الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رياح الالم

انت في الصفحة 51 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


ياهنا 
لتسقط تلك الكلمه علي مسمعها حتي نهضت وأقتربت منه بقوه انت كداب فارس ممتش انا مش فاكره حاجه من ديه خالص حصلت ثم بدأت تتذكر امر الرجلان فيتوقف عقلها عند ذلك المنديل 
وبصوت قوي المنديل انا اخدت المنديل منه وبعدين محستش بحاجه ثم ابتعدت من امامه وذهبت ناحية الباب انا لازم امشي من هنا عشان اروح لفارس 

فوضعت بيدها علي التي تدفقت منها وبصوت ضعيف انت
بتعمل كده ليا فارس محصلوش حاجه فارس في سويسرا عند نيره انت اللي بعت ليا الراجلين وضحكت عليا ثم تذكرت ابراهيم ونظراته الحزينه لها عم ابراهيم كمان باعني ليك عشان كده كان بيبصلي وكأنه عايز
يقولي سامحيني 
وتحركت بضعف مره اخري من امامه كي تغادر تلك الغرفه ولكن ذراعيه القويه قد حملتها فظلت بقبضة يديها علي الصلب ليقول هو بصوت جامد انتي لازم يشوفك دكتور ياهنا 
واغلق الباب خلفه لتقابله تلك المرأه صاحبه الشعر الأشقر والأعين الزرقاء وهي انت بارع يامحمود انا روز صدقت كلامك
تأملت سلمي معاملته الرقيقه لها منذ ان ټوفي والدها من ثمانية ايام ثم تطلعت الي نظرات أنكساره وهو جالس شاردا في ذلك الفراغ الذي يحيطه ورغم وقوفها امامه وهي تحمل فنجان القهوة له ظل علي هذا الحال الي ان وضعت تلك الصنيه التي تحمل ذلك الفنجان عليها جانبا وجلست تحت قدميه ووضعت برأسها عليها فأمتد منصور بيديه التي اصبحت ترتعش وظل يعبث بشعرها الاسود الي ان قال اوعي تكوني زعلتي ياسلمي عشان جوزت منال وابوكي لسا معداش علي مۏته غير ايام وقبل ان يكمل حديثه 
رفعت سلمي بوجهها انا مش زعلانه ياسي منصور عشان عارفه انه ڠصب عنك وانت طيبت بخاطري كتير
فرفعها كي تقف علي قدميها ثم اجلسها بجانبه وهو يقول بحنان متقوليش سي منصور ديه تاني وقبل ان تتكلم هي ثانية وتخبره ان هذا كان امر ثريا 
فنظر لها منصور بجمود متنطقيش اسمها قدامي ثم اخفض برأسه ارضا انا انكسرت ياسلمي بعد ما بقيت راضي بخلفة البنات اكتشفت ان ابويا كان عنده حق لما قال ان خلفتهم وهم 
فنظرت اليه ثم تأملت بطنها التي لم يتبقي علي ولادتها ثم شهران ونصف وتضع هذا المولود الذي تنتظر ان تعرف نوعه عند ولادته طب افرض طلعت بنت 
فظل منصور 
فأبتسمت اليه سلمي بسعاده بعدما علمت برضاه لامر الله ليبتسم هو الاخر وبصوت حزين قال بعدما تذكر تلك الايه الكريمه 
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
فضحكت نسرين بقوه قد جعلت لهيب رغبته قبل قلبه تتحرك فأنقض عليها شوقي مثل الذي يريد غايته فأبتعدت هي عنه ببراعه قائله يبقي تكتبلي نص الشركه عشان ولادك ميطمعوش عليا بعد عمرا طويل ياحياتي ثم تذكرت ابنه الاكبر صاحب الجمال الصارخ قائله وهي تتمني ان يكون هو زوجها انا مش مطمنه لفاروق ابنك ده خالص كل حاجه لنفسه وبس 
فجلس شوقي بتعب علي الفراش تعبتيني معاكي يانسرين انا مبقتش قدك وكمان فاروق ابني هو دراعي اليمين وانا كتبتلك الفيله عايزه ايه تاني وحاطط فلوس بأسمك في البنك 
فأقتربت منه نسرين بدلع اكثر وهي تعبث في خصلات شعرها المصبوغ طب اكتبلي ارض الساحل بأسمي ياشوشتي 
فضحك شوقي حتي ادمعت عيناه وكمان شوشتي لاء انا مبقتش حمل دلعك 
فتأملت نسرين سكونه وهدوء تنفسه حتي قالت بقلق شوقي انت نمت زي كل يوم
ثم صړخت بقوة بعد ان حركت يديه شوقي !!
