الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رياح الالم

انت في الصفحة 50 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


اكيد انا مقولتش لفارس بس امال هانم عرفت اني عرفت حقيقة الترابط الوثيق بين عيلتنا وعيلتهم اللي مكنتش صداقه بس ثم اصدر ضحكة عاليه وهو يجاري ابن خاله واخوا حسام ايضا انا رجعت خلاص لحياتي في امريكا وحسام بخير متقلقش هو دلوقتي استقر في كندا وينهي مجدي معه الحديث بعد ان اطمئن بأن لا شئ من الماضي سيفتح ثانية فلولا تلك الجريده التي احتفظ بها والد محمود في خزنته التي لم يكن يعلم عنها شئ سوى في رحلة عودته الاخيره  لكان ظل طيلة حياته يعلم بأن والدتها لم بعد ان تركته وهو طفلا في الثالث عشر من عمره كما هو يظن 

تأملت سميه والديها وهم فارحين بتلك الطفله الصغيره حتي
اختها الهوجاء الطائشه فرحت بها مثلهم رغم حزنهم وضيقهم في البدايه عندما رئوها هي وهشام يحملوها ومعرفتهم بأنها أبنة هشام من زوجه اخري ولكن عندما اخبروهم بكذبتهم التي صنعوها سويا وهي بأن هشام تزوج من امها لفتره قصيره ثم هربت منه الي بلدها دون ان تعلمه بحملها وانه عندما علم بوجود طفله لديه كان ليلة زفافه فنظرت سميه بسخريه الي كل مايحدث بعدما تذكرت تلك الليله فكم كانت تشعر بالفرح عندما اليه واخبرها بأنه سعيدا لانها اصبحت زوجته ثم بدئوا يتذكروا الايام التي قضوها في الساحل وكم كان صارما معها 
فتفيق من شرودها علي صوت والدتها 
ليلي انتي دلوقتي بقيت ام ياحببتي الام هي اللي بتربي مش بتخلف وبس ثم تأملت الطفله الجميله وهي تقول انا اديتها الرضعه بتاعتها ونامت ياعيني لتترقرق الدموع في عين ليلي ياحببتي اتحرمتي من امك وانتي لسا بتفتحي عينك علي الدنيا 
فينتبه هشام الي حديث ليلي بعد ان كان منهمك في الحديث مع والدها متأملا نظرات سميه الشارده قائلا بس انا واثق ان سميه هتعوضك عن كل حاجه وعمرها ما هتفرق بينها وبين ولادنا ان شاء الله 
فتطلعت اليه سميه پحده حتي أبتسم حسن والدها وهو يقول بحالميه انا عايز قريب ابقي جد تاني سامعين ياولاد عايز انا وليلي منلحقش نقول ياولد اسكت 
فتنظر اليها ليلي قائله ليه ياسميه ده حتي انتي اجلتي مشروع تخرجك السنه ديه هتفضلي تأجلي في السنين لحد امتا هتيلي بس حفيد تاني وانا اللي هربي ياستي 
فتضغط سميه علي شفيته بقوه غير شاعره بأنها تضغط ايضاعلي كف هشام الذي تأوه من قبضتها حتي اقترب منها قائلا بخبث هما اللي هيقدروا عليكي وكمان انا عايز بنت كمان تاني بس شبهك ياحياتي 
جلست هنا شارده في ذلك المكان الذي احبته منذ أن أتت الي تلك البلده مع عمها عندما ټوفي والديها الحمامات فأبتسمت بعد ان رئتهم يحيطونها بأصواتهم الهديليه فتذكرت الموعد المحدد الذي اتفق فيه فارس معاها كي يهاتفها فسارت ببطئ بعدما شعرت بحركة قد بدأت تسير داخل أحشائها فضحكت وهي تحادث طفلها 
هنا بسعاده هو ده بقي اللي سلمي قالت عليه هنبتدي لعب كوره اظاهر واكملت سيرها الي ان نظرت داخل المزرعه مناديه علي ابراهيم الذي لا اثر له ولكن باب المزرعه مفتوحا فاتحة بسيطه للرؤيه فقط فحركته هنا قليلا كي تستطيع الدخول بعد ان ظنت بأن ابراهيم قد ذهب ليجلب شئ 
ودلفت للداخل وهي تعلم بأن تلك الخادمه ذات العام الخمسون ليست موجوده هذه الايام بسبب مرضها ورغم ان ضوء الشمس مازال موجودا ولكن بخفوت شعرت برهبه شديده وهي تتأمل كل ماحولها لينغلق الباب فجأه من خلفها فتنكتم أنفاسها من الخۏف والقلق قبل أن تلتف وتري هل هذا فعل الهواء ام ماذا 
الفصل الثاني والثلاثون
رواية رياح الألم ونسمات الحب 
بقلم سهام صادق 
فتحت هنا عيناها ببطئ وهي تشعر بالدوار
فجلس محمود بجانبها بعدما اشار لتلك الخادمه الشقراء
ذات التنوره القصيره بأن تغادر الغرفه وامتد بيديه الي حجابها الذي اصبح يكشف عن جزء كبيرا من شعرها وبدء يزيله 
فلاش باك !!
