الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ملاك فى عالم الشياطين الجزء الأول والثانى حتى الفصل الاخير

انت في الصفحة 50 من 80 صفحات

موقع أيام نيوز

ماضيها و أغرقها في ظلام الذنب أكثر فهي في تلك اللحظة تريد أن تنشد السلام ولكنها خائفه تخشى مواجهته بتلك الرسالة التي تحمل صورا من
ماضي قد يعلمه ولكن أن يراه أمام عينيه هذا ما لا تستطيع المجازفة به 
إن يرها بجانب شقيقه كان أمرا مريعا فهي تعلم كم دماءه حارة و غيرته قاسيه تخشي أن يكرهها أو يتولد بداخله شعورا بالرفض تجاهها ولذلك ابتلعت غصة الصمت و اخفضت رأسها تخفي صراعها المرير بين كونها لن تعد تريد اخفاء شئ بقلبها و بين خۏفها من أن يرفضها قلبه فشعر هو بمعاناتها فامتدت يده بحنان تجلي في نبرته حين قال
الصراع الي في عينيك دا آخرته ايه
مش
عارفه 
هكذا إجابته كتير عليك تتحمليه لوحدك خليني اشيل عنك احنا اتفقنا أننا قبل اي حاجه أصحاب 
رفعت رأسها تناظره علها تجد بنظراته شيئا آخر غير الحنان اي شئ يمكن أن يردعها من أن تخبره ولكن كانت عينيه منبع للامان الذي تريده ف تراجعت للخلف و توجهت إلي المنضدة تمسك بهاتفها و تضيئه متوجهه إليه وهي تقول بنبرة جريحه 
في حاجه لازم تشوفها يمكن تغير رأيك في حاجات كتير بس معدش عندي استعداد اخبي حاجه تعبت من العيشة في خوف و قلق 
أنهت كلماتها التي كانت صادمه له و قامت بوضع الهاتف في وجهه فبرقت عينيه من شدة الصدمة حين وجدها في الصورة بجانب أخاه الراحل 
لم تكن في وضع مشين أو يبعث على الريبة ولكن القلب و غيرته و جنون عشقه الذي أضرم النيران في نظراته و جعل لهجته تحتد قليلا وهو يقول 
الصورة دي كانت فين و امتى
بصدق قررت أن
تتخذه مذهبا طوال حياتها أخبرته 
يوم لما قرر أنه يبتدي علاج وافقت لما كان غاضبا منها أو يغار عليها لا تعلم شئ ولم تكن تملك الجرأة لتسأله فظلت علي صمتها ولكنها تفاجئت حين وجدته يحتضنها بقوة اذابت عظامها و خاصة حين قال بلهجة مبحوحة من فرط ما يعتمل بداخله 
أنت مراتي حبيبتي انسي اي حاجة تانيه في الدنيا لو في قلبك اي ذرة مشاعر تجاهي اعملي اللي بقولك عليه
اجابته حاضر 
من بكرة هجبلك تليفون احسن من دا الف مرة و اي حاجه تحصل زي دي تعرفيني 
حاضر 
كان انسيابها هكذا بين يديه مثيرا بحق و خاصة أن تكون مطيعه هكذا وما أن أوشك علي الاقتراب من وجهها حتى صدح صوت بكاء محمود الذي أخرجهم من لجة مشاعرهم الجارفة فتلقفته جنة بيد متلهفة بينما هو توجه الى الخارج ملتقطا هاتفه يجري مكالمه هاتفيه و ما أن اجابه سالم حتي قال حانقا
سالم اللي حصل في الملحق دا بفعل فاعل
كانت تجلس على المقعد تمسك كوب الليمون بيد و بالآخرة تجفف عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط رفضا لهذا الظلم الواقع عليها فاقتربت منها حلا قائلة برفق 
ممكن تهدي شويه كل حاجه هتتحل أن شاء الله 
لم تجيبها انما اومأت برأسها بصمت سرعان ما تبدد حين سمعت الطرق علي الباب الذي انفتح و اطلت منه تهاني و خلفها الطبيبة فعلت دقات قلبها الذي شعرت به ېتمزق من الداخل وهي تخضع لذلك الاختبار ولكنه اقصر الطرق و اصعبها لإثبات برائتها 
جومي يا بتي معلش يقول بلهفة 
حصل ايه يا حلا مالك 
تعلقت نظراتها به دون أن تكون لها القدرة علي الحديث فأخذت تشهق بقوة و انهمرت عبراتها كالمطر فقام بغرسها بقوة وهو