وهبطت دمعة مزيفه حالمه بذلك الميراث الذي ستأخذه اذا حقا قد ماټ هو 
فنهضت سريعا من علي فراشها وخرجت من تلك الغرفه الحمراء بسبب لون الاباجوره وامسكت بهاتف فيلتها الواسعه وهي تطلب ذلك الرقم الذي حفظته عن ظهر قلب قائله الحقني يافاروق ابوك مش عارفه ماله 
وقفت هنا امام ذلك الباب وهي تهتف بأي احد كي ينجدها لتسمع صوت احد الخدم يهدئونها حتي يعود سيدهم
فأبتعدت عن الباب بيأس وجلست اسفله واتكأت عليه وهي تتمتم بيأس انا مش مجنونه وفارس ممتش حتي الدكتور بېكذب عليا 
فتتذكر نظرات ذلك الطبيب لها وهو يخبرها بأن كل الذي هي فيه امر مؤقت وسينتهي عندما تفيق من صډمتها ثم تذكرت نظرات تلك السيده التي كانت تقف بجانب محمود وتنظر اليها وكأن بينهم تحدي لا تعلمه حتي ادمعت عيناها التي لم تكف عن البكاء فأسبوعا قد قضته وهي تصرخ وتصرخ ولكن لا مجيب فنهضت حتي وقفت امام تلك الشرفه التي بغرفتها وتأملت منظر الجليد الذي يهطل بغزاره متأمله كل شئ من زجاج شرفتها التي بدونها لم كانت صدقت انها حقا ليست في بلدها ولكن سؤال واحد عجز عقلها علي ان يفسره لماذا هي الان 
فنفتح باب الغرفه بهدوء ودخل محمود وخلفه الخادمه وهي تحمل تلك الصنيه الموضوع عليها الطعام وكوب العصير فوضعت الخادمه الطعام وانصرفت غالقه الغرفة خلفها 
فركضت هنا كي تفتحه ليضحك محمود بضحكته التي قد اشمئزت منها ويقول ساخرا مش هاكلك مټخافيش ولو عايز ممكن اعملها ثم نظر الي بطنها قائلا انا حجزتلك عند دكتور شاطر هنا في لندن عشان تتابعي معاه 
فأخفضت هنا برأسها ارضا وكأنها تفكر في شئ ستفعله حتي رفعت وجهها سريعا ممسكه بكوب العصير لتسكبه عليه قائله انت
مچنون ومريض فارس ممتش وهيجي ياخدني انا ليه هو وبس 
فنظر اليها محمود طويلا وهو يمسح ما اسكبته هي عليه 
فسقطت دموعها وهي ترتجف من نظرات اعينه الشبيها بالصقر وابتعدت عنه پخوف حتي نظر اليها وغادر الغرفه وهو يظفر بضيق
فرفعت سميه بوجهها قليلا قائلة بلا مبالاه ياريت متفضلش باصص عليا كده كتير 
فأبتسم هشام علي اقتضاب وجهها المصطنع قائلا مراتي وابص واتأمل فيها زي ما انا عايز غير ان صوتك عجبني اووي اشمعنا الدلع ده كله لورد ومافيش حاجه لأبو ورد الشقيان 
فنظرت اليه سميه بسخريه غير مهتميه بحديثه 
ليقف هشام پغضب عارف اني غلطان وغبي وخدعتك وفيا كل حاجه وحشه بس متفضليش تعامليني بالأستخفاف ده متنسيش اني جوزك ثم تحرك ناحية غرفته قائلا بضيق ومش عايز اتعشا 
فأبتسمت سميه لما حققته ولكن قد دفعها سؤالا تعرف انه من المفترض ان لا تطرحه الان ولكن رغبتها في استمرار حديثها معه دفعها بأن تسأله 
سميه لسا فارس مسافر 
فألتف اليها هشام بضيق قائلا والهانم بتسأل علي صاحبي ليه 
فبدأت سميه تهز الطفله علي قدميها ببرود وهي تطعمها رضعتها عادي سؤال عادي !