ألتفت بقلق يتخلله الخۏف كي تري هل اغلاق باب المنزل بفعل الهواء ام شئ اخر ولكن عندما الټفت وجدت ان كل قلقها هذا من خداع الهواء فأبتسمت بأرتياح وامتدت بيداها كي تفتح الباب ثانية ثم سارت ببطئ وجلست علي ذلك الكرسي المريح بجانب الهاتف وظلت تنتظر مرت دقيقه اتبعتها خمسة عشر دقائق اخري حتي اكتملت نصف ساعه الي ان وجدت ساعه قد اكتملت 
فنظرت للهاتف بيأس يتبعه قلق ونهضت كي تذهب الي بيت عمها ثانية ولكن ما لفت انتباهها دخول ابراهيم مهرولا وهو يقول ست هنا في اتنين بهوات عايزينك وبيقولوا انهم من طرف فارس بيه 
فتأملته هنا بغرابه حتي سارت خلفه وهو تحدثه انت متأكد ياعم ابراهيم انهم من طرف فارس بيه 
فنطق ابراهيم وهو يهرول امامها انا لما رجعت من عند حسنين العطار اصل كنت بشتري من عنده البن بتاعه المحوج ولما جيت لقيت البهوات نزلين من العربيه ووقفين قدام باب المزرعه الكبير بس انا ياهانم مرضتش ادخلهم احنا ايش 
فأبتسمت هنا وهي تسير خلفه بتعب من ركضه السريع هذا ووضعت بيدها علي بطنها وهي تقول هما اللي وقفين هناك دول ياعم ابراهيم
فألتف ابراهيم لها قائلا ايوه ياست هانم 
فتأملتهم هي حتي ارتجفت من هيئتهم وقوتهم الظاهره من هيئة اجسادهم لتتذكر يوم حفل زواج اخت فارس ودخولها علي هيئه جرسونه كي تبحث عن ريم فقد كانوا يشبهون هؤلاء الرجال تماما فأقترب منها احد الرجال وهو يبتسم ابتسامة قد اظهرت اسنانه المرصوفه بعنايه ولمعت من شدة بياضها فأبتسمت بدورها ولكن ماجعل وجهها يتحول الي الجمود 
الرجل بأسي فارس بيه عمل حاډثه وهو راجع من المزرعه وصمت الرجل قليلا حتي قال بشمهندس هشام باعتنا ليكي عشان نبلغك الخبر 
فسقطت دموعها قبل ان تنطق من بين فارس حصله حاجه قبل مايسافر قولي لاء 
فحرك الرجل برأسه لاسفل وظهرت علي وجهه علامات الحزن ببراعه احنا جينا نبلغك ياهانم ولو حابه ترجعي معانا فأحنا هنستناكي في العربيه 
فركضت هنا نحو ابراهيم قائله انا هرجع القاهره ياعم ابراهيم ولو حد جيه من بنات عمي يسأل عليا ابقي قولهم اللي حصل 
لينظر لها الرجل بعد ان فتح باب السياره الخلفي فتتأمل هي السياره قبل ان تردف اليها ليبتسم الرجلان ويسيروا بها بعد ان جلسوا بجانب بعضهم في مقدمة السياره فيلتف الرجل الذي اخبرها بما حدث بعدما نظر لصديقه نظرة قد فهمها فقال اهدي يامدام هنا ثم رفع منديلا من جيب بنطاله فأمتد بيده اليها فنظرت اليه هي للحظات قبل ان تأخذه 
فأبتسم الرجل قائلا امسحي دموعك يامدام كل حاجه هتبقي بخير ونظر الي ساعته قليلا قبل ان يلتف ثانية ويجدها قد بدأت تترنح من اثر الموضوع علي ذلك المنديل 
لتتمتم فارس انا عايزه اشوف فارس 
فضحك الرجلان ضحكة عاليه قبل ان يتحدثوا كده احنا هنطلع علي المطار طارق بيه قال ان في طياره مخصوص هتستننا عشان تاخد الامانه للعش بتاعها 
فقهقه الاخر قائلا ياريت كل العمليات تبقي سهله زي العمليه ديه بس هو ده مدته اد ايه 
فنظر اليه الاخر علم علمك بس باين علي مفعوله انه قوي انا خاېف لتروح فيها البت شكلها حامل 
فألتف ذلك الرجل الذي يقود السياره بطرف عينه وتأملها ربنا يستر !!
