هنقعد نستناها شوية مفيش مشكلة مش كده يا شروق
نظرت شروق نظرة منكسرة إلى مراد قد جعلت قلبه يتألم وهو يراها كذلك ثم قالت
ا٠٠ اه اه طبعا
ثم دلفوا للداخل وجلسوا سويا ينتظروا حضور والداتها ظل يمر الوقت ببطئ شديد وكل مرة تشعر شروق بالحزن أكثر ولكنها لم تكن تريد أن تجعل مراد يشعر بحزنها وعندما دقت الساعة الحادية عشر نهضت شروق من مقعدها ثم قالت

يلا يا مراد نمشى من هنا
ب٠٠ بس لسه انتى مشوفتيش مامتك وبعدين لسه بدرى الوقت متأخرش
ابتسمت شروق بسخرية ومرارة على حالها ثم قالت
ارجوك يا مراد جالى صداع شديد ومحتاجة ارتاح
نهض مراد من مقعده ثم قال
زى ما تحبى يا حبيبتى
ثم ودعوا المربية شكرية وذهبوا نحو الخارج فى السيارة حاولت شروق أن تتحكم فى حزنها الذى تشعر به فليس ذنب مراد ابدا ما يفعله اهلها فلا احد منهم يهتم بها دفنت تلك الدموع الحبيسة
شعر مراد بحزنها ذلك فلام نفسه أكثر من مرة لأنه استمع إلى حديثها لكى تنزل إلى مصر فوالديها لا يهتموا بها ابدا لذا حاول اخراجها من ذلك الحزن وقال
ايه أيك نتعشى سوا فى مكان هادى
صمتت شروق ولكنها هزت رأسها بالإيجاب وقالت بهدوء
ماشى
اتجه بهما نحو مطعم هادئ وذهبوا ليتناولوا العشاء فى ذلك المكان الهادئ حاولت شروق كتم كل الحزن الذى تشعر به وارغمت نفسها على الأبتسام فى وجه زوجها الذى تعشقه فهو يفعل كل ذلك من أجلها وبعد ان انتهوا ذهبوا عائدين للمنزل وحاول مراد ان يمزح معها كثيرا كى يجعلها تبتسم وبالفعل جعلها تبتسم أكثر من مرة ٠٠
صعدوا غرفتهم من ثم حملها مراد ووضعها برفق على الفراش ثم قال
تؤمرى بشئ تانى
ابتسمت له ثم قالت
ده ايه الرضا ده والدلع ده هتخلينى اخد عليه
وقال يعنى انا مش بدلعك بما فيه الكفاية
انا بحبك اوووى يا مراد
وانا بمۏت فيكى يا قلب مراد
ثم ابدل ملابسه وهى الاخرى وصعدوا على الفراش لكى يناموا سويا انتظرت شروق حتى نام مراد وذهب فى نعاس ثم ذهبت إلى خزانتها حيث البوم صورها واخرجت منه الألبوم الذى يخص صور طفولتها فلم يكن احد يتصور معها سوى مربيتها شكرية بالكاد لديها صور مع والدايها وجدت الدموع تنهمر من وجنتيها دون أن تشعر وهى تتذكر كيف اهملوها وعندما تزوجت من مراد لم يهتموا بها أو يسئلوا عليها ابدا شعرت بأنها تريد ان تخرج كل ما فى صدرها لذا بكت وبكت حتى شعرت بضيق تنفس ظلت تسعل وهى لا تستطيع أن تأخذ انفاسها استمع مراد إلى صوتها فقتح عيناه ليراها تختنق وتسعل بشدة وهى تبكى فأتجه نحوها مسرعا وأمسكها ليقول
شروق شروق فيكى ايه ! ردى عليا
لم تكن شروق تشعر بأى شئ سوى انها لا تستطيع التنفس وفجاءة خارت قواها نظر لها مراد وهى بين يديه هكذا پصدمة وظل يحاول ايفاقتها بلطف وهو يقول
شروق ٠٠ شروق انتى حاسة بأيه
الحلقة الرابعة عشر
بعد أن أتى الطبيب لكى يفحصها أخبرهم بۏفاتها وأكد لهم ظنونهم ظل مراد صامت لا يتكلم وجلس بجوار زوجته وضمھا لصدره حتى يودعها الوداع الأخير وعيناه تنهمر بالبكاء لا يستطيع أن يتحدث أو يتكلم ولا ينظر لأحد يتألم فقط بمفرده فقد فقد للتو حبيبته وزوجته وكل شئ له فى تلك الحياة ٠٠
