رواية خان غانم جديده بقلم الكاتبة سوما العربي
كرم يجلس و هو يقطع حبات البطاطا رفع عيناه ونظر لها باهتمام متسائلا مالك يا حلا بتنهجي كده ليه انتي كنتي بتجري
جلست حلا على اول مقعد بجواره وقالت لا ما
فيش حاجه يا ريت تعمل لغانم بيه قهوه
كرم ما فيش حاجه ازاي وانا شايفك بتنهجي وتعبانه وبعدين قهوه ليه ما انا عامل له واحده ما كملتش ربع ساعة
حلا هو اللي طلب كده اعملها له وخلصنا وهات انا هاقطع لك البطاطس دي
ابتسم لها كرم قائلا ولا تشكريني ولا حاجه انتي بس قومي شوفي يلا شغلك وتعالي علشان ناكل سوا انا ما اكلتش ومستنيكي
وقفت عن مقعدها وقالت ماشي هخلص بسرعه واجي لك اوعى تاكل من غيري
ابتسم كرم و قال لأ طبعا هاستناكي هاعمل القهوه على ما تيجي
وقفت امام باب كبير هو اكبرهم تقريبا ودقت ثلاث دقات متتاليه لتفتح لها سلوى قائله ساعه عشان تيجي الهانم
ارتبكت حلا في الرد وقالت معلش انا اسفه بس اصل غانم بيه كان طلبني علشان
أشتعلت أعين سلوى وسالت و غانم بيه طالبك ليه وعشان ايه
نظرت لها سلوى نظرات حارقه ترمقها من اسفل قدميها لاعلى شعرها ثم قالت تمام أتفضلي خدي الغسيل نزليه تحت عشان يتغسل وخلي بالك من هدوم البيه بالذات القمصان البيضاء تتغسل لوحدها وتتنقع قبلها كويس فاهماني ولا لأ
سلوى أاا أحمم
أستني عندك
الټفت حلا تنتظر لها فقالت سلوى إيه رايك في البدلة الصغيرة دي
كانت ملابس لطفل صغير بل حديث الولاده جميله جدا من اللون السماوي حتى أن أعين حلا كادت ان تقطر قلوب حين رأتها نظرت لسلوى بفرحه وقالت الله دي جميله قوي
ابتسمت سلوى بسعادة غامره وقالت أيوه انا حاسه كده ولا اقول لك بصي
أسرعت في إخراج قطعة اخرى من اللون الابيض الزاهي كانت ذات تفصيله مختلفه قليله ثم سألت ولا دي احلى انا حاساها كيوت قوي بصي كمان جبت ايه
قامت بإخراج الكثير من القطع ذات الاحجام والقصات المختلفه كلها جميله تناسب طفل عمره شهور
نظرت لها حلا بمشاعر مختلطه لا تعلم هل هذه السيده حنونه رقيقه ام هي غليظه وقاسيه
حقا لا تعلم لكنها الان ترى في عينها فرحه أم انتظرت مولودها لسنوات عديده وتدعو الله الا يخيب امالها مجددا
فقالت حلا بصوت يملؤه الحنان والتعاطف كلهم جمال قوي ان شاء الله هيجي لك بيبي جميل ويلبسهم ويتهنى بهم
وقفت سلوى عن الفراشه وذهبت باتجاه المرأه تضع يدها على معدتها التي لم تنتفخ بعد وقالت يا رب انا مبسوطه قوي ونفس الحمل المره دي يكمل بقا
الټفت فجأه ونظرت الى حلا وقالت هو انا بتكلم معاكي في ايه يعني انا مش فاهمه انت ايه اللي موقفك كده لحد دلوقتي اتفضلي انزلي شوفي شغلك
نظرت لها حلا پصدمه
هذه السيده بالفعل مجنونه أنه أمر لا يحتاج لنقاش هي فعلا كذلك غادرت سريعا تسمع صوت سلوى تردد واقفه تتكلم وتاخد وتدي معايا في الكلام خدامين اخر زمن صحيح
في مكتب غانم ارتفعت دقات خفيفه على الباب تبعها صوت غانم يردد بلهفه وقد ظنها حلا عادت حاملة القهوه فقال أدخل
لكن خابت كل أمانيه حين وجد أن الطارق لم يكن سوى العم جميل الذي دخل عنده وقال رجعت يعني بدري من المصنع انا قولت هتقعد لحد ما اليوم يخلص
رفع غانم أنظاره له ثم قال دي مشكله عبيطه واحد من العمال كان عايز يشتكي ريسه في الشغل مش اكثر فكرت في حاجه كبيره
جميل طب ورضيته يعني
صمت غانم و قال أيوه بس سيبك مش ده اللي شاغلني
غانم عارف صلاح عيسى ساكت بقاله مده مش بينكش معانا في أي عوق و ده مالوش غير تفسير واحد
فأكمل جميل إنه بيدبر لك مصېبة تجيب أجلك
هز غانم رأسه مرارا يردد بالظبط الهدوء إلي بيسبق العاصفه مش أول مره يعملها بس على مين خليه يلعب مصيري أصطاده
لكن على ما يبدو أن حديث غانم
لم يروق للعم جميل الذي أقترب منه و قال يا ولدي أسمع مني مره
الحجر الداير لابد من لاطه
بينما كابر غانم لأقصى حد و قال و لا يقدر يعمل معايا حاجة يعني هي أول مرة
جميل لا يا ولدي لا بد إنك تحاذر ده ديب و مش سهل
صمت قليلا ثم رفع رأسه لغانم و كأنه قد أستدرك شئ ما لتوه فسأل الخدامة الجديدة كشفت عنها
أستغرب غانم ليس من سؤال العم جميل و لكن من نفسه فتلك كانت عادة لديه إن يقم بالكشف عن أي فتاة او سيدة تأتي للعمل في بيته ليعرف ماضيها كله و هل لها أي علاقة بذلك المدعو صلاح عيسى أو من هم على شاكلته أم لا
لكنه لأول مرة لم يفعل لقد نسى نسى تماما على ما يبدو أن هناك ما شغله بها أكثر من هويتها و ماضيها
و عاود النظر للعم جميل يسأله أنت شاكك فيها
هز جميل كتفيه و ردد و هو أنا كنت أعرفها و لا شوفتها يا ولدي لكن المثل بيقولك حرس و لا تخون و
دي موجوده في قلب بيتك
يعني أخطر عليك من أي حد مش كده و لا ايه ما تنساش أن الست حامل و الحكاية مش ناقصه
هز غانم رأسه عدت مرات و هو يفكر حتى أنه هب عن مقعده و صار متجاوزا العم جميل و خرج من المكتب كله بينما ظل جميل يناديه و هو لا يجيب
في المطبخ
وقف كرم يضع الطعام لنفسه و لحلا التي جلست امامه وهي ترفع إحدى حاجبيها بينها تنظر له
وهو يوزع الطعام مردده والله يعني