رواية جديدة كاملة بقلم علا السعدني
بعض الوقت لعله بالفعل يريد أن يبقى وحيدا ويوجد سببا قوى يجعله على تلك الحالة ٠٠
مسحت أصالة دموعها التى تنهمر على وجهها وهى لا تصدق ما رأته لتوها الآن فقد كان على وشك أن يقبل فتاة ترتدى ملابس خليعة فى مكتبه وقفت على الطريق لكى توقف سيارة آجرة وهى لا ترى أمامها من كثرة الدموع التى فى عينيها وما أن توقفت سيارة الآجرة لها حتى استقلتها وظلت طوال الطريق تبكى على حالها ذلك فلم تكن تشعر أن حبيبها سيخونها بتلك السهولة ما أن وصلت حتى مسحت دموعها بظاهر كف يدها ثم قررت أن تحبس نفسها بغرفتها فهى لا تريد أن تتحدث مع أحد وجدت أن أنس مازال يتصل بها كثيرا فقررت وضعه بالقائمة السوداء حتى لا ترى رقم هاتفه ينير شاشة هاتفها مرة آخرى ٠٠
ظلت تتابع عملها حتى وجدت شخص ما يدلف عليها وهو يقول سؤاله المعتاد الذى اعتادت عليه منذ فترة
ايوة
الحاجات دى ليكى
وضعها ذلك الشاب على المكتب
فنظرت لها وكانت عبارة عن علبة من الشكولا وفوقها ظرف أحمر بداخله رسالة ابتسمت قليلا وفتحت ذلك الظرف لتقرأ تلك الرسالة
منذ أن رأيتك وأصبحت اعشق القهوة ٠٠
مذاقها مر مثل مزاجك ٠٠
ولكن بدونها لا أستطيع أن آباشر حياتى ٠٠
ابتسمت قليلا وهى تقرأ تلك الرسالة الصغيرة التى أستطاعت أن تخرجها من الحالة التى كانت تشعر بها ٠٠
جلست برنسيس مع رحمة بالجامعة لكى يتناولوا الطعام بعد أن شعروا بالجوع الشديد شعرت برنسيس بالحر قليلا ووجهت حديثها إلى رحمة
الجو ابتدا يحرر وانا لسه مش واخدة ع الحجاب
واحدة واحدة هتاخدى لحد ما تتعودى وتبقى زيى كده
ابتسمت برنسيس قليلا ثم قالت
يااارب ٠٠ عموما هقوم اجيب ميرندا اجبلك معايا !
ايه ده هتقومى لوحدك ! وتشترى وكده
م٠٠ مانا حابة اتعامل مع الناس بطبيعتى لحد امتى بقى هفضل اخاڤ
معاكى حق عموما ماشى جيبيلى ميرندا برتقان
ابتسمت برنسيس لها قليلا ثم ذهبت لكى تبتاع المياه الغازية لهما وفى طريقها للعودة لاحظت فاروق يجلس بعيدا مع أصدقائه وكان يرتدى تى شيرت لونه أسود ييرز عضلاته وبنطال ابيض وعيناه العسلية كانت تلمع بالشمس شعرت برنسيس بدقات قلبها تزداد وهى تراقبه من بعيد وهو يضحك مع اصدقائه حتى وجدت ياسمين تقترب منهم ووجدتها تقترب من فاروق دون الباقية وهى تمد يدها لتصافحه وفهمت من حركة شفتاها
ازيك يا ياسمين
ابتسمت ياسمين ثم قالت
تمام ٠٠ بس تعرف تجنن بجد بالتيشرت ده
ثم نظرت إلى عضلات يده و ووضعت يدها على عضلات ذراعه من اعلى ثم قالت
وااو انت بتروح الچيم من ورانا !