إما عن والدليه فنزلت الدموع منهما حزنا على تلك البريئة فقد كانت علاقتها بهم كأبنتيهما لذا قرر رفعت تولى كل شئ ويتحدث مع والدايها كى يخبرهم بۏفاتها ٠٠
إما برنسيس كانت مصډومة صحيح أن علاقتها ب شروق لم تكن قوية إلى ذلك الحد ولكن أن ټموت وتفقد حياتها فجاءة هكذا فقد رأتها منذ ساعة ونصف تقريبا عندما عادت مع مراد من الخارج ولكن الآن لن تراها مرة آخرى نزلت الدموع من عينيها وشعرت أنها لا تستطيع أن تقف على قدميها فقد خارت قواها لذا جلست على اقرب مقعد وهى ترتعش من الخۏف ٠٠
بعد وقت قريب أتى والدى شروق اللذان كانا يبكيان بشدة فلا يصدقا أن ابنتهما الوحيدة قد توفت عندما وجد مراد والدى شروق يدخلون الغرفة شعر پغضب شديد وقال وهو يزعق بهم
انتوا ايه اللى جابكوا ! ٠٠ جايين ليه بعد ماهى ماټت خلاص لسه فاكريين تسئلوا عليها !! ٠٠ انتوا اتعودتوا أن حد يشيل المسئولية بدالكوا زمان كنتوا رامينها
للمربية بتاعتها ودلوقتي بعد ما جوزتهولى برده سبتوها معايا هى زى ما كانت محتاجالى محتاجة لأب ولأم برده كنتوا بتسئلوا عليها كل فين وفين يدوب تعرفوا أخر الأخبار لو حد السبب فى مۏتها هو انتوا مش حد تانى الاهمال يعمل اكتر من كده
كانت تريد أن تشعر بأهتمام والدايها ولكن دون جدوى فهما مهملان لها لأقصى الدرجات تذكر وجهها قبل مجيئهم وقد كان يعلم جيدا انها تضحك له مجاملة وهى بداخلها حزن كبير تحدث إلى نفسه بصوت مرتفع قليلا
اهاا لو كانت سبتها ټعيط ٠٠ كنت سبتها ټعيط وتطلع اللى جواها بدل ما كنت بحاول اضحكها كده ٠٠ ا٠٠ انا السبب انا زيهم انانى مكنتش عاوزها ټعيط وطلبت منها انها ت٠٠ تضحك فى وشى ومخلتهاش تطلع مشاعرها جت على نفسها ع٠٠ عشانى لحد آخر نفس فى حياتها
جلس على الفراش وهو يضع كلتا يديه على وجهه وهو يبكى بغزارة وهو يتذكر اللحظات الأخيرة التى كانت تلفظ بها أنفاسها الآخيرة وهو لا يستطيع أن يقدم لها شئ ٠٠
ا٠٠ احنا ٠٠ احنا كنا مهملين معاها اوى يا شوكت م٠٠ محسناش بيها ولا بۏجعها و ٠٠
لم يستطع شوكت التحدث فقد جلس بجوار جسد شروق من الجهة الآخرى ثم قبل رأسها وهو يبكى حتى صړخت والداتها وقالت
ك٠٠ كانت جيالى النهاردة ٠٠ جتلى النهاردة وانا قعدت مع صاحبتى كانت عاوزة ت٠٠ تودعنى قبل ما ټموت يا شوكت و٠٠ وبدل ما اقعد معاها او استنى حضورها روحت خرجت مع اصحابى اللى بخرج معاهم كل يوم
نزلت دمعة من وجه شوكت ثم قال
يفيد بإيه الندم يا نجاة ٠٠ مفيش جنيه واحد من فلوسنا يقدر يرجع نفس واحد ليها ٠٠ انا عمرى ما كنت اتخيل ان هيجى يوم واحس الاحساس ده ٠٠ كنت بجمع ليها فلوس عشان يبقى معاها فلوس بعد ما احنا ڼموت ٠٠ ل٠٠ لكن احنا اللى ڼدفنها م٠٠ مش قادر اصدق
دلفت برنسيس غرفتها عندما استطعت أن تقف على قدميها أمسكت هاتفها ثم قامت بالأتصال على آسيا فكم تود أن تخبرها بكل ما حدث تود وأن تكون آسيا بجانبها الآن عندما سمعت إلى صوتها وهى تقول
الوووو
اتاها صوت برنسيس وهى تبكى بغزارة وانفاسها المتقطعة
آ٠٠آسيا ا٠٠ ا٠٠
شعرت آسيا بالقلق من صوت أنفاس برنسيس فقالت لكى تحثها على الحديث
حصل ايه يا برنسيس فيه ايه !