باك 
انحني محمود كي بعد ان مسح حبات العرق المتناثره علي جبينها ولكن ظلت هي تحرك رأسها بعشوائيه حتي ضحك قائلا وماله ياهنا خليني صابر عليكي 
فبدأت تفتح هي عيناها ثانية بتعب انا فين وفارس فين انت مين 
وظلت الرؤيه مشوشه قليلا حتي بدء مفعول يزول تدريجيا فالجرعتان التي اخذتهم كانوا كافين
بأن يجعلوها تنام يومان كاملان ولولا الطبيب الذي قد فحصها عندما اتت لكان ظن بأن هذا قد ادخلها في غيبوبه فنطقت بصوت ضعيف دكتور محمود انت بتعمل ايه هنا وفارس حصله ايه انا فين 
فأبتسم محمود بعدما نهض من جانبها قائلا بهدوء ارتاحي انتي دلوقتي ياهنا وبعدين نبقي نتكلم 
وسار بخطي بطيئه ناحيه الباب وقبل ان يغلقه خلفه بذلك المفتاح تأملها للحظات وانصرف 
جلس فارس علي اقرب مقعد يفكر في زوجته التي تركها بمفردها ولم يهاتفها كما وعدها منذ ان اتي من يومان ولكن كل ما يحاوطه كان كفيل ان يجعله هكذا ناسيا فأخته منذ ان انتهي الاطباء من تلك العمليه واخبروهم انها نجحت دخلت في غيبوبه مؤقته لا يعلمون سببها ومتي ستفيق منها فوقف كي يقترب من عمته التي تتأمل ابنتها التي ربتها ودموعها تنساب 
امال قلبي وجعني وخاېفه عليها اووي يافارس ياريت كنت انا وهي لاء 
عمته بضعف وهو يتأمل زوج اخته القادم نحوهم بعيناه الحمراء من كثره بكائه علي زوجته انا اتصلت بدكتور صديق ليا ألماني يجي يتابع حالتها بدل الاغبيا اللي هنا ومن حظنا انه موجود في سويسرا وقالي ساعه وجاي 
بدء مفعول ينتهي تماما فظلت تتأمل الوان الغرفه التي تحيطها فقد كانت غرفة انيقة للغايه ولكن كل مايشغل بالها اين هي الان فنهضت من علي الفراش بتثاقل وهي تضع بيدها علي بطنها پألم ثم حركت أرجلها كي تضعها ارضا وبدأت تقف وهي تستند علي الفراش حتي استطاعت ان تقف متزنه وسارت بخطي هادئة ناحية الباب وهي ترفع حجابها الملفوف حول رقبتها لتضعه علي شعرها ثانية وهي لا تعلم كيف أنساب من علي رأسها 
وحركت مقبض الباب كي تغادر تلك الغرفه التي في البدايه ظنت انها مشفي ولكن أثاثها اصبح لا يوحي لها بذلك وبعد ماحاولت باتت بالفشل كي تغادر تلك الغرفه بدأت تبكي وتنتحب بصوت عالي فيدخل محمود بجمود قائلا ايه الدوشه اللي انتي عملاها ديه ثم تأمل بطنها بتفحص ايه مش خاېفه علي اللي في بطنك مممم اظاهر ان مفعول انتهي 
فظلت تتأمله هنا حتي قالت بتعلثم انا هنا ليه وفين فارس 
فنظر اليها محمود بقوه حتي قال فارس ماټ ارتحتي 
سقطت بكامل ارضا وهي تصرخ قائله انت كداب فارس ممتش ثم اقتربت من قدميه وهي تزحف دكتور محمود انت ليه بتضحك عليا وجايبني هنا انت مش ديما بتقولي اني اختك الصغيره 
فهبط محمود بقدميه حتي يصبح امامها ما عشان انتي اختي الصغيره جبتك هنا عشان تريحي اعصابك انتي نسيتي انتي كنتي هتعملي ايه اول ماسمعتي الخبر ياهنا
ثم وقف وأدار رأسه ناحية باب الغرفه وهو
يقول محدش كان حاسس بيكي غيري ياهنا مكنتش قادر اشوفك وانتي علي صديق عمري فعلا اثرت فينا كلنا بس مش معقول انتي لسا لحد دلوقتي مش مصدقه اللي حصل 
ثم أدار وجهه اليها ثانية قائلا بصوت يبدو عليه التأثر اكثر واعين قد ترقرقت فيها الدموع احنا هنا في لندن
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 54 صفحات