أتسعت أعين برنسيس وهى لا تصدق أن تلك الفتاة تضع يدها عليه هكذا دون أى حياء بينما فاروق ابعد يدها وقال ببرود دون أن ينظر لها
ثم نظر إلى باسل وظل يحدثه غير عابئا بوجودها فشعرت ياسمين پغضب شديد وجلست بجوار صديقاتها بينما شعرت برنسيس بالڠضب وكم ودت أن ټضرب ياسمين تلك و فاروق أيضا ففتحت الكان خاصتها ثم قررت
أن تذهب حيث فاروق وعندما اقتربت منه قامت بسكب القليل من الميرندا على عضلاته تلك الفخور بها واصطنعت انها لا تقصد فشعر فاروق پغضب شديد وزعق دون أن يعرف هوية الفاعل
ينفع ك٠٠
توقف عن كلماته حين وجد انها برنسيس فقالت هى دون ان تنظر له
سورى
ثم أكملت طريقها دون أن تعيره أى اهتمام فنظر لها هو بدون فهم ولكنه قرر أن يذهب للحمام كى ينظف ذراعه و التى شيرت الخاص به ٠٠
بعد وقت العصر ٠٠
كانت هايا بغرفتها تنظر للهاتف تنتظر أى اتصال من منصف لكنه لم يتصل شعرت بالڠضب والضيق وتركت الهاتف وهى قد قررت أن لا تتحدث مع ذلك البغيض مرة آخرى وقبل أن تنهض عن فراشها لتذهب للشرفة أستمعت إلى صوت هاتفها فنظرت له بسرعة ووجدت بالفعل أن رقم دولى فأجابت على الفور وهى تقول
بقى كده يا رخم مش قلت لما توصل هتكلمنى
ظهر على وجه منصف ابتسامة لطيفة ثم قال
معلش يا هايا جيت تعبان ونمت فى الفندق ولسه صاحى من شوية
تفهمت هى وضعه ثم قالت
ماشى خلاص مش زعلانة ٠٠
انتى عاملة ايه ! وبعدين انتى فين مش سامع صوت جنبك ! خلصتى جامعتك
مكنش عندى النهاردة محاضرات
اهاا عشان كده مستنية مكالمتى من الصبح
رخم
فى تلك الأثناء كان يونس قد عاد من العمل وقد قرر أن يسئل هايا عن العطور النسائية من أجل أن يبتاع واحد إلى آسيا فتح باب الغرفة دون أن يطرق حتى فشعرت هايا بالأرتباك خصوصا وأنها تتحدث إلى منصف وقالت
ايه ده يا كابو خضتنى بجد
ضحك يونس عليها ثم قال
خليكى فى تليفونك انتى هدور انا !
هدور ع ايه !
ملكيش دعوة
ثم ذهب إلى طاولة الزينة الخاصة بها وظل يشتم عطورها حتى ينتقى منها الأفضل بينما منصف كان على وشك الأنفجار من ذلك المتطفل الذى دخل غرفة هايا دون حتى أن يستأذن فقال منصف بصوت غاضب
هو ده ابن خالتك
ا٠٠ اه
وهو ازاى يدخل اوضة بنت من غير ما يخبط
ظل منصف يثور عليها ويغضب وهو يشعر پغضب شديد لأن ذلك البغيض دلف لغرفة هايا دون أن يستأذن حتى بينما هايا كانت فى حالة لا تحسد عليها فلا تستطيع أن تجيب على منصف فى وجود يونس إما عن يونس فلم يعجبه أى عطر فلا واحد منهم يليق ب آسيا فقال وهو يهز رأسه بآسى
زوقك وحش جدا ولا واحد ريحته حلوة
زمت هايا شفتاها بضيق ثم قالت
يعنى ايه ! وانت اصلا تعرف منين زوقى حلو ولا وحش من اصله !
ماهو باين ٠٠ عموما انا هبقى اوريكى البيرفم اللى يتحط فعلا مش العك ده
ابتسمت هايا بسماجة وشاهدت يونس وهو يخرج فأستمع منصف إلى
حديثها معه هكذا فشعر پغضب داخله ثم قال
يعنى بطنشى كلامى كله ولا كأنى بقول حاجة !! براحتك يا هايا
ثم اغلق الهاتف فى وجهها أتسعت أعين هايا وهى تنظر للهاتف غير مصدقة انه قد اغلق الهاتف فى وجهها للتو ٠٠
جلست أصالة تحبس نفسها فى غرفتها وهى جالسة على الأريكة وتبكى بشدة حتى وجدت اتصال من هايا قطبت حاجبيها فلم تكن تعلم ماذا ستقول لها فبالتأكيد مهما حدث هايا صديقتها ولن تشوه سمعة شقيقها أمامها مسحت دموعها ثم اجابت على الهاتف وقالت
ايوة يا هايا
اتلاقيكى قعدة مع أنس ونسيانى مش هتيجى النهاردة تذاكرى معايا !
ابتلعت أصالة ريقها ثم قالت
لا ٠٠ اصلا لما روحت ل أنس مرضيش يقابلنى
صدمت هايا مما سمعت وقالت وهى لا تصدق
ايه !