ش٠٠ شروق شروق ماټت يا آسيا ا٠٠ انا مش مستوعبة ومش متخيلة و ٠٠
صمتت لم تكن تعلم ماذا أن تقول بينما آسيا كانت مصډومة لا تصدق ما سمعته للتو فهى كانت مقربة منها صحيح لم تكن بذلك القرب ولكنها كانت تحبها فهى بريئة وجميلة وتستطيع ان تسرق قلب من يراها وجدت نفسها تبكى دون أن تشعر لا تعرف ماذا عليها أن تقول او تفعل حتى فهى من أجل عملها ذاك لا تستطيع أن تودعها سقط الهاتف من يدها وجلست هى الأرضية بعد ان خارت قواها 
وظلت تبكى بشدة ٠٠
بينما فى غرفة أنس لم ينعم بالنوم حتى اتته مكالمة من رأفت ليخبره بأنه قد تم الأستيلاء على البضاعة الخاصة ب مدحت الشريف فشعر هو بسعادة كبيرة كونه انتقم من ذلك ال مدحت الذى تسبب فى قتل رجله الثانى ناجى ٠٠
فى صباح اليوم التالى الذى لم ينعم به أحد من عائلة آل عزبى بالنوم وقف مراد ووالدايها وشقيقته برنسيس مع والدى شروق أمام المډفن الذى دفنت به شروق وهم يقرءون لها الفاتحة شعرت برنسيس بأنها ستسقط فقد كان بداخلها كثير فأمسكها والدها قبل ان تسقط واخذها لكى يرحلوا بعيدا بينما ظل مراد جالس أمام المډفن لم يستطع والديه أن يطلبا منهم أن يرحل معاهم نظرت ناهد إلى رفعت وقالت
هنسيبه كده لوحده يا رفعت !
خلى السواق يروحك انتى و برنسيس وانا هفضل جنبه
هزت ناهد رأسها بتفهم ثم انصرفت مع ابنتها بينما نظر رفعت إلى مراد بحزن شديد وجدأن يبكى دون صوت وهو ينظر إلى مډفن زوجته ٠٠
اضطرت آسيا أن تذهب للعمل فلم يكن عليها أن تفعل أى شئ سوى ذلك حاولت أن تتحدث مع مراد بالأمس ولكنه بالطبع لم يجيب على أى مكالمة لعنت نفسها وعملها الذى يجبرها أن تتجرد من مشاعرها تلك صحيح انها اصبحت لا تبالى بتلك المشاعر حب او غيره ولكن ذلك شقيقها وعليها أن لا تقف بجواره فماذا ستقول وبماذا ستبرر اختفائها جلست على مكتبها وعينيها حمروتان بشدة تتابع العمل الذى أمامها ولكن عقلها وقلبها فى مكان آخر يريد ان يطمئن على شقيقها أو تعرف فى ماذا يفكر أن تقف بجواره أن تهون عليه ما يشعر ظلت تكتم ذلك الحزن الدفين بداخلها دون أن تتحدث تعمل فقط وتطالع الأوراق التى أمامها ٠٠
دلف يونس كالعادة إلى مكتبها كى يشاكسها فقد اشتاق لها منذ الأمس نظر لها وجدها
تعمل كعادتها دون راحة ابتسم يونس عليها ثم قال
طنط كشړ
اللى جواكى دى مش هتتغير ابدا
لم تنظر له آسيا حتى فهى ليست بمزاج أن تمرح أو تلهو أو أى شئ اندهش يونس لأنها لا تصرخ بوجهه كما تفعل او تأمره بالرحيل لذا قال
ده واضح أن فى شغل مهم قدامك جدا كده عشان تبقى حتى مش عاوزة تبصيلى
ارجووووك امشى
رفع يونس أحد حاجبيه ولكنه لم يكن يريد أن يجادلها فشعر أن فى الأمر أمر لذا قرر الخروج والانتظار حتى يأتى وقت الأستراحة ٠٠
فى ايه يا كارمه مالك
نظرت له وهى تشعر پغضب شديد فهى لا تريد أن تتحدث مع احد ولا تناقش أحد خصوصا ذلك المهرج الذى أمامها فقالت
انا مش قولتلك مش عاوزة اشوف وشك النهاردة بالذات
تحدث يونس بهدوء
لا مقولتيش
ادينى قلت امشى بقى
فى ايه ! مالك شكلك مش طبيعى
ارجوك سبنى فى حالى دلوقتى مش عاوزة اتكلم مش قادرة اتكلم
تحدث يونس بلهجة آمرة 
قلت فى ايه !
نظرت له نظرة طويلة ثم قالت
امشى ٠٠ امشى من قدامى بقى مش عاوزة اتكلم ارحمنى بقى هو انا اللعبة اللى بابا وماما جبهولك فى ايه مبتزهقش مبتحسش طيب واحدة مش طايقاك ومش عاوزة تشوف وشك وطلبت منك تمشى حس بقى ع دمك وامشى شوف
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 28 صفحات