يقول بحنان 
طب اهدي اهدي و بطلي عياط متقلقنيش حصل ايه لكل دا 
بقميصه بقوة وهي تنتحب فقد كانت تبكي كل شيء ألمها و ڠضبها منه
و من نفسها و من تلك الواقعه المريعه أرادت أن تبكي حتي تجف ينابيع عينيها و قد كانت الدافئة أكثر من مرحبة ثورة اڼهيارها 
بعد عدة دقائق استطاعت أن تتغلب علي ثورتها و بدأت تتمالك نفسها قليلا ف تململت بين التي كانت ترفض ابتعادها ولكنه اضطر أن يتركها علي مضض ولكن يديه ظلت باكتافها وهو يقول بنبرة قلقة 
حصل ايه لكل ده 
خرجت الكلمات متلعثمه من بين شفاهها المرتجفه 
صعبان عليا البنت دي اوي منظرها يقطع القلب 
برقت عينيه لثوان وهو يناظرها هل كل تلك العبرات لأجل فتاة لا تعرف عنها شيئا أين تلك المتعجرفة سليطة اللسان التي لا يهمها أحد ولا تهتم لمشاعر الآخرين 
كل الدموع دي عشان الخدامه
تراجعت عنه پغضب تجلي في نبرتها حين قالت 
هي الخدامه دي مش بني ادمه زيها زينا 
بني آدمه طبعا بس أنت متعرفيهاش عشان تتأثري بالشكل دا 
هكذا أجابها بهدوء فتابعت بانفعال 
مش شرط اني اكون عارفاها عشان أتأثر بالموقف اصعب حاجه في الدنيا هي الظلم 
لمعت عينيه بطريقة خاطفة فهي على الرغم من تمردها و تعاليها ولكنه تملك قلبا رقيقا من الداخل فقط تحتاج لأن تحجم ذلك
الاندفاع الذي يتملكها في الكثير من المواقف 
كويس انك عارفه الظلم وحش جدا بس اللي اوحش بقي أنه يكون من حد بنحبه 
هكذا أجابها بلهجة تحمل عتب لا تفهمه ولكن دقات قلبها التي تعالت بصخب مما جعل الكلمات تخرج مهزوزة من بين شفتيها 
الظلم وحش أيا كان مصدره و الاوحش أننا منديش الإنسان فرصه أنه يدافع عن نفسه 
صح انا بصراحه مكنتش اعرف انك حقانيه اوي كدا 
هكذا تحدث بهدوء بينما عينيه كانت تطالعها بعبث جعل الخجل يزحف الى وجنتيها ولكنها قد قطعت عهدا علي نفسها بألا تضعف أبدا لذا قالت بغرور
وانت تعرف ايه عني اصلا عشان تحكم إذا
كنت حقانيه 
بس انا عايز 
مش بمزاجك 
واصل تقدمه نحوها ف تراجعت للخلف پخوف حاولت اخفاءه بينما كانت عينيها أسيرة لنظراته المغوية و خاصة حين قال هامسا
جاء صوتها المرتجف يعكس مدى تأثرها حين قالت
و السبب التاني 
امتد كفه الايمن يلامس خدها الأيسر وهو يقول بنبرة رقيقه 
انك حلوة اوي اول مرة اشوف حد اسم علي مسمى كدا 
نجح في إخماد حزنها بروعه كلماته التي جعلت الخجل يزحف الي وجنتيها التي ازهرت ورود حمراء اضفت جمالا آخاذا علي ملامحها و تلئلئت عينيها حين تابع
انا عارف انك مش وحشه عيبك الوحيد انك متسرعة و أنت كمان لازم تبقي عارفه اني مش وحش و كل اللي حصل دا له تفسيرات و تبريرات مهم اوي انك تعرفيها 
خطي بأنامله علي چرحا يتوسط قلبها فخرجت كلماتها معذبه حين قالت
مفيش اي مبررات في الدنيا ممكن تمحي بشاعة اللي حصل الليلة اللي عشتها هنا في بيتكوا و انا مخطوفه كانت أشبه بالمۏت
كلماتها كانت سوط جلد قلبه الذي ارتج لحزنها و خرج صوته متلهفا
والله ما كنت اعرف انا اتفاجئت باللي حصل انا حتي مكنتش عارف ان جدي علي علم بموضوع جنة 
بس كنت عارف بالتمثيلية الحقېرة اللي عملها جدك عليا دا ابتزني عشان أوافق اتجوزك قالي لو خاېفه علي اخواتك توافقي 
انكمشت ملامحه پغضب حاول قمعه قبل أن يجيبها 
عارف أنه كان صعب عليك بس الناس هنا تفكيرهم غير تفكيرنا و كانت دي الطريقة الوحيدة الي هتنقذ شكل العيلة قدام الناس و هترد كرامه جنة 