وعندما وجدت وجهه تغير اكثر قالت بأرتباك عايزه اعرف هنا هتيجي امتا من المزرعه عشان اعزيها في عمها ومش عارفه اوصلها واكيد فارس لو رجع من سويسرا هنا هترجع من المزرعه 
فأرتخي اقتضاب وجهه قليلا ليقول لو كان ينفع نسافر انا وانتي وورد ليها كنا سافرنا بس للأسف ان بقيت مسئول عن كل حاجه لحد مافارس يرجع ثم تذكر امر نيره نيره اخت فارس تعبانه اووي ودخلت في غيبوبه ربنا يشفيها 
فنظرت اليه سميه بتأثر قائله ديه عندها طفل صغير صح طب مين اللي بياخد باله منه 
فتأملها هشام طويلا حتي قال ضاحكا ايه كمان نجبلك فارس الصغير تربيه مع ورد ده انتي قربتي تجننيني ياسمسمتي من حنية قلبك ديه 
فظهرت أبتسامه سريعه علي محيا سميه ثم تلاشت سريعا لتهب فيه قائله ايه سمسمتك ديه ألزم حدودك لو سامحت
فظل هشام واقفا للحظات يتأملها حتي اقترب منها وامسك ذراعيها دون ان يفكر بأبنته التي تحملها اتعدلي ياسميه مش عشان بحبك وعايز ارضيكي هتسوقي فيها 
فهبطت دموعها بغزارها علي ذراعيه لتقول من بين شهقاتها اه ماهو كان باين انك بتحبني لاء يابشمهندس انت استغليت حبي ليك وخدعتني حرمتني
من اجمل ايام عمري وصدمتني وانا لسا بحاول افرح ضحكت علي قلبي فاهم ازاي تضحك علي قلبي اللي حبك 
فبدأت الطفله تبكي من صوت صراخهم العالي فتأملها هشام قبل ان يمتد بيديه ويمسح دموعها بأنامله طب هنفضل لحد امتا كده ثم قال مبتسما مش اللي بيحب بيسامح طب اديني فرصه وانا هخليكي متندميش انك سامحتيني انا بجد بقيت محتاجك ياسميه بلاش تبقي حنية قلبك مع كل الناس الا انا 
سميه الطفله الي كي تهدء من صړاخها وعقلها سارحا فيمن احبت وخذلها 
ظلوا يتأملون هرولت الأطباء اليها والابتسامة تعلو وجههم بعد ان اخبرتهم تلك الممرضه بأنها قد فاقت من غيبوبتها بعد ان دخل اليها زوجها ودخلت هي خلفه كي تعطيها احد الحقن التي امر بها الطبيب في ذلك المحلول 
فأبتسمت امال من بين دموعها بعد ان لمحت ابتسامة ابنة اخيها الشاحبه وهي ممده علي فراشها في المشفي والاطباء حولها يفحصونها 
فنظر فارس لعمته بأعين باكيه من الفرح الحمدلله الحمدلله 
ثم عاد يتأمل اخته ثانية من خلف ذلك الزجاج الذي يرونها منه قائلا بحب حاسس ان روحي دلوقتي رجعتلي نيره ديه فعلا مش اختي بس ديه بنتي كمان انا مش هبعد عنها تاني ولا هسيبها تبعد عني 
فأبتسمت امال بحنان وهي ناظرة علي ابنة اخاها ايضا تتأملها بعد اسبوعين قد قضوهم وهم جالسين في المشفي مش انت اللي ربتها من وهي طفله عندها 12 سنه ثم تذكرت امر هنا اخيرا قائله برضوه تليفون المزرعه بايظ ومش عارف تكلمها
فحرك فارس رأسه بيأس بعد ان أفاق من اخته هطمن علي نيره وهنزل مصرعلطول قلبي مش مطمن عليها وكلمت هشام النهارده قولتله يسيب كل حاجه وراه ويروح يشوفها ويطمني عليها ثم ابتسم بشوق وحشتني اوووي هي واللي في بطنها 
فربتت أمال علي كتفيه بحنان حتي خرجوا الاطباء سامحين لهم بالدخول للأطمئنان عليها 
جلست روز بجانبه وهي تتذوق نبيذ كأسها بصمت لتترك الكأس من يديها بعد ان ارتشفت اخر مافيه متطلعه الي محمود الجالس امامها وبصوت أنوثي انت كده هتجنن البنت يامحمود حرام عليك 
فضحك محمود حتي تنهد بضيق انتي ليه بقيتي متعاطفه معاها ياروز ثم بدء يحيطها بذراعيه وهي يتأمل تفصيل جو قريبك ده انتي واثقه منه اصل مش مطمن ليه بالمهدئات اللي بيدهالها متنسيش اني دكتور صيدلي في الاصل 
فبتعدت روز عنه حتي قالت مش معقول تكون لدرجادي بتحبها اكيد في سر 
فقهقه محمود بقوة حتي نهض وهو ېدخن سيجارته بأعين لامعه البدايه من ايناس لما فارس اتجوزها وحرمني منها انا اللي اقدمتله ايناس علي طبق من فضه صحيح هي مكنتش تستاهل بس حړق قلبي علي اول حب في حياتي ثم صمت قليلا حتي قال وبعدين هي جات لعنده زي الملاك وبصراحه استخترتها فيه بس اكيد هي وايناس واحد عاشت معاه شهور من غير مايبقي في رابط ما بينهم وبعدين هو اتجوزها ثم تذكر امر والدته قائلا لحد ماجات قصة والده
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 54 صفحات