حاولت أصالة ان تكون طبيعية لذا قالت
لو سمحت يا هايا ابقى تعالى انتى ذاكرى معايا انا مش هقدر اشوف اخوكى اليومين دول هو لما يحس انه عاوز يكلمنى هيكلمنى
طيب يا حبيبتى زى ما تحبى بكرة إن شاء الله هاجى اذاكر معاكى
ماشى يا قلبى
مع السلامة
مع السلامة
شعرت هايا بالحزن على صديقتها وبالڠضب من شقيقها كيف له أن يرفض مقابلتها تلك ولكنها تذكرت منصف أيضا وانه حزين منها فحاولت الاتصال به مرة آخرى ولكن دون جدوى لا يجيب زمت شفتاها بضيق ثم أرسلت له رسالة على موقع الفيس بوك
حصل ايه لكل ده يا منصف
مكنتش عارفة ارد عليك و يونس موجود
بليييز رد ومترجعش تبقى شرير تانى
وصلت الرسالة ل منصف وقرأها وهو يشعر بالڠضب من تلك الفتاة فهو لا يعرف لما تلك الفتاة لا تفهم ما يغضبه حقا لذا قرر الأتصال بها فأجابت هايا على الفور وهى تقول
كده تقفل السكة فى وشى
انتى مش حاسة بغلطتك يا هايا !
عملت ايه لكل ده يا منصف ٠٠ انت عمال تزعق وهو فى الاوضة هرد عليك ازاى
وهو ماله اصلا بيكى !
ابن خالتى ومتربى معانا
وكنتى بتحبيه كمان
زفرت هايا بضيق ثم قالت
يعنى انا غلطانة انى قولتلك
مش كده يا هايا بس انتى قلتى بنفسك انك ليكى اصدقاء اولاد يعنى ماهوش شئ مش متعود عليه مثلا اكيد بتكلميهم فون إلا لو انتى
قاطعته هايا قائلة
لا طبعا مش زى مانت فاهم ٠٠ زمايلى الأولاد دول بس اخرج معاهم فى جروب بس مش اكلمهم تليفونات عادى كبيرى كلام فى شات وبحدود
اللى مضايقنى اكتر واكتر ازاى يدخل اوضتك كده من غير حتى ما يخبط
عشان احنا متربين سوا هو مش متعود ع كده وقولتلك انه شايفنى اخته الصغيرة هو مش بيبصلى زى مانت فاهم ولا مفكر
بس ده مش هيغير من حقيقة انه غريب برده ومش اخوكى
انت عاوز ايه يا منصف انا مش عارفة ارضيك ازاى !
انتى مش حاسة بغلطك هقولهالك بطريقة تانية قدر بتبدلى هدومك وهو دخل ده عادى يا هايا
شعرت هايا بالخجل ثم صمتت ولم تكن تعرف ماذا عليها ان تجيب وترددت فى الحديث
م٠٠ م٠٠ ماهو ٠٠
تحدث منصف پغضب شديد وهو يقول
ماهو ايه انطقى !
انت معاك حق بس انا مفكرتش فيها بالطريقة دى
ابقى فكرى يا هايا فى تصرفاتك شوية انتى بنت وجميلة و يونس كونه بيعتبرك زى اخته ده مش هيغير الواقع فى شئ انتى مش اخته
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
م٠٠ معاك حق ٠٠ طب اللى يرضيك ايه وانا اعمله
اللى يرضينى انك تقوليله انه مينفعش يدخل اوضتك كده تانى
ح٠٠ حاضر ٠٠ اى اومر تانية !
انا مش بأمرك يا هايا ٠٠ انا خاېف عليكى ولولا انى عارف كويس انك طايشة ومتهورة كنت خدت فكرة تانية عنك خالص
خلاص انا آسفة
حصل خير يا هايا
طب متزعلش بقى
خلاص يا هايا ٠٠ بس لو سمحت اقفلى دلوقتى وانا لما احس انى رايق هكلمك وهيبقى بأسلوب احسن من اللى بكلم بيه دلوقتى
تفهمت هايا ضيقه ثم قالت
حاضر ٠٠ مع السلامة
مع السلامة
مر يومان لم يحصل بهما جديد ..
فى الساعة الثالثة فجرا على الطريق القادم من السويس كانت تقف لجنة من أجل تلك الشحنة القادمة الخاصة ب أنس التى ابلغت عنها آسيا اوقف الضابط السيارة المنتظرة وقامت العساكر بتفتيشها من ثم وجدوا أن تلك الشحنة عبارة عن جلود أحذية !!
نظر الضابط وهو لا يصدق للعسكرى الذى أبلغه وأسرع لكى