لونت الصدمة معالمها و جاءت كلماتها مستنكرة
و بالنسبة لكرامتى مفرقتش معاكوا صح 
لا مش صح محدش جه جنب كرامتك و لو قارنتي الي حصل مع جنة واللي حصل معاك هتعرفي أن اللي حصلك كان ولا حاجه جمب اللي حصلها 
هكذا أجابها بحدة اخترقت جدران قلبها الذي ڼزف ألما جراء حديثه و قد ظنت بأنه يوافق على ما فعله جده فهبت مستنكرة 
انا ذنبي ايه اتقارن بيها ليه كل واحد يشيل شيلته هي غلطت و اتجوزت عرفي انا معملتش كدا عشان اتعاقب 
خرج صوته غاضبا حين قال
خلي بالك من كلامك يا
حلا و افتكري أن جنة مظلومة و الشيطان اخوكي هو السبب في كل دا 
كان محقا ولكن آلمها أن يحملها ما لا ذنب لها به و ايضا دفاعه عن ابنه عمه أمامها لامس اوتار غيرتها التي جعلتها تدفعه بقوه من صدره وهي تصيح غاضبة 
تمام اوي خليك فاكر اني اخت الشيطان
اللي اذي بنت عمك و اوعي تفكر تقرب مني تاني 
قالت كلماتها بقلب ممزق و روح محترقه و من ثم هرولت إلى خارج الغرفة و سرعان ما تجمدت خطواتها حين رأت تهاني التي كانت تقف بجانب عبد الحميد و تخبره شيئا ما بجانب أذنيه جعل ملامحه تتحول إلي ڠضب كبير و هو يصيح پعنف 
عمااار 
كان بغرفة مكتبه ينهش باقدامه ارض الغرفه من كثرة الذهاب والمجئ بداخله وحوش تنهش ببعضها البعض وهو واقع كالفريسة بينهم ينظر إلى
ساعته بين
الفينة و الأخرى و التي كانت تلدغه عقاربها بكل ثانيه تمر عليه يتقاذفه الشعور من كل حدب و صوب يتلظى في حيرة متقدة ما بين إحساسه القوي بأنها مظلومه و خوفه الضاري من أن تكون مذنبة !
اخترق صوت جده أذنيه مرورا بقلبه الذي كان يسبقه متلهفا الي الخارج و بأنفاس مقطوعة وصل إلي أسفل الدرج فصاح به عبد الحميد 
هاتلي الكلب اللي اسمه مرعي ده و چهزلي الساحه الكبيرة 
لازمن يبچي عبرة لكل إلي يفكر يظلم وليه تاني 
كان كمن سقط بقوة من ارتفاع شاهق يتوقع أن يصطدم بالأرض في أي وقت فيتحطم متحولا الي أشلاء و فجأة إذا بيد خفيه تمسكه بقوة مانعه سقوطه 
أطلق زفرة قوية من جوفه الذي هدأت نيرانه و استطاع أن يتنفس بحرية من جديد ف نيرانه الآن تحولت من مؤلمھ إلى أخرى يعززها الإنتقام الذي يسري في أوردته فتوجه الى الخارج و قام بتوجيه ركله قويه إلي بطن مرعي الذي كان يقف مرتجفا مما أوقع نفسه به فإذا به يتفاجئ بذلك الذي انهال عليه ضړبا مپرحا و كأنه يخرج كل ما بجوفه من ندم و ڠضب و ألم
و بأمر من عبد الحميد قام الغفر بتخليص مرعي من يد ذلك الثور الهائج وقاموا بجره و صلبه علي إحدي الأشجار التي تتوسط ساحة المنزل الكبيرة و قد تجمهر الناس بأعين يأكلها الفضول لمعرفة ماذا حدث فوقف عبد الحميد في منتصف الساحة يحاوطه حفيداه بينما تولى هو مهمة الحديث إذ قال بوقار و نبرة قوية 
ا أنهى كلماته و القي نظرة ذات مغزى علي عمار الذي كان يمسك بالسوط بيده و يتوجه الي حيث مرعي الذي كان ينتحب مثل النساء و خاصة حين شاهد ذلك الذي كان يعض شفتيه باستمتاع و عينيه تطلق سهام الشړ الذي كان يغذيه بقوة تجلت في ضرباته المريعة التي تلقاها ظهر مرعي الذي تعالت صرخاته فلم يشفق عليه
ودي الكلب دا للحكيم يعالجه عشان ياخد باقي عجابه 
حاضر يا كبير 
انهي عمار جملته تزامنا مع وصول سيارة صفوت خلفها عدة سيارات كانت تحمل صباحية العروس التي تكفل هو بها
49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 80 